بينما المسلحون في سوريا يشرّدون الأهالي ويروعونهم بهدف دفعهم إلى اللجوء إلى مخيمات أقامتها الدولة المجاورة حتى يقال إن الشعب السوري يهرب من نار الجيش السوري.. هذه الحرب القذرة بمرتزقيها المدفوعين من جبهات أخرى بالمال والعتاد والعنف لتتمركز في سوريا وتنشر الرعب وتمارس الأرض المحروقة وتصور للعالم أن الشعب يقتّل من قبل الجيش السوري.. ومن يسلح الإرهاب مدعوم بقنوات فضائية.. قنوات دمار شامل تقلب الحقائق وتزوّر ما يحدث على الأرض.. لمصلحة من هذا كل هذا؟!. هذه أجندة غربية تنفذ بأذرع عربية مسلمة.. ولو سألنا من المستفيد من كل هذا لأدركنا أن إسرائل هي المستفيد الأول.. فكيف يدعي هؤلاء الشيوخ المحرضون بالفتوى والبترودولار والأسلحة والتجييش أنهم يحاربون «الدكتاتورية» ومشفقون على الشعب السوري والحال أنهم وضعوا شعوبهم تحت قبة من رصاص.. قبة قروسطية.. هل نسينا ما حدث للعراق التي أعادوها إلى الزمن الحجري؟.. هل نسينا الحمم التي نزلت على العراق في عز رمضان؟.. كنا نفطر وجزء من لحم الصغار في صحوننا.. وها هو الترويع يتواصل في سوريا في شهر التراحم.. سوريا الجريحة تجلب ذئاب العالم كله على مرأى ومسمع من الجميع ولكن خدمة الأجندة هم الأكثر حماسة لسفك مزيد من الدماء.. حتى المعارض الحقوقي صار يحلم بإحراق سوريا ويصرخ «أين الناتو؟.. لماذا خذلنا؟.. لماذا لا يقصف البلد كما حدث في ليبيا؟..» طبعا برهان غليون قائل هذا الكلام لا يسكن في سوريا.. هو في مكان آمن وفاره.. والكلام سهل ومريح.. البساط الأحمر يُغري ولكن لا يصلح لمن يزحف على الركب.. الصدمة الآن هو أن سوريا تحولت إلى مشكلة.. سقوط الدمينو لم يكن منتظرا.. وانكشفت الفبركة والحرب النفسية.. سوريا مازالت متماسكة.. في الأثناء وبينما العرب حمالة الحطب يحرقون إخوتهم.. ها هو أوباما ومنافسه في الانتخابات القادمة يهرولان نحو إسرائيل.. ويغدقان عليها بالصفقات وتفتيت آخر القلاع العربية.. ومازالت سنين أخرى من الجمر في طريق الأجيال القادمة.. فهل سنورثهم الهوان أم الحقد على من سقى به أراضينا.. لعلهم لا ينخدعون «بأصدقاء العرب» عندما نقول لهم إن الخيام التي تقام في البلدان المجاورة.. هي ثكنات للإرهابيين وليست مأوى للمشرّدين.. لعلهم لا ينخدعون عندما نقول لهم إن السلاح الذي يقتل العرب جاء من الغرب.. من الاستعمار السابق.. ولم يقتل عربي واحد برصاص روسي..