ضمن الترجي الرياضي رسميا تأهله إلى الدور نصف النهائي لكأس رابطة الأبطال الإفريقية عقب انتصاره الأخير على النجم في أولمبي بسوسة بالذات بهدفين نظيفين حاصدا بالتالي انتصاره الرابع على التوالي في أربع جولات من دور المجموعات وهو الفريق الوحيد الذي يحصل على العلامة الكاملة بعد تعثر الأهلي المصري في غانا أمام تشيلسي ليكون فريق باب سويقة النادي الوحيد الذي ضمن مروره حسابيا إلى المربع الذهبي... التأهل حصل عن جدارة واستحقاق بعد تفوق واضح على كل منافسيه بدون استثناء فكان الظهور مشرفا فعلا للكرة التونسية ويليق بالبطل والمدافع عن تاجه. مجموعة وفيرة كمّا وقيّمة كيفا ... واستغلال مثالي للزاد البشري مثلما أكدناه في أحد أعدادنا السابقة فإن مجموعة الترجي الرياضي في الأدوار الحاسمة والمتقدمة من كأس رابطة الأبطال الإفريقية هذه السنة أفضل من مجموعة السنة الفارطة في نفس هذا الدور لسبب وحيد وبسيط وهو توفر الحلول البديلة وأهمية بنك الإحتياطيين في كل مباراة ... هذا هو العنصر الذي يصنع الفارق بين الفرق في مثل هذه التظاهرات وهذا ما يشكل إحدى نقاط قوة الترجي الرياضي البارزة والأساسية في هذه الفترة... صحيح أن هناك نقصا في الخط الخلفي مقارنة بالهجوم وخاصة بوسط الميدان لكن في قراءة للمجموعة ككل وقدرة عدة لاعبين على التأقلم مع مراكز متعددة يمكن الجزم أن مجموعة فريق باب سويقة قوية ومتكاملة وتملك مواصفات الفريق القادر على الدفاع عن لقبه والمحافظة عليه... الإضافات في الزاد البشري مقارنة مع السنة الفارطة تكمن أساسا في كريم العواضي وكذلك يوسف البلايلي وحسين الراقد في انتظار شاكر الزواغي وأيضا ديدي ليبيري الذي نعتقد أنه قادر على إفادة الترجي الرياضي هجوميا في نوعية خاصة من المقابلات خارج تونس التي يتّبع خلالها الفريق طريقة المرتدات... إذن هناك حلول للإطار الفني عند الحاجة سواء اختياريا حسب الرسومات التكتيكية أو اضطراريا في حالة الغيابات لأسباب صحية أو تأديبية وهذا قائم حتى في الخط الذي يشكو بعض النقص وهو الدفاع لأن عدة لاعبين قادرون على التأقلم مع عدة مراكز مثل آفول على الجهتين اليمنى واليسرى وخليل شمام كظهير أيسر ولاعب محوري وخالد المولهي كظهير أمين وفي محور الدفاع هذا في انتظار ما سيقدمه الزواغي لوسط الخط الخلفي بما أن نبيل معلول انتدبه خصيصا لهذا المركز دون أن ننسى سيف الله حسني الذي يملك كل مواصفات المدافع المحوري الناجح... إذن كل هذا الزاد البشري الوفير كمّا والقيّم كيفا جميل جدا وشيء إيجابي ومحبذ داخل كل فريق لكن يبقى عامل هام وضروري بعد ذلك ويتمثل في حسن استغلال هذه المجموعة وكيفية توظيفها فوق الميدان لفائدة الفريق ، وهنا يأتي دور الإطار الفني ، بل هنا تجلت إضافة نبيل معلول رقم واحد ... ففي المقابلات الأربع التي أجراها الترجي الرياضي إلى حد الآن في دور المجموعات وإضافة إلى التركيبة الأساسية المثلى سجلنا تنوعا في التغييرات واختيار البدلاء لتعزيز التشكيلة ، فالمحيرصي دخل في حسابات الإطار الفني خصوصا في المقابلات التي دارت في تونس والبلايلي شكل البديل الأول في اللقاءات التي استضاف فيها الأحمر والأصفر منافسيه تماما مثل العياري في أواخر المباريات وأيضا وجدي بوعزي وإيهاب المساكني في أخرى، وفي كل مرة كانت النتيجة إيجابية والاستفادة من التعويضات كبيرة... من جهة أخرى منح نبيل معلول الفرصة لأسامة البوغانمي الذي كان بحق في المستوى المطلوب وقام بالمهمة على أحسن وجه مؤكدا في كل مرة أنه يستحق فعلا مكانه كأساسي ولو أن خط الوسط يعج بالنجوم ثم أتى مؤخرا وفي لقاء سوسة إقحام معلول لحسين الراقد لأول مرة في مباراة رسمية باللونين الأحمر والأصفر وكان أداؤه طيبا للغاية رغم النقص في النسق وهذا هام جدا لبقية مشوار الترجي الرياضي القاري لخبرة هذا اللاعب وتعوده على الأجواء الإفريقية... إذن بين قيمة الزاد البشري والمجموعة من جهة وحسن استغلالها فنيا من جهة أخرى فإن الثابت والأكيد أن الترجي الرياضي سيكون من أبرز المنافسين على اللقب القاري للسنة الثالثة على التوالي.