يكتبها: جمال كرماوي في الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية المصرية كتب الناطق الرسمي الخبر التالي «سيادة الرئيس سيقوم بزيارة إلى خاله بمناسبة العيد».. ولأن الرئيس مرسي يترأس أكبر مصنع للنكت في العالم فإن الرد جاءه على الطاير.. تعليقات المتابعين تكفي وحدها لصياغة مسرحيات ساخرة وكوميديا قاتلة.. خبر عاجل.. مرسي عطس.. هام جدا.. والنبي وانت ماشي خذ اثنين كيلو موز..وآخرها.. خذ بالك يامرسي من الحزام الناسف.. بدأت الحكاية من غباء الناطق الرسمي.. والشعب المصري متعود على خطف النكتة من فم الميت..وكانت النكتة دوما سلاح الصامتين..والنكتة تخترق البلاد بسرعة الضوء فما بالك بشبكات التواصل الاجتماعي..غباء البلاغ زاد في عبقرية النكتة..وهذا ليس بجديد.. حتى عبد الناصر عانى منها وأصبح للنكتة الشعبية مكانة في تحاليل الرأي العام..خاصة وأنها مجهولة المصدر وتعبر كل الحواجز الأمنية كما أنها مؤذية لأنها تأكل جدار القداسة والمهابه لأنها مصنوعة من ماء النار..تختزل همّ الشعب وتصرّح بما لا تقدر عليه حتى الصحف المعارضة..ويقال ان السادات ايضا لم يسلم من أذاها فكان احيانا يسأل عن آخر نكتة قبل أن يقرأ تقارير الاستخبارات على مكتبه...هي تعبير لمن لا صوت لهم..ومن لا صوت لهم يدخلون القصر ويحرجون الساسة ويتهكّمون على البطانه غصبا عن الحراس والوشاة..النكتة ليس لها أب ولكنها تفرّخ وتتناسل.. وتحكي دوما عن هموم الناس و«القفلة»ضحكة من القلب الصابر...هناك من يقبل النكتة ويتفاعل معها ويفهم مقصدها...وهناك من يتجهّم ويجرّم النكتة لأنه يعتبر نفسه مقدسا خاصة اذا كان متزمتا دينيا.. من نوع «سلفني وجهك باش نمشي نعزّي بيه»..بينما في الدول الديمقراطية مشاكسة «السلطان» تزيده استلطافا وشعبية..والغباء يكمن في العبس لا في الابتسامة..والشعب الذي يقاوم همومه بالنكتة لا يحمل سلاحا ولا يرهب الناس لأنه ببساطة يؤمن أن النكتة أشد تأثيرا من القنبلة..لأن النكتة تولد من رحم الحياة.. لا من رحم ثقافة القبور..