يكتبها: جمال الكرماوي من أين نبدأ... وقائمة الأحداث طويلة طول قطار يحمل فسفاط الحوض المنجمي الى المواني، ويعود لأهله فارغا... من أين نبدأ والأحداث تتكدس فوق قلوبنا فقدميها؟... هل نبدأ بملف الاعلام الذي يتعرض الى كسر الاقلام وكسر العظام... أم نبدأ بملف التشغيل والاستثمار؟ وهل نبدأ بملف الجهات والوعود التي تبخرت قبل أن يجف حبر الوعود... أم نبدأ بالوضع الأمني والخوف من الاعتداءات التي تتكرّر خاصة على المبدعين المثقفين.. أم نبدأ بالملف الاقتصادي والمالي؟ تذكرون ما حدث ذات يوم عندما تقرر عزل محافظ البنك المركزي... غيرّوه... وها هو الدينار ينزلق في منحدر كارثي... الدينار طاح «سعدو»... والأسعار ستزيد ارتفاعا على ارتفاع بعد أن رموا عود الثقاب في البنزين.. زيادة أخرى في كل المنتوجات والخدمات الأخرى... الشعب يدفع الضريبة مرّة أخرى... ككل مرّة... تكسر الجرّة... في الأيام الأخيرة شهدنا غيابا للمسؤولين في الحكومة... صمت رهيب.. باستثناء السيد زيتون الذي مازال ينطح قلاع الاعلام ولم تسقط أسوارها ولا سقطت الأقلام من فرسانها... صمت رهيب غريب والحال أنهم كانوا يرتادون المؤسسات الاعلامية أكثر من تواجدهم في مكاتبهم أو في الجهات... أقوى حكومة في التاريخ لا أظنها ستتّهم الصحفيين أو المعارضة أو الأزلام بسلسلة الأخطاء التي وقعت فيها... خاصة عندما يكون الاستكبار سببا من أسباب الفشل... «لا يرى لا يسمع ويتكلم... ليسمع نفسه»... ولهذا كله تبعات وثمن باهض... أحيانا اشتم رائحة الحقد على هذا الشعب من قبل بعضهم... تذكروا انقطاع الماء والكهرباء... الأسعار الحارقة... العنف الظاهر والمستبطن.... ارتدّت على الفئة الأكثر هشاشة بالوبال... ومنهم من سوّطوا لهذه الحكومة بتركيبتها الثلاثية... ولا غرابة أن نسمع أحدهم يقول إن من يتحدّثون عن ثورة ثانية سيفرّقون ب «كعبتين لا كريموجين»... قالها ولم تدمع عيناه.... وإن أدمعت فاعلم أنها دموع التماسيح.