استضافت اليوم اذاعة موزاييك في حصة "ميدي شو" الوزير الاسبق ورئيس النجم الساحلي سابقا السيد حامد القروي الذي خاض في عدة مواضيع ابرزها علاقته بحركة النهضة وخاصة امينها العام والرئيس الحالي للحكومة السيد حمادي الجبالي اضافة الى موضوع اقصاء التجمعيين من المشهد السياسي والاهم القضية التي وجهت له والمتعلقة بتمويل التجمع والتفرغات.. في بداية الحوار عبّر السيد حامد القروي عن اسفه من الحملة المغرضة التي شنّت على اثر العشاء الخيري الذي نظمته جمعية "التعاون" التي يديرها ابنه الدكتور نجيب القروي وحضرها رئيس الحكومة المؤقتة السيد حمادي الجبالي الى جانب وجوه من النظامين السابقين مع عدد من رجال الاعمال، ولم يخف استغرابه في ذات السياق من تهويل الموضوع حيث قال"في سنة 90 كان لدينا مجلس للمثاق الوطني يجتمع باشراف الوزير الاول وبحضور المكونات السياسية والمدنية للمشهد التونسي قصد مناقشة امور البلاد وفي سنة 2012 الا يجوز ان تجتمع تيارات سياسية في مكان واحد بل في عشاء خيري الهدف منه جمع الاموال حقيقة استغرب ذلك.." وعن علاقته بالسيد حمادي الجبالي قال الدكتور حامد القروي :"انا اعتبر الجبالي صديقا لي وهو يعتبرني نظف السمعة اعتقد بذلك انه ينزلني منزلة صديقه فنحن لسنا اعداء ونعرف بعضنا منذ سنوات خلت وحتي خلال العشاء الخيري اكتفينا بالمصافحة ولم نجلس على نفس الطاولة.." وفي توضيحه حول علاقته ب"حركة النهضة" صرّح القروي:"علاقتي بحركة النهضة تعود الى سنة 1983 في ذلك الوقت لم اكن في الحكومة ولكني اعرف الجبالي الذي كان محل بطاقة تفتيش من الداخلية بحكم علاقة صداقته مع ابني وللاشارة فان الجبالي هو من اشار اولا عبر تصريحات صحفية الى العلاقة التي تجمعه بيّ.." وواصل حديثه:" طلب مني وقتها الجبالي ان ابلغ رسالة وتوضيحا من النهضة(وقتها كانت تسمى بحركة الاتجاه الاسلامي) الى النظام مفادها ان هذه الحركة هي حزب سياسي مرجعيته اسلامية فاتصلت بالمزالي وزير الداخلية انذاك الذي اكد ليّ انه لولا خوفه من الامن المحيط به لالتقى بالجبالي بنفسه خلسة عن الحبيب بورقيبة الذي لم يكن وقتها هو الحاكم الحقيقي لتونس وسط تكالب الحاشية على السلطة وتقاسم المصلحة..واتفقت مع المزالي على لقاء حمادي الجبالي في 3 مناسبات متتالية وبصفة سرية ...." وعن الانتخابات التي دخلتها "حركة النهضة" في 1989 وعلاقتها مع الرئيس المخلوع، اجاب الدكتور حامد القروي:" بعد الانقاذ الوطني في 7 نوفمبر واود التوضيح اننا كنا نعتبره انقاذا لاننا كنا لا نعلم اين تسير البلاد حقيقة، فسمح للاتجاه الاسلامي بالترشح للانتخابات التشريعية في قائمات بنفسجية مستقلة وقامت بحملتها الانتخابية وحصدت انتصارات في بعض المناطق النيابية الا انها لم تتغلب على التجمع الدستوري وللعلم فان النتائج لم تكن مرضية لان الرئيس وقعت مبايعته وحتى من قبل "حركة الاتجاه الاسلامي" التي اعربت عن مساندتها التامة ل"بن علي" لانه مكنها من المشاركة في الانتخابات ..وبعد ذلك افضت نقاشاتي مع بن علي الى التوصل لاتفاق يقضي بحصول حركة النهضة(الاتجاه الاسلامي) على رخصة جريدة الفجر وواصلت محاولاتي مع "بن علي" للاعتراف بحركة النهضة على امل ان يكون الاعتراف فاتحة خير للاعتراف باحزاب اخرى وفي سنة 90 اذن بن علي باعداد تاشيرة غير انه تراجع في اللحظة الاخيرة .." ولم يخف القروي العنف الذي مورس من الجانبين واختلاف موازين القوى بين الحركة وبن علي حيث افاد :"كانت هناك حكومة ودولة وحزب حاكم وحزب اخر مارس العنف " وعن ايقاف الجبالي على خلفية المقالات الصادرة في جريدة الفجر قال:"لم تقف التهم على هذا وانما احداث المنستير وسوسة وباب سويقة .." في سؤال وجه له على خلفية عدم استقالته من الحكومة أنذلك وسط التضييق على الحريات والتعذيب في المعتقلات نفي حامد القروي علم اي شخص مؤكدا ان جميع الوزراء بما فيهم وزيري الدفاع والداخلية حيث ذكر:" كان القرار في الدفاع والداخلية بيد بن علي مباشرة وكلا الوزيرين في اتصال مباشر مع بن علي دون الرجوع الى الوزير الاول ولم يكن احد يستطيع ايقاف بن علي.. وقبلت بالبقاء لانه كان لديّ "شانتي" كبير لاصلاح ما خرب في السنوات الاخيرة من العهد البورقيبي.." وعن انشاء الديمقراطية والديكتاتورية في تونس صرح الدكتور حامد القروي:"نحن نجحنا في اشياء وفشلنا في اشياء اخرى ، وفقنا في تحقيق مشاريع اقتصادية عملاقة حتى اننا وصلنا الى التحاور مع الاتحاد الاوروبي ونحن في موقع قوة، قروضنا كانت كلها من اجل تعصير البنية التحتية وبعث المشاريع وكان لدينا مشروع اصلاح في الاقتصاد وحققنا امورا ايجابية في السنوات الاولى من حكم بن علي، ولكن كان الفشل ذريعا في الديمقراطية فالتجمع سيطر على الحياة السياسية خصوصا بعد ان وجد نفسه وحيدا في البرلمان حتى ان الجامعيون والمثقفون كانوا يخيرون الالتحاق بالتجمع على الحكومة ..وللعلم فالديكتاتورية انطلقت منذ ان ضرب الاتحاد العام التونسي للشغل في عهد بورقيبة بتواطئ من البعض من مسؤوليه .." وبخصوص تفطين بن على الى التجاوزات التي كانت تأتيها عائلته، شدّد على انه لم يكن بمقدور احد مناقشة بن علي في غير امور الديوان السياسي للحزب وشؤون الدولة اما امور عائلته فلا لانها لم تكن من امور الدولة..وبالنسبة الى اعتماد بن علي على تعيين وزراء يخافون منه فند القروي ذلك مؤكدا ان بن على كان يولي الكفاءة مكانة مهمة في التعيينات..وحول القرارات الحكومية قال القروي:"في البداية كان كل ما يصاغ في القصبة يصادق عليه في القصر قبل ان ينتدب بن علي كمّا هائلا من المستشارين الذين تحول لهم القرارات من القصبة ليناقشوها ويرفعون تقاريرهم الى بن علي " وفي رده على اقصاء التجمعيين قال:"لجنة بن عاشور اقصتهم لمرة واحدة واليوم يريدون اقصاءهم لمرة ثانية ونهائية عبر المجلس التأسيسي ..من يريد اقصاء من عملوا مع بن علي وفي نظامه عليه بان يأتي بشعب اخر..لان هذا الاقصاء هو اقصاء لعشرات الالاف من التونسيين واليوم نحن بحاجة لكل تونسي لاعادة بناء الدولة" وفي تعقيبه على القضية المرفوعة ضده من قبل 25 محاميا واذا ما كان هو يمثل احد اركان حكومة الظل وحول تحجير السفر عن رجال الاعمال قال القروي :"هي قضية سياسية ، انا لا اعرف منهم سوى عبد الستار بن موسى الذي رشح للعمادة بتعليمات من بن علي، هم اردوا ان يركبوا على الثورة، لكن الحمد لله القاضي اعلمنا بنتيجة الاختبارات واقول "يا دساترة هزوا رؤسكم طلعنا نظاف "واليوم نطالب بقائمة الفاسدين في التجمع..نحن مع "اكبس" "اكبسوا" و"هاتوا" قائمة الفاسدين في التجمع..وانفي ان اكون فاعلا في الحكومة الحالية وبخصوص رجال الاعمال وتحجير السفر عليهم اقترح ان يتم تشريع قانون ينص على ما يلي :كل رجل اعمال يرغب في السفر خارج تونس ومتعلقة به تهم يمضي على وثيقة تنازل عن ممتلكاته للدولة ان لم يعد الى ارض الوطن" وختم الدكتور حامد القروي حديثه بالدعوة الى معاضدة مجهود الحكومة ليس من اجلها وانما اجل تونس حيث قال:" كل من عارض او يعارض الحكومات الانتقالية (حكومة الغنوشي او السبسي او الجبالي) ويريد اسقاطها هو يكره تونس وادعو كل الدساترة الى معاضدة مجهودات الحكومة كما ادعو المعارضة الى التخفيض من حدتها لان تونس في وضع حساس ودقيق ان تهاوى تهاوت تونس على اثره...