الرباط (وكالات) أفادت تقارير مغربية أمس بأن الأجهزة الأمنية تمكنت من تفكيك شبكة دولية خطيرة تجند مغربيات لتهريب الكوكايين. وقالت التقارير ذاتها ان الصدفة قادت أجهزة الأمن بمدينة «القنيطرة» إلى وضع يدها على أول الخيط الذي مكنها لاحقا من اكتشاف شبكة دولية تقوم بتجنيد فتيات مغربيات كمهربات لمادة الكوكايين. وذُهل المحققون الأمنيون باعترافات خطيرة جاءت على لسان وسيطة للدعارة، كشفت، أثناء التحقيق معها، عن وجود شبكة دولية تستغل العاهرات في عمليات تهريب الكوكايين من دولة البرازيل. وخلُص البحث التمهيدي للضابطة القضائية – بحسب التقارير الصحفية المغربية - إلى أن الوسيطة كانت تستغل فقر وعوز فتيات يرتدن الحانات الليلية لإغرائهن بالسفر إلى البرازيل لقضاء ليال حمراء رفقة أثرياء، ثم العودة مجددا إلى المغرب وفي حوزتهن مبالغ مالية مهمة، دون إشعارهن بأن حقائبهن ستستعمل كوسيلة لتهريب الكوكايين. ووفق معلومات موثوقة، فإن عناصر هذه الشبكة تختار مهربات الكوكايين من الفتيات الشابات عديمات السوابق القضائية، حتى لا يثرن أية شبهة، حيث تتم مساعدتهن على إنجاز جواز سفر خاص بهن، وتحمل نفقات جميع الإجراءات في هذا الإطار، وكذلك تكاليف السفر من وإلى المغرب. ورغم إحالة ملف هذه الوسيطة على وكيل الملك لدى ابتدائية «القنيطرة»، فإن المحققين يواصلون تحقيقاتهم للكشف عن جميع المتورطين في هذه القضية، خاصة أن بعض المعطيات تشير إلى أن أفراد هذه العصابة الدولية منتشرون بشكل كبير عبر عدد من المدن المغربية. وتمثلت الصدفة التي أدت إلى الكشف عن هذه الشبكة، حينما أُلقي القبض على مغربية بأحد مطارات البرتغال قادمة من مدينة «ساو باولو» البرازيلية، بعدما قاد التفتيش الروتيني الذي خضعت له إلى كشف كمية من مخدر الكوكايين بإحدى حقائبها. وكشف مصدر مطلع، أن المعتقلة نفت للأمن البرتغالي علمها بوجود المخدرات داخل حقيبتها، وتشبثت ببراءتها، لتجري اتصالا هاتفيا بأفراد عائلتها بالقنيطرة، حيث حكت لهم عن ملابسات تورطها في هذه القضية، والدور الذي لعبته سيدة تعمل زعيمة شبكة للدعارة في هذا الإطار، وهو ما دفع أسرتها للبحث عن تلك الوسيطة و«القبض» عليها بالشارع العام، لتسلمها إلى الشرطة التي باشرت تحرياتها معها.