افتتح أمس «محمد المنصف المرزوقي»، رئيس الجمهورية بالعاصمة فعاليات الندوة الدولية حول «مشاركة المرأة في الحياة العامة والسياسية وفي صنع القرار»، التي تنظمها وزارة شؤون المرأة والأسرة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدّة للتنمية وصندوق الأممالمتحدة للسكان وصندوق الأمم المتحدّة الانمائي للمرأة. وقال «المرزوقي» في كلمة الافتتاح «إنّ من يهدّد حرّية المرأة ومكتسباتها في تونس كمن ينفخ على جبل»، حسب تعبيره، مبيّنا في نفس السياق أن حرية المرأة تعدّ قضية مجتمع بأسره. وأشار المرزوقي في نفس السياق إلى أنه «كمناضل» يساند فكرة أن يكون هناك في الحكومة تناصف بين الرجال والنساء، معبّرا عن دعمه الكامل لأن تتقلد المرأة أحسن المناصب على كل المستويات على أساس أنه لا وجود لفرق بين ذكر وأنثى. من جهتها، أكدت السيدة «سهام بادي»، وزير شؤون المرأة والأسرة بالمناسبة، أنّ وضع المرأة في المجتمع هو المؤشر الحقيقي على رقيّه ووعيه، مشدّدة على ضرورة وضع اجراءات قانونية تحفظ حق المرأة وتمثيليتها العادلة في المجالس التشريعية والأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني. وأشارت «سهام بادي» الى أن تونس تحتاج اليوم الى جهود الجميع من أجل النهوض بقدرات المرأة وتطوير واقعها والاهتمام بقضاياها في كنف تكافؤ الفرص ضمن اجراءات قانونية تحفظ حق المرأة وتمثيليتها العادلة في المجالس التشريعية وفي الأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، معربة عن أملها في تدعيم حضور المرأة في الحياة العامة والسياسية وفي صنع القرار بالنسبة للاستحقاقات القادمة. واستنكرت «سهام بادي» غياب المرأة في الحياة السياسية، داعية صانعي السياسات وأصحاب القرار المتبنين لقضايا المرأة والرافعين لشعار العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين الى مناصرة المقاربة المنصفة للمرأة والسهر على تكريسها. تجارب دولية حاضرة ومثلت الندوة فرصة للاطلاع على التجارب الدولية في مجال تشريك المرأة في الحياة العامة والسياسية وذلك للاستئناس بها. كما تناولت الندوة عديد القضايا والمداخلات، مثل مداخلة وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية بالمملكة المغربية «بسيمة الحقاوي» التي تحدثت عن تجربة المرأة المغربية مؤكدة أن اللغة في المغرب أنصفت المرأة منذ القدم باعتبار أنها عضو، مواطن له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات. وفي سياق متصل بيّنت «ربيحة ذياب»، وزيرة المرأة بدولة فلسطين أن قانون الانتخابات الفلسطيني أعطى للمرأة حق الانتخاب كما أن المرأة الفلسطينية توجد اليوم في مواقع صنع القرار وتمكنت من تحقيق انجازات عديدة. كما شهد اللقاء حضور العديد من الشخصيات العربية مثل الدكتورة «ودودة بدران»، رئيسة منظمة المرأة العربية، من جمهورية مصر العربية وممثلين عن برنامج الأممالمتحدة للتنمية بتونس ومستشارة رئيس الجمهورية ورئيسة مركز شؤون المرأة والأسرة بالجمهورية الاسلامية الايرانية «مريم مجتهد زاده لاريجاني»، علاوة على ذلك شهد اللقاء جلسات عمل مختلفة تمحورت بالأساس حول مواضيع عامة مثل: «الدروس المستخلصة من التجارب العربية بعد الثورة» و«دور المجتمع المدني والأحزاب السياسية في مشاركة المرأة في الحياة السياسية» و«الآليات الدستورية والبرلمانية لمشاركة المرأة في الحياة السياسية»، اضافة الى «مشاركة المرأة في المسار الانتخابي». كما تتواصل أشغال الندوة اليوم الثلاثاء بمشاركة مجموعة من الشخصيات الممثلة للمجتمع المدني والأحزاب السياسية والهيئات والمنظمات الدولية الى جانب حضور العديد من الخبراء عن مختلف البلدان العربية والأجنبية.