بعد ساعات قليلة من الإعلان عن الجولات الأولى من روزنامة البطولة المحترفة I والتي تضمنت تاريخ انطلاق الموسم الجديد (4 نوفمبر الجاري)، حدث ما قلب المعطيات وألغى بجرة قلم ما جاء في الإعلان الأول وحبره لم يجف!.. فقد أعلنت الجامعة تأجيل انطلاق الموسم بأسبوع أي إلى يوم 10 نوفمبر الحالي.. لماذا.. متعددة الرؤوس؟،، - لماذا أولا.. تسرعت الجامعة في إعلانها الأول وضبطت مواعيد الجولات الأولى وحتى المقابلتين المؤجلتين بسبب مشاركة الترجي في نهائي بطولة إفريقيا للأندية؟.. قلت.. تسرعت لأنها تعلم أنها ليست المعنية الوحيدة بهذا الملف ولا تملك سلطة القرار المنفرد.. ولهذا كان حريا بها أن تنحى للتشاور قبل الوقوع في التناقض والتراجع عن قراراتها.. مرغمة.. صاغرة! - ولماذا.. ثانيا.. لم تتحرك لجنة المصادقة على صلوحية الملاعب لإنجاز المطلوب بزيارة كل الملاعب المعنية وتقديم تقريرها في الإبان حتى تكون الأطراف المهتمة بالمسألة على بيّنة من واقع الأمور؟.. وإذا ما ثبت أنها فعلت المطلوب فإن المسألة تصبح خاضعة لاحتمالين.. فإما أن اللجنة ذات النظر قاصرة على تحديد قواعد الصلوحية وشروطها والتعامل معها بعيدا عن الصرامة المطلوبة، وإما أن تكون الإخلالات التي دفعت إلى التأجيل خارج نطاق مهمتها ومشمولاتها. - وهذا يوصلنا إلى.. لماذا ثالثا.. فقد ورد في تعليل القرار وتبرير التأجيل أن جل الملاعب باستثناء ثلاثة منها (رادس وحمام سوسة والمنستير) لا تتوفر على الشروط الأمنية الضرورية لحماية المتفرجين وضمان إجراء المباريات في ظروف عادية!.. كلام جميل.. ولكن أين كانت «ترويكا» التأجيل (وزارة الشباب والرياضة ووزارة الداخلية والجامعة) قبل أن يتورط مكتب الجريء في اتخاذ القرار الذي خضع لعملية وأد ثلاثية؟ ألم تكن تلك الأطراف على بيّنة من واقع ملاعبنا إلا بعد صدور الإعلان؟ أم أن حكاية الصلوحية وعدمها كانت الأكمة التي تخفي الدوافع الحقيقية التي جعلت السلطة (بالتأكيد) تجنح إلى اتخاذ قرار التأجيل. إننا لسنا ضد التأجيل أو معه.. ولكننا نستهجن مثل هذه الأساليب في معالجة المسائل المطروحة.. ألم يكن حريا ب«الترويكا» المذكورة أن تجتمع برؤساء الأندية وتستمع إليهم وإلى ممثلي الجهات المعنية بفرق المحترفة الأولى للاستئناس بآرائهم وتحميلهم المسؤولية لإنجاح الموسم الجديد وعودة الجماهير؟! أما وقد حُصّل ما في الصدور.. فما عسى يفيد الاجتماع بمسؤولي الأندية بعد ضياع الكرة خارج المرمى؟.. .. وبالصدق ألاقيكم وأشد على أياديكم..