حادثة مفزعة ومخيفة عاشها ملعب باجة في نهاية الحصة التدريبية لأول أمس الثلاثاء أثارت فزعا وهلعا كبيرا في صفوف الأحباء بما أن الأمر يتعلّق بحضور للعنف داخل ميدان التمارين وخارجه أبطاله لاعبين إثنين هما الغيني إبراهيما كامارا والمهاجم محمد السليتي والمدرب مختار العرفاوي...التونسية في متابعة لهذه الحادثة إتصلت بكافة الأطراف المتداخلة في الحادثة وكذلك بالمسؤولين للوقوف عند الملابسات والتداعيات التي ستخلفها هذه "المعركة" من خلال القرارات المنتظرة وكذلك على مستوى أجواء الفريق ونتائجه رواية الأطراف الثلاثة رغم أن الحادثة تناقلتها ألسن عديد الأحباء الذين واكبوا الحصة التدريبية بخاتمتها الغريبة التي جاءت على شاكلة "أفلام الحركة" ورغم أن مراسل التونسية كان حاضرا وشاهدا على الجزء الثاني من المعركة الذي دار أمام ملعب بوجمعة الكميتي على قارعة الطريق فإن إلتزام الحياد والموضوعية في مثل هذه المسائل فرض علينا نقل الوقائع على لسان أطراف "المعركة" التي إعتبرها الأحباء مهزلة ونقطة سوداء لن تمحى بسهولة من تاريخ النادي بعراقته ومجده وهو الذي يطفئ شمعته ال 83 بإحتفال من نوع الدراما والتراجيديا التي أوحت بتسيّب وفراغ وغياب للتأطير بما أن ما حدث تتحمّل فيه الهيئة المديرة قسطا وافرا من المسؤولية في ظل غياب تام خلال الحصة لأي مسؤول بإستثناء رئيس فرع كرة القدم عادل الريابي الذي وصل مرفوقا باللعب الغيني كامارا بعد مرور بعض الوقت من بداية التمارين مختار العرفاوي: كامارا عنّفني والسليتي دافع عنّي تحدّث مختار العرفاوي عن تفاصيل ما حدث فقال أنه قبل نهاية الحصة التدريبية وعندما كان اللاعبون بصدد العدو حول المضمار إقتحم "إبراهيما كامارا" ميدان التمارين فطلبت منه أن يغادر بكل إلحاح وأكدت له أن الحصة لم تنته بعد إلاّ أنه أصرّ على الدخول ورفض المغادرة بل أنه بادر بشتمي مرتين ووصفني ب"المعتوه" قبل أن يتقدم بإتجاهي ويبادر بدفعي وتعنيفي فركض اللاعب محمد السليتي بإتجاهنا لمحاولة منعه من التمادي في العنف إلا أنه لم يتردد في توجيه لكمة للسليتي...إستأت كثيرا مما صدر عن اللاعب كامارا الذي لم يحترمني ولم يحترم حرمة ميدان التمارين ومارس ضدّي وضد السليتي عنفا غير مبرّر وقد تقدمت بشكوى في حقه لدى المصالح الأمنية إبراهيما كامارا : المدرب والسليتي عنفاني بلا موجب فرددت الفعل اللاعب الغيني إبراهيما كامارا قدّم روايته على النحو التالي فقال أنه بعد غيابه لمدة طويلة قضاها في بلاده عاد إلى باجة أول أمس وإتصل برئيس فرع كرة القدم عادل الريابي طالبا منه مرافقته إلى الملعب للنظر مع مدرب الفريق في مسألة إستئنافه للتمارين مع الفريق وأضاف أنه مكث في بنك البدلاء ينتظر نهاية الحصة ليتحدث مع المدرب العرفاوي ومصافحة زملائه اللاعبين وأكد أنه عندما رأى زملائه ينزعون صدريات التمارين إعتقد أنها إشارة نهاية الحصة فبادر بدخول الميدان إلا أنه فوجئ بالمدرب يصيح في وجهه بكل حدّة يطالبه بمغادرة اليدان بلهجة فيها الكثير من القسوة فلم يستسغ الأمر ورفض الخروج ولم ينفي كامارا أنه في لحظة غضب وصف المدرب العرفاوي ب "المعتوه" كرد فعل على تصرفه تجاهه مضيفا أن المدرب توجه نحوه وقام بدفعه بكل قوّة فرد الفعل بدوره ودفعه بنفس الطريقة...وأضاف كامارا أنه فوجئ بالمهاجم محمد السليتي يعتدي عليه بالضرب داخل الميدان فرد الفعل ودافع عن نفسه قبل أن يتدخل اللاعبون لفض المعركة...وواصل كامارا رويته لما حصل مؤكدا أنه عندما كان يهم بالصعود في سيارة رئيس فرع كرة القدم للمغادرة داهمه اللاعب محمد السليتي من جديده وبادر بالإعتداء عليه من خلال بخّه بعبوة غاز مسيل للدموع قبل أن يشتبك معه للدفاع عن نفسه مشيرا إلى أن المدرب مختار العرفاوي بادر بدوره بالإعتداء عليه بعديد الركلات عندما كان مشتبكا مع المهاجم السليتي...وأضاف كامارا أنه تحوّل إلى قسم الإستعجالي بالمستشفى الجهوي بباجة أين تحصل على تقرير طبي سلّمه إلى مصالح الأمن لدعم الشكاية التي تقدم بها ضد المدرب العرفاوي واللاعب محمد السليتي...وختم كامارا حديثه بأنه اعلم سفارة بلاده بما تعرض له في إنتظار وصول ممثلا ديبلوماسيا من السفارة لمساندته في هذه القضية مشيرا أنه طلب فسخ عقده بعد أن تأكد بأنه لا يمكنه البقاء مع الفريق الذي يدربه مختار العرفاوي محمد السليتي: دافعت عن المدرب ولست نادما على ذلك الطرف الثالث في هذه الحادثة محمد السليتي تحدث بدوره للتونسية فقال أنه فوجئ بما أقدم عليه اللاعب الغيني كامارا الذي إقتحم ميدان التمارين بزيّه المدني قبل نهاية الحصة وإعتدائه على المدرب مختار العرفاوي فساءه ذلك فلم يتردد في محاولة حماية مدربه ومنع كامارا من إيذاءه وقال أن كامارا رد الفعل تجاهه بالتعنيف فإشتبك معه فوق أرضية الميدان...وأضاف السليتي أن ما قام به كامارا يعتبر تعديا على حرمة النادي وإساءة غير مقبولة على المدرب مختار العرفاوي الذي يمثل الأولمبي الباجي بتاريخه خاصة وأن هذا المدرب يقدم تضحيات كبيرة ويعتبر أحد ممولي النادي بما أنه دفع من ماله الخاص مراعاة لمصلحة الفريق ولاعبيه...محمد السليتي أكد أنه دافع عن مدربه وهو غير نادم على ذلك لأنه لا يقبل أن يهان المدرب ومن ورائه النادي أمام عينيه من طرف لاعب لا ينتمي للفريق في هذه المرحلة...ونفى محمد السليتي أن يكون قد إستعمل عبوة الغاز المسيل للدموع معتبرا من يروج هذه الرواية يبحث عن الإساءة للنادي من أطراف لا يسرها نجاح الأولمبي الباجي...السليتي أكد أن كافة زملائه إستنكروا ما أتاه كامارا في حق مدربهم وناديهم... رئيس فرع كرة القدم عادل الريابي: قرّرت الإستقالة بعد هذه المهزلة تحدث عادل الريابي عن الحادثة ورغم أنه كان حاضرا وشاهدا على كافة التفاصيل إلا أنه رفض سرد التفاصيل مشيرا إلى أن ذلك من شأنه أن يفتح بابا لتأويلات مختلفة لا تنفع النادي قي شيئ مكتفيا بالقول أنه قرر الإنسحاب والإستقالة بما أن ما حصل أمر مقرف ومؤسف للغاية ولا يليق بتاريخ وعراقة الأولمبي الباجي ولا بقيمة الإطار الفني واللاعبين والجماهير الباجية... قائد الفريق نضال النفزي:سيناريو محبوك لإرباك النادي قائد الأولمبي الباجي نضال النفزي تحدث بدوره للتونسية عن أحداث العنف التي شهدتها الحصة التدريبية لأول أمس وعلّق قائلا أن ما حصل غير مقبول بالمرة بما أنه يسيء إلى سمعة وعراقة النادي بتاريخه ورجالاته ولاعبيه خاصة وأن الأولمبي الباجي يحضى بمكانة متميزة لدى متتبعي الشأن الرياضي...اؤكد أن ما حصل وراءه سيناريو محبوك بدفع من بعض الأطراف التي لا يسرّها نجاح الفريق والتي تسعى لإرباك عمل النادي وتوتير أجوائه...سنعمل كلاعبين على تجاوز ما حصل بسرعة من خلال التفاعل الإيجابي مع الإطار الفني والهيئة المديرة حتى لا نمكن من يسعى للنيل من سمعه الأولمبي الباجي من النجاح في مسعاه... الناطق الرسمي كريم الحسناوي:ما حصل يفتح الباب على أكثر من تأويل...أفكر في الإنسحاب بدوره الناطق الرسمي للفريق كريم الحسناوي أبدى رأيه فيما حصل فأكد أن الحادثة غير مقبولة بما أنها تمس من مكانة النادي وتضرب السمعة الطيبة التي يحظى بها لدى كل المتابعين للشأن الرياضي خاصة وأن الأطراف المرتكبة للعنف كلها تنضوي تحت راية الأولمبي الباجي...وأضاف أنه دون الدخول في تفاصيل الحادثة ودون تحميل أي طرف للمسؤولية كان واجبا على المدرب مختار العرفاوي أن يحول دون وقوع تلك المهزلة بما أنه مربي بالدرجة الأولى وتلقى على عاتقه مسؤولية تأطير اللاعبين ومنع كل ما من شأنه أن يوتّر الأجواء قبل الحديث عن دوره الفني وعن مشمولات عمله الرياضي والفني فوق الملعب...وختم الناطق الرسمي للفريق قائلا أنه يفكر بكل جدية في الإنسحاب من العمل صلب النادي بعد إجراء مشاورات مع بعض المسؤولين الذين يحملون فكرة الإستقالة...كما إتصل بنا عضو الهيئة المديرة المكلف بالملف القانوني والنزاعات سامي العمدوني الذي أكد أنه يرفض ويندد بما حصل من عنف وتجاوزات في حق النادي مضيفا أنه قرر الإنسحاب بدوره من العمل صلب النادي بعد أن باتت الظروف غير ملائمة لأي نشاط صلب الجمعية. رئيس النادي جلال الغربي: ما حصل إهانة للنادي ولن نتسامح مع كل مخطئ المسؤول الأول عن النادي جلال الغربي تحدث عن المسألة بحزن شديد وعبّر عن أسفه لما حصل مؤكدا أن كافة الأطراف المتداخلة في حادثة العنف تتحمّل المسؤولية وأشار إلى أن الهيئة المديرة ستدرس الأمر بكل هدوء وترو قبل أن تتخذ قراراتها التأديبية اللازمة حتى لا تتكرر مثل هذه الأفعال التي تحط من قيمة النادي وتدعو إلى الخجل بعد أن تم التلاعب بتاريخ الأولمبي الباجي وعراقته...وأكد رئيس النادي أن الحادثة لا تخلي أي طرف من المسؤولية بما في ذلك المدرب مختار العرفاوي مضيفا أن ما حصل جاء في ظرف حساس والفريق يستعد لدخول غمار سباق البطولة لذلك وجب العمل على تفادي التأثير السلبي حتى لا تتأثر أجواء الفريق ونتائجه... من يعيد هيبة النادي؟ بقطع النظر عن تفاصيل الأحداث وما ورد من روايات وإتهامات وإستقالات وما قد يتبع من تتبعات عدلية وقرارات إدارية فإن السؤال الأبرز الذي يفرض نفسه: من يقدر على إستعادة هيبة النادي التي لطّخت ودنست ورمي بها في الحضيض جراء تهوّر بعض الأشخاص الذين لن يذكرهم التاريخ إلا بسوء ما إقترفوا في حق نادي عريق أنشأ ليكون مدرسة تربوية وأخلاقية فبات حلبة للعنف ولمشاهد مرعبة عاين بعض تفاصيلها عناصر من لاعبي الأصناف الشابة الذين حرصوا على إلتقاط " المعركة" بإستعمال هواتفهم المحمولة ليخزنوها أرشيفا مخيّبا لطّخ سمعة الأولمبي الباجي...الأحباء عبروا عن إحباط كبير وصدمة مدوية أصابتهم جراء ما حصل لأن الأمر لا يعدوا أن يكون مجرد معركة بل هو إنعكاس لمعدن هؤلاء "المتصارعين" الذين تناسوا أنهم يحملون راية جهة بأكملها تنبذ العنف وتطمح لرؤية ناديها يستمر مدرسة أخلاق وتربية ورياضة كما عهدناه...أسفنا شديد وسخطنا أكبر لما أقترفه هؤلاء في حق ناد عريق بقطع النظر عن المخطئ والمذنب...في إنتظار ما ستتخذه الهيئة المديرة من مواقف وقرارات وإجراءات على عمقها وشدتها وقساوتها لن تضمد عمق الجرح بل سنترك للزمن تلك المهمة لعله يجود علينا بطينة أخرى من القادرين على إحترام هيبة الأولمبي الباجي وإعادته إلى مداره السليم...