شيعت اليوم مدينة القيروان عاصمة الاغالبة واحد من ابرز و اكبر رجالاتها على مر التاريخ المرحوم عزيز ميلاد الذي توفي عن عمر ناهز 74 سنة بعد معاناة طويلة مع المرض. جنازة المرحوم عزيز ميلاد الذي دفن في مقبرة قريش بمدينة القيروان بناء على توصية تركها لعائلته, كانت كبيرة جدا حيث حضرتها عديد الوجوه البارزة خاصة من قطاع السياحة و كذلك من الرياضة و السياسة, مثل راشد الغنوشي و الهادي الجيلاني و عبد الرحيم الزواري وعبد الحفيظ الهرقام و لطفي عبد الناظر و جلال كريفة و الصادق القربي ثم كمال الحاج ساسي و جمال الدين البوسليمي ( والي القيروان ) إضافة إلى العديد من رجال الأعمال في قطاع السياحة من تونس و من خارجها و كذلك السلط الجهوية ممثلة في والي القيروان السيد عبد المجيد لغوان الى جانب عديد الرياضيين من ابناء الشبيبة مثل محمد عطاء الله و عبدالرزاق يزيد و فاتح العلويني و السيد العياري و خميس العبيدي و عمر الذيب و كمال الشملي و وجيه العلويني و جل اللاعبين القدامي للنادي على غرار الشاذلي العروسي و نور الدين النابلي و برقو و يوسف السرياطي و فتحي الريماني و فتحي العثماني و كمال الصالحي و غيرهم. الجنازة انطلقت من جامع عقبة ابن نافع على أعناق لاعبو الشبيبة من صنفي الآمال و الأواسط وسط التكبير و التهليل, أين تمت صلاة الجنازة على المرحوم ثم مرت عبر المدينة مباشرة إلى مقبرة قريش و اتبعتها الآلاف من الأشخاص و أحباء الشبيبة القيروانية الذين اصطفوا كلهم على حافة الطريق بالمئات من الناس حتى أن حركة المرور تعطلت..كلهم ودعوا الى الابد عزيز ميلاد في مشهد آخر و متكرر مع ابن من أبناء هذه المدينة التي أنجبت و ودعت حمدة العواني و محمد نقرة و مصطفي البراق و غيرهم كثيرون. و في جامع عقبة تحدث راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة بكلمات مقتضبة و قال حرفيا " المرحوم فقدته القيروان خاصة و كذلك الزواولة و المساكين و ربي يصبر أهله و يرزقهم جميل الصبر و السلوان ". المرحوم عزيز ميلاد ولد في القيروان و ترأس الشبيبة القيروانية في أربع مناسبات بدا حياته يعمل في بيع السجاد ثم في مهن صغيرة قبل ما يؤسس إمبراطوريته, و غادر باكرا مدينة القيروان و اتجه إلى المنطقة السياحية في الضاحية الشمالية للعاصمة قبل أن يتحول فيما بعد إلى مدينة "نيس" في جنوبفرنسا أين درس في مدرسة الفنادق, و بعد عودته إلى تونس أسس سنة 1968 وكالة سياحية شكلت حجر الأساس نحو عدة شركات أخرى في مجال السياحة, و أصبح فيما بعد عملاق صناعة السياحة التونسية. و في نهاية ثمانينات القرن الماضي بدا المرحوم الاستثمار في قطاع الطيران و أسس شركة " أر ليبرتي " المتفرغة من الشركة الفرنسية التي حملت اسم " نوفال أر ". رحم الله الفقيد و رزق أهله و ذويه جميل الصبر و السلوان و إن لله و ا ناليه راجعون.