احتضنت أمس قاعة «المونديال» بنهج ابن خلدون بالعاصمة فعاليات جلسة افتتاح المؤتمر التأسيسي لاتحاد شباب الوطنيين الديمقراطيين المنتظم تحت شعار «إلى الإمام شباب مناهض للامبريالية والصهيونية منتصر لقضايا الشعب»، وقد وقف المتدخلون خلال هذه الجلسة على أهمية هذا الاتحاد الشبابي مشيرين إلى أنه أحد أهمّ رهانات الجبهة الشعبية عامة وحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد خاصة على حد تعبير شكري بلعيد أمين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد . وقد حضر جلسة الافتتاح عدد من الممثلين عن الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل وجمعية الصحفيين الشبان، بالإضافة إلى مشاركة اتحاد الشباب الشيوعي لحزب العمال وشباب حزب الطليعة وشباب عن رابطة التيار العمالي وعن حزب البعث وحزب الوطنيين الديمقراطيين الاشتراكيين. وأكد نبيل الهواشي رئيس المؤتمر على أهمية هذا المؤتمر «الذي يمثل هدفا أساسيا من أهداف حزب الوطنيين الديمقراطيين الوطنيين الموحد ونتاج توصيات مؤتمره الأخير ومقترحاته»-على حد تعبيره-، مشيرا إلى أن الحاجة لبناء اتحاد مماثل تعود إلى الإحساس بضرورة تكريس أداة تنظيمية حزبية تعنى باستقطاب الشباب وحثه على إعمال الفكر والإبداع والمساهمة في صنع القرار السياسي. كما أكد الهواشي على أن أشغال المؤتمر ستنقسم الى محورين اساسيين «إذ من المنتظر ان يتعلق المحور الاول بلوائح المؤتمر(اللائحة التنظيمية، لائحة العمل الجماهيري والميثاق او الوثيقة التي سيتم من خلالها تحديد شروط الشباب الذي يمكن قبوله صلب الاتحاد) التي ستشكل بدورها برنامج عمل الاتحاد مستقبلا والمحور الثاني يتضمن انتخاب قيادة الاتحاد»-حسب قوله دائما-. السلطة ليست بيد الشعب و في انتقاد توجه به للحكومة الحالية، قال الهواشي مخاطبا الحضور الشبابي: «ان السلطة اليوم ليست بيد الشعب بل بيد مصاصي دمائه والرجعية التي تكتم انفاس شعبنا وليس المطلوب إزالتها فحسب بل وكنسها أيضا.. إنهم سائرون على درب بن علي ويتبعون نفس الخيارات التي كان يتبعها ويلتزمون بها أيضا والمطلوب هو ادخال بعض الاصلاحات على الوعاء السياسي القاضم لمصالح شعبنا». شكري بلعيد: أنتم كبار من جانبه أكد شكري بلعيد الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد على أهمية بناء هذا الاتحاد الشبابي، مشيرا الى انه لا يمت للمنظمة الحزبية التقليدية بصلة «فهو ليس منظمة حزبية تابعة او رابطة الحزب في جهة من الجهات ولا هو مكتب مختص بل هو منظمة لها استقلاليتها خاصة أن الاتحاد قد يضم شبابا ليس منخرطا في حزبنا ويكتفي بمشاركتنا في الوقوف على خطورة الامبريالية والصهيونية.. أنه بإيجاز اتحاد منحاز لقضايا الشعب المضطهد وللطبقة العاملة لا غير»-حسب قوله-. وأضاف بلعيد قائلا: «إن الاتحاد شيء آخر في المستوى المضموني خاصة وانه يضم شبابا لعب دورا هاما في الثورة وقد آن الأوان ليبني اجهزته التنظيمية التي تمكنه من توسيع النضال». ووصف بلعيد المهام التي يحملها الشباب على عاتقهم من خلال اتحادهم هذا، بالخطيرة والمهمة والاستثنائية «تتعلق بالفعل الثوري وبحشد وتعبئة القوى ليس لمواجهة اعداء الثورة والثورة المضادة فحسب وانما لمواصلة الانتقال والبناء الديمقراطي فالتغيير الجدي مرتبط بتغيير وعي الناس».-على حد تعبيره-، مردفا: «من دون ثقافة تقدمية تنويرية لا يمكن ان نبني النجاح الثوري وهذه المسؤولية ملقاة على عاتق الشباب». كما اشار بلعيد في مداخلته الى بعض الاخلالات التي طالب الشباب بالنظر فيها والعمل على إصلاحها ومنها ما تشتكيه –برأيه-الحركة الطلابية والتلمذية من سوء تنظيم، مطالبا إياهم في الإطار ذاته بضرورة الوقوف الى جانب جمعية المعطلين عن العمل، قبل ان يختم متوجها الى الشباب الحاضر: «أنتم كبار ولذلك قاماتكم أعلى من القامات الرجعية، نحن ننجز التوحيد وانتم تنجزون الوحدة».