تتواصل اليوم بالعاصمة أشغال الندوة التي يعقدها التيار الوطني الديمقراطي يومي 14 و15 جويلية الجاري للتباحث حول سبل التوحّد وتشكيل كيان حزبي واحد سيتم لاحقا تحديد اسمه والشعار الذي سيحمله. وقد تم خلال اليوم الاول من الندوة التي تصدّر منصتها الرسمية كلّ من شكري بلعيد ومحمد جمور وخالد الفالح توزيع الأشغال على ثلاث لجان هي لجنة البرنامج السياسي (ترأسها محمد السعيدي) ولجنة البرنامج الاقتصادي والاجتماعي (ترأستها مباركة تاج) ولجنة المهام المباشرة (ترأسها محسن بن حمد) وتم لاحقا تشكيل لجنة رابعة ستعنى بالإعداد للمؤتمر التأسيسي الذي سيعقده التيّار الوطني الديمقراطي أيام 31 أوت و1 و2 سبتمبر من العام الجاري. ولدى افتتاحه للندوة قال خالد الفالح إن «الوطنيين الديمقراطيين يتواجدون في مختلف المناطق في تونس بقراها ومدنها وأنهم قادرون على تشكيل قوة وأنّ التشتّت يجعلهم غير فاعلين». ومن جهته قال الناطق الرسمي باسم حركة الوطنيين الديمقراطيين شكري بلعيد إنّ الندوة هي جزء من مسار حول توحيد التيّار وهي مناسبة للتباحث حول مضامين التوحيد.
وقال أيضا «نريد وحدة مضمون ووحدة بناء تنظيمي لا يقصي أحدا ونريد هياكل قيادية ووسطى ودنيا لا تقصي أي طاقة» وهي الجملة التي صفّق لها الحضور ليضيف بعدها بلعيد «الوحدة ليست هدفنا بل هي أداتنا لبناء جبهة اليسار الموحد لضرب الاستقطاب الثنائي المغشوش بين يمين رجعي يتستّر بالدين ويمين رجعي آخر يتستر بالإمبريالية في حين أنّ كلاهما يتبنى ذات المنوال التنموي الذي اعتمده بن علي». كما ذكر بلعيد أنّ التيّار يواجه لحظة تاريخية مفصلية وليس له الحق في الخطإ أو الحق في التردد أو الحق في إقصاء كائن من يكون فالانقسام، بحسب قوله دائما، سيعدم التيّار ويدفعه للخطيئة الكبرى. وصرّح بلعيد أنّ لدى التيّار 21 لائحة ل21 قطاعا مثل البيئة والصيد البحري والسياحة ومختلف القطاعات وأن الندوة ستفرج عن تصورات ومقترحات موحدة للمضي بها نحو المؤتمر التأسيسي.
ومن المنتظر أن يولد من رحم المؤتمر التأسيسي الأول من نوعه بداية الخريف القادم حزب موحد للوطنيين الديمقراطيين يضم حركة الوطنيين الديمقراطيين والتيّار التوحيدي المنشق عن حزب العمل الوطني الديمقراطي وبعض المجموعات من العائلة الوطنية والتي لا تحمل تسميات. وتتجه النيّة ما بعد تشكيل هذا الحزب الموحّد إلى تشكيل جبهة تقدميّة واسعة النطاق ستضم الوطنيين الديمقراطيين وحزب تونس الخضراء والطليعة وحركة البعث وحزب العمال التونسي والتيّار الإصلاحي المنبثق عن المؤتمر الخامس للحزب الديمقراطي التقدمي بقيادة رئيس الكتلة الديمقراطية في التأسيسي محمد الحامدي وكذلك مجموعة العيادي المنشقة عن حزب المؤتمر من أجل الجمهوريّة وكذلك حركة الديمقراطيين الاشتراكيين (شق الخصخوصي).
وقال بلعيد «هذا يسهل وحدة اليسار ونحن بصدد التباحث حول تشكيل هذه الجبهة التقدمية التي ستكون أوسع من جبهة 14 جانفي من أجل فتح باب الأمل الحقيقي» مشددا القول على أنّ «الجبهة لن تكون ضد أحد بل ستقدم برامج مختلف التشكيلات المنضوية تحتها ولن تكون فقط ملكا للأحزاب بل هي مفتوحة للمستقلين وللأكاديميين وللفنانين والحقوقيين والنقابيين من أجل كسر المشهد القديم القائم على مجموعة قليلة من الأفراد تسيّر البلاد والآخرين مغيّبون تماما نريد تشريك الكل في اتخاذ القرارات الوطنية نريد تقديم بديل تنموي ينحاز فعلا للبناء السياسي الديمقراطي ولتكريس استقلالية المؤسسات واستقلالية الإعلام».
وردّا على سؤال «الشروق» حول ما إن كانت هذه الجبهة ستكون جاهزة لخوض الانتخابات في ربيع العام القادم قال شكري بلعيد «ستكون جاهزة».