نظمت مؤخرا مخابر «سانوفي تونس» مائدة مستديرة حول « العناية الطبية والنفسية بالأطفال المصابين بمرض الصرع» .وسلط الاخصائيون والباحثون الحاضرون الضوء على هذا المرض بتقديم اسبابه ومظاهره وانواعه وكذلك كيفية التعامل مع المرضى. وقد شارك في هذه المائدة ممثلون عن وزارة الصحة والطب المدرسي. وقال الدكتور شكري الجريبي ،انه بعد انطلاقة مبادرة طب الأطفال تحت شعار «أطفال أصحاء، أطفال سعداء» في جوان 2012 تم دعم هذه المبادرة بحملة كبيرة من الحوارات والنقاشات والموائد المستديرة مع الخبراء وورشات الإعلام والتوعية عن صحة الأطفال والشباب. وأضاف الدكتور الجريبي ان هذه المبادرة ترتكز على ثلاثة محاور وقال ان المحور الأول يتعلق بتطوير مجموعة من الأدوية واللقاحات وبأخذ المواصفات الوبائية للبلدان بعين الاعتبار، وقال ان مخابر «سانوفي» تعمل على توسيع بحوثها إلى مجالات علاجية جديدة وتطوير التركيبات والجرعات التي تتلاءم وحاجات المرضى في شمال إفريقيا وتحسين الولوج إلى العناية من خلال سياسة أسعار مناسبة وتطوير الأدوية. أما المحور الثاني، فقد خصص لتكوين مهنيي الصحة بفضل برامج التكوين الطبي المستمر حول مواضيع طب الأطفال (اللقاح والعلاج بالمضاد الحيوي، الملاريا، الصرع، السكري...) وتوفير تكوين طبي عالي الجودة. أمّا المحور الثالث فيضم أعمالا إخبارية وتربوية موجهة للعموم الى جانب إرساء وسائل تتبع صحة الأطفال مثل دفتر الصحة أو تطبيقات خاصة بالهاتف النقال. 40000 مريض وذكر الدكتور ان عدد مرضى الصرع المعالجين في تونس، يقارب ال40000 شخص، وان معظمهم من الأطفال موضحا أن نوبات الصرع تحدث في 75% من الحالات قبل سن العشرين وتبلغ ذروتها من حيث تواترها قبل سن السنة الواحدة . من جهتها ،ذكرت الأستاذة شاهناز التريكي، رئيسة قسم طب الأعصاب بالمستشفى الجامعي بصفاقس ،انه وفقا لتقرير المنظمة العالمية للصحة، فإن ما بين 50 مليون مصاب في العالم بمرض الصرع، 85% يعيشون في البلدان النامية، وان ما بين 60% و90% لا يتلقون العلاج المناسب. وأشارت شاهناز التركي الى ضرورة تكثيف الحملات التوعوية في النطاق المدرسي لتسليط الضوء اكثر على هذا المرض وتقديم النصائح اللازمة للمربين في كيفية التعامل مع التلميذ المصاب بهذا المرض. كما دعت شاهناز التركي المربين الى عدم عزل التلميذ الذي يعاني الصرع عن محيطه المدرسي خلال فترة العلاج مؤكدة ان المحيط الاجتماعي من شأنه مساعدة المريض على تجاوز مرضه. في حين ذكر ممثل وزارة الصحة ان الوزارة قد اعدت برنامج عمل اجتماعي مدرسي عبر تكوين خلية مختصة في اعداد دراسة شاملة لمقاومة الفشل المدرسي وترك مقاعد الدراسة مبكرا وذلك عبر اعداد كتاب يقدّم نصائح ومعلومات للمربّي والولي في التعامل مع المشاكل الصحية والنفسية والاجتماعية للتلميذ.