ترأس السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية الحقل الذي انتظم مساء الجمعة الفارط بأحد نزل الضاحية الشمالية للعاصمة وتم خلاله تسليم جوائز مخابر «سانوفي افنتيس» تونس للبحوث الطبية بعنوان سنة 2009 بحضور عدد هام من الباحثين والأخصائيين في المجال الصحي. وتوزعت جوائز هذه الدورة التي بلغت قيمتها عشرة الاف دينار بين كل من الدكتور أنيس قلوز، الفائز بالجائزة الأولى وقيمتها خمسة الاف دينار من قسم الصيدلة السريرية بالمركز الوطني لليقظة الدوائية بتونس، وكلّ من الدكتورة سنية عبد الحق من قسم الاستكشافات الجزئية للأمراض ذات المنشإ الوراثي بمعهد باستور بتونس والدكتورة سرور زْرُور، من قسم الروماتيزم بمستشفى المنستير اللتين تقاسمتا الجائزة الثانية وقيمتها أيضا خمسة الاف دينار. وقد انتقت لجنة إسناد الجوائز التي ضمّت عددا من كبار الباحثين وأساتذة الطب التونسيين ومن بينهم الدكتور محمد قديش، الوزير المستشار لدى رئيس الجمهورية البحوث الفائزة من بين 13 بحثا ترشح للفوز بجوائز هذه الدورة. وفي كلمته التي ألقاها بالمناسبة، أثنى وزير الصحة العمومية على هذه المبادرة التي دأبت على تنظيمها مخابر «سانوفي أفنتيس» ببلادنا سنويا منذ انطلاقتها وذلك لدورها الفاعل وإسهامها المميّز في تشجيع الأبحاث الطبية في بلادنا. كما أشار إلى أنّ وجود «سانوفي أفنتيس» في تونس إنما يعكس ثقة المؤسسات الأجنبية في المهارات العلمية التونسية وفي المناخ المحفّز على الاستثمار في هذا القطاع في بلادنا. ومن ناحيته أكد الدكتور محمد قديش أن التقدم الذي تشهده بلادنا في المجال الصحي أقرت به مختلف الهيئات الدولية بفضل التشجيعات والإمكانيات التي توفرت لفائدة الباحثين في مجال البحث العلمي عموما في بلادنا، داعيا إياهم إلى مزيد العمل على التعريف بأعمالهم على مستوى عالمي من خلال نشرها بمجلات عالمية مختصة، ممّا يفسح المجال للتعريف بهم وبإنجازاتهم على الصعيد العالمي. وفي نفس السياق، أكد السيد شكري الجريبي المدير الطبي لمخابر «سانوفي أفنتيس تونس» على أهمية التعريف بهذه البحوث على نطاق عالمي مذكرا أنه سيتم إسناد مكافأة إضافية لكل بحث يتم نشره في إحدى المجلات العالمية. ألفة عاشوري الفائز بالجائزة الأولى لمخابر «سانوفي افنتيس» للبحوث الطبية ل «الشروق»: مزيّة البحث أنّه أوجد طريقة جديدة للتداوي تطبّق لأول مرّة في تونس وتضمن أفضل النتائج تونس «الشروق»: بعد حصوله على الجائزة الأولى لمخابر «سانوفي افنتيس» للبحوث الطبية بعنوان سنة 2009 وبعد أن حصل الاتفاق على ترشيح بحثه من قبل لجنة التحكيم التي ضمت ثلة من كبار أساتذة الطب التونسيين ليكون المتوّج رقم واحد من بين 13 بحثا ترشح للفوز بهذه الجائزة «الشروق» تحدثت إلى الدكتور أنيس قلوز قصد مزيد التعرّف عليه وخاصة تسليط الضوء على بحثه الذي مكنه من اقتلاع الجائزة الأولى من بين العدد الكبير من المرشحين والبحوث القيّمة التي تم تقديمها. والدكتور أنيس قْلوز، كما قدّم نفسه ل«الشروق»، هو أستاذ مبرّز في علم الأدوية بكلية الطب بتونس ومتحصل على الدكتوراه في علم الأدوية من إحدى جامعات باريس. أنجز بحثه ضمن قسم علم الأدوية السريري بالمركز الوطني للحد من نتائج استعمال الأدوية. ويقول عن هذا القسم أنّ أبرز اهتماماته تتمثل في تحليل كميات الدواء التي يتناولها المرضى قصد التثبت من فاعليتها والمقصود هنا تحليل كميات الأدوية الموجودة في دم المريض، وهي الطريقة المثلى التي تمكّن من معرفة مدى منفعة أو ضرر الدواء الذي يتناوله المريض. ويتمثّل موضوع البحث الذي تحصل على الجائزة حسب ما ذكره الدكتور أنيس قلوز في إيجاد مثال يمكّن من ضبط كمية الدواء (Methoteraxate) (وهو دواء يعطى للمرضى الذين يعانون من أحد أنواع سرطان الدم) ليكون أكثر نفعا وفعالية، ويوضّح الدكتور أنيس قلوز أنّ فكرة البحث انطلقت بالأساس من الإشكالية التالية والتي تتلخص في أنّ نفس كمية الدواء يمكن أن تكون نافعة وذات جدوى لدى بعض المرضى في حين لا تكون كذلك لدى مرضى آخرين، بل يمكن أن تكون على العكس من ذلك ضارّة على الرغم من مراعاة مواعيد الجرعات وكمياتها بصفة جيّدة. والنتيجة، أنّ نفس الدواء لا يعطي نفس النتيجة لدى كلّ المرضى، وتتغيّر هذه النتيجة من مريض إلى آخر بسبب تداخل عديد المتغيرات التي تجعل من نفس النتيجة لا تظهر لدى نفس الشخص في أوقات متباينة. منظومة مُتَوْنَسة يوضّح الدكتور أنيس قلّوز أن المنظومة الجديدة التي تمحور حولها بحثه المتوّج هي منظومة «مُتونسة» أي أنها لم تكن مجرد تطبيق وتوريد لأمثلة من الخارج وتطبيقها على مرضى تونسيين بل هي منظومة وُضعت لتطبق على المرضى التونسيين دون غيرهم وبالتحديد الذين يعانون من أمراض تعتبر خطيرة مثل مرضى الصرع والأورام ومن خضعوا لعمليات زراعة أعضاء... ويضيف أنّ هذه العملية تتم للمرة الأولى في تونس. وتمكّن هذه المنظومة الجديدة المرضى من ضمان حصول أفضل النتائج بعد تناولهم للأدوية، وذلك عن طريق ضبط كمية الدواء اللازمة وطريقة أخذ ذلك الدواء وتجديد المدّة والكمية المعطاة في الوقت المحدد بشكل دقيق ممّا يمكن في النهاية من حصول المنفعة والزيادة من نسبة فعالية الدواء. وتعتمد هذه المنظومة أساسا على تحليل كمية الدواء في دم المريض وتجميع كلّ العطيات والمعلومات السريرية الخاصة بالمريض وتمريرهم عبر نظام معلوماتي دقيق يعطينا في النهاية معلومات دقيقة تمكّن من ضبط كل ما نريد ضبطه مثل كمية الدواء والوقت المحدد لإعطائها للمريض وهو ما يمكن من إيجاد أحسن وأنجع طريقة للتداوي بالنسبة للمرضى حسب ما أكده الدكتور أنيس قلوز وهي ناجعة خاصة بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أمراض تمثل خطورة على حياتهم وتمثل نسبة الخطإ فيها خطرا في حد ذاتها. وفي ختام حديثه أوضح الدكتور أنيس قلوز أنّ هذه الطريقة الجديدة في التعامل مع المرضى سيتم تطبيقها على أمراض أخرى مثل مرض سرطان العظام وعديد الأمراض الخطيرة الأخرى.