أوردت «المستقبل العربي» في موقعها الالكتروني أن السفير الفلسطينيبتونس سلمان الهرفي أوعز بعدم فتح بوابة مقبرة الشهداء الفلسطينيين في حمام الشط أمام الوفود المشاركة في المؤتمر الدولي لنصرة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذي انتظم بتونس نهاية الأسبوع الماضي. وذكرت «المستقبل العربي» أن وفود المشاركين في المؤتمر كانت توجهت إلى مقبرة الشهداء الفلسطينيين في حمام الشط لقراءة الفاتحة ووضع أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء، لكنها فوجئت بعدم السماح لها بدخول المقبرة وإغلاق بوابتها. وكان من بين الزوار الشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الإسلامية في فلسطين 1948 ومصطفى البرغوثي رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية ونائبة رئيس البرلمان الأندونيسي ورئيسة الحزب الحاكم. وتضيف «المستقبل العربي» أن السفير الهرفي كان قد أعلن عن مقاطعة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة «فتح» لمؤتمر الأسرى في تونس دون الرجوع للقيادة الفلسطينية التي لم تصدر بيانا بمقاطعة المؤتمر، وأن منظمة التحرير كانت حاضرة في أعمال المؤتمر ممثلة بفاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في المنظمة الذي حضر الجلسة الافتتاحية وألقى كلمة فيها. «التونسية» اتصلت بالسفير الفلسطيني في تونس سلمان الهرفي الذي نفى بشدة هذه الاتهامات قائلا: «هذا الكلام غير صحيح، ولكن كل الناس يعلمون أن مقبرة الشهداء الفلسطينيين في تونس ليس مفتوحة للعموم في أي وقت، ولنا تقاليد في تنظيم الزيارات إليها ولم يحدث أن منعنا أحدا رغب في الزيارة ولكننا لم نتلق أي اتصال بشكل رسمي أو غير رسمي من أي كان بخصوص الزيارة التي سألتني عنها». وبسؤالنا السفير عن سبب مقاطعة منظمة التحرير لهذا المؤتمر الدولي حول الأسرى الفلسطينيين أجاب: «لم ينتظم أي مؤتمر، ما حدث هو حفل أو مهرجان لجمعيات ومنظمات غير حكومية تروج لأفكارها السياسية، وأتحدى أن يثبت لي أحد ما هي الدول التي شاركت في هذا الحفل؟ ثم كيف يمكن الحديث عن مؤتمر عن الأسرى وعائلات الأسرى مغيبة؟ نحن لا نحضر احتفالات خطابية لا تغير شيئا بل نسعى إلى مؤتمر يخفف العبء عن أسرانا، ومع احترامنا لمن حضر فإن الطيف الأكبر من الشخصيات والأحزاب التونسية لم تحضر هذا المهرجان الخطابي، وحتى رعاية رئاسة الجمهورية لهذا الحفل فتدخل في إطار التقدير التونسي لكل ما يتعلق بفلسطين والقضية الفلسطينية». وأضاف الهرفي: «لقد بحثنا موضوع الأسرى في جامعة الدول العربية التي أقرت عقد مؤتمر دولي للأسرى الفلسطينيين في بغداد الشهر القادم وقد عبرت تونس عن موافقتها للمشاركة في هذا المؤتمر». وسألنا السفير عن رمزية حضور مصطفى البرغوثي والشيخ رائد صلاح فأجاب: «مع تقديرنا ومحبتنا لهما ولكل مناضل فلسطيني فإنهما لا يمثلان الأسرى الفلسطينيين لأن الأسرى لهم مؤسساتهم المرجعية التي تهتم بقضيتهم ، فالأسرى كما الشهداء هم أنبل ظاهرة في القضية الفلسطينية وليسوا يتامى أو تائهين، ونحن نعمل ونمد ايدينا لكل من يسعى إلى فك أسرهم ومعاقبة المجرمين. أما ان تصبح قضية الأسرى مطية لخدمة أغراض سياسية مكشوفة فنحن نرفض التورط في مهرجانات وحفلات مماثلة حتى وإن إدعى منظّموها أنها مؤتمرات». من جهة أخرى علمت «التونسية» أن اللجنة التحضيرية لمؤتمر الأسرى الفلسطينيين أرسلت دعوة للوزير المكلف بالأسرى في رام الله (حكومة سلام فياض) عيسى قراقع ولكنه تخلف عن الحضور، ذات الشيء حدث مع قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني، فيما حضر وزير شؤون الأسرى في حكومة «حماس» المقالة وحضرت أحلام التميمي الأسيرة السابقة وممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة «الجهاد الإسلامي». ويذكر أن الرئيس محمد المنصف المرزوقي استقبل مساء السبت الماضي في حفل عشاء بقصر قرطاج وفدا عن المؤتمر ضم كلا من فاروق القدومي «أبو اللطف» عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والشيخ رائد صلاح ومصطفى البرغوثي وأحمد الكحلاوي رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الأسرى وشقيق رمضان شلّح ممثلا لحركة الجهاد الإسلامي.. وأفادنا مصدر من اللجنة التحضيرية للمؤتمر أنه لم يصدر عن منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح أي موقف مقاطعة للمؤتمر وأنه لا يمكن للسفير الهرفي أن يدعي أنه ناطق بإسم المنظمة والحركة، وأضاف مصدرنا: «إن فاروق القدومي تلقى الدعوة من رئاسة الجمهورية بصفته رئيسا للدائرة السياسية بمنظمة التحرير وهو أحد مؤسسي حركة «فتح» وحضوره يفنّد موقف السفير الهرفي أي أن الحركة والمنظمة لم تقاطعا هذا المؤتمر». وفي اتصال هاتفي بالنقابي أحمد الكحلاوي رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر نصرة الأسرى، قال لنا: «لقد وجهنا الدعوة وتذاكر السفر لوزير شؤون الأسرى في رام الله عيسى قراقع وتلقينا الموافقة ولكن الجماعة تراجعوا لاحقا بعد أن طالبوا بدور رسمي للوزارة وللسفارة الفلسطينية في تونس في تنظيم المؤتمر وهو ما تعذر لأن المؤتمر تنظمه جهات غير حكومية ومنحنا الأولوية فيه لضيوفنا من الأسرى المحررين الذين بلغ عددهم 32 أسيرا محررا»، أما عن موقف المقاطعة فلم يبلغنا إلى الآن أن منظمة التحرير أو حركة «فتح» قاطعت المؤتمر وكل ما هناك بيان من السفير الفلسطيني في تونس ومن عيسى قراقع وزير شؤون الأسرى في رام الله هما لا يمثلان لا المنظمة ولا فتح، وفي المقابل حضر فاروق القدومي الذي يمثل حركة فتح ومنظمة التحرير خير تمثيل».