لم يكن يدور بخلد اعوان الشرطة العدلية بصفاقسالمدينة و شرطة النجدة حينما القوا القبض على اثنين من المنحرفين وهما بصدد سرقة شاحنة خفيفة من نوع "ايسيزي" بمنطقة الزيتونة صفاقس ان تكشف هذه الجريمة عن شبكة مختصة في ترويع المواطنين عبر سرقة سياراتهم وخاصة منها من نوع "ايسيزي" سواء عن طريق البراكاج والات حادة او مفاتيح مقلدة. غير ان التحقيق مع المتهمين وتشديد الخناق عليهم ومحاصرتهم بالاسئلة اعترفوا بانهم يشكلان جزء من شبكة اجرامية تتكون من 10 افراد اختصت في سرقة الشاحنات الخفيفة . وكانا ينقلانها داخل غابات الزيتون في "جنان العش" بين المساترية والعمرة" وهناك كانا يسلمانها لعدد من افراد الشبكة لتفكيكها ثم بيعها لاحقا الى تجار بيع غيار السيارات المستعملة في منطقة الساحل ويتقاسمون الارباح. وامعانا في التضليل ومحو أثار الجريمة كانت العصابة تقوم باتلاف ارقام السيارات بالة قص كهربائية واحراق مقصورات بعض السيارات لطمس اثار البصمات. ونجحت كل من الشرطة العدلية بصفاقسالمدينة وشرطة النجدة في مداهمة المكان الذي اصبح عبارة عن مقبرة لهياكل السيارات فتم احصاء سرقة 35 سيارة في الجملة. وبعد القبض على المتهمين الاولين تمكن اعوان الامن الاربعاء الماضي والقبض على شخص ثالث باحد الاحياء الشعبية بصفاقسالغربية وتبدو الهوية مكشوفة لبقية الهاربين الذين تم اصدار بطاقة تفتيش في حقهم مع العلم انهم من ذوي السوابق العدلية في سرقة السيارات. ولم تكن تكلف خسائر مادية لاصحابها وانما خسائر بمئات الملايين لشركات التامين باعتبار ان عديد السيارات كانت مؤمنة ضد السرقات. وقد أمن بعض المتضررين على بقايا سياراتهم كما لاحظنا بالفضاء المفتوح لشرطة الأمن بصفاقسالمدينة تكديس عدد من هياكل السيارات والتهشيم الكلي لبلور السيارات كما ان هناك مقصورات محروقة ويدل المظهر العام على ان هذه الشاحنات الخفيفة جديدة.