يفتتح الليلة بقاعة الكوليزي بتونس العاصمة فيلم «ارحل» أو «Dégage» لمحمد الزرن، فعاليات الدورة 24 لأيام قرطاج السينمائية التي تنتظم من 16 إلى 24 من الشهر الجاري. وبالتوازي مع عرض الفيلم سينظم بالمسرح البلدي بالعاصمة حفل سينمائي بإمضاء حاتم دربال، وخلال الحفل سيلقي مهدي مبروك وزير الثقافة كلمة للإعلان عن الافتتاح الرسمي للتظاهرة ليفسح المجال أمام مدير الدورة محمد المديوني ليرحب بضيوف «الأيام» وعلى رأسهم الممثل الأمريكي داني غلافير والجزائري رشيد مشهراوي فضلا عن العديد من الوجوه السينمائية المصرية والمغربية والموريتانية والسنيغالية والجنوب إفريقية. المهرجان انتهج هذه السنة سياسة «التقشف» إذ سيتم الاستغناء عن السجاد الأحمر وعن السيارات الفخمة والعربات التي تجرها الأحصنة، وليس عيباأن تعترف الهيئة المديرة للتظاهرة بمحدودية امكانياتها المادية في أول دورة بعد الثورة، فالأيام تحمل طابعا رمزيا على مستوى اختيار مضامين الأفلام المشاركة وعلى مستوى الضيوف وأعضاء لجان التحكيم، مظاهر «البذخ» قد لا تنقص من قيمة المهرجان الذي ربما سيكون أنجح ب«بساطته» وتخليه عن «تقليد» بقية المحافل السينمائية الدولية والعالمية بقدر ما قد تؤثر سهرة الافتتاح الذي سيحتضنها المسرح البلدي على «صورة» بلادنا و«ثقافتها» إذ نأمل ألا يتكرر سيناريو 2010 الذي سجل انسحاب سلاف فواخرجي من عضوية لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة نتيجة سوء التنظيم الذي رافق عرض الافتتاح آنذاك، إذ رافق المخرج وائل رمضان (زوج الممثلة) سلاف إلى حفل الافتتاح لكن لدى جلوسها معه في الصف الأمامي فوجئت سلاف بإصرار هيئة التنظيم علي تغيير مكان جلوس رمضان و«استبعاده» عن زوجته، الأمر الذي أغضب هذه الأخيرة ورأت في المسألة استنقاصا من قيمتها وقيمة زوجها كضيفين للمهرجان. وقد أثارت حادثة انسحاب فواخرجي آنذاك ردود أفعال كبيرة في الأوساط الإعلامية العربية. كما عابت العديد من الشخصيات السينمائية على هيئة التنظيم المحلية مثل هذا التصرف إذ رحب مثلا مهرجان أبو ظبي والقاهرة السينمائيين بالمخرج وائل رمضان وزوجته في مناسبات سابقة ولم تطرح مثل هذه «البلبلة» الفارغة. مثل هذه التصرفات «المجانية» يمكن تفاديها في تظاهرة دولية عمرها أكثر من أربعين سنة لأن «إكرام» ضيوف الأيام فيه «تكريم» لثورة بلادنا خاصة أننا نحتضن لأول مرة بعد الثورة أهم تظاهرة سينمائية بعد 14 جانفي 2010 وبما أن المهرجان قد تخلى عن «زينته» فإننا نأمل أن يعوضها ل«رتق» أماكن ضعفه وأولها سوء التنظيم وحالة الفوضى التي رافقت أغلب فعاليات الدورات السابقة حتى يتمكن من مجاراة بقية المهرجانات العالمية على مستوى التنظيم واستقبال الضيوف.