بغداد مراسلة خاصة حافظ الشتيوي في أجواء احتفالية ضخمة اختتمت فعاليات مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي في دورته الأولى، واعتبر هذا المهرجان بمثابة البلسم الذي أعاد العافية إلى خشبة المسرح الوطني ذي التاريخ العريق في منطقة الشرق الأوسط والذي احتضن أعمال عديد المسرحيين العرب من مبدعي المسرح الشبابي في مصر وتونس والجزائر والمغرب والسودان والامارات وسوريا والأردن وسلطنة عمان، فضلاً عن العراق. «قصر الشوك» من تونس تختتم المهرجان اختارت ادارة المهرجان تونس لاختتام المهرجان من خلال مسرحية «قصر الشوك» للمخرج نعمان حمدة وقد استرعت المسرحية انتباه المشاهدين لما تميز به نعمان من حرفية في الاخراج ونجح في شد انتباه المشاهدين من خلال الايقاع المشهدي للعمل وطريقة توظيف المؤثرات الصوتية وقد أبهر آداء الممثلين جل الحاضرين ونذكرهم على التوالي عبد المنعم شويات وجميلة الشيحي وغازي الزغباني وجميلة الدشراوي ونور الدين البوسالمي. لجان التحكيم والمشاهدة وتألفت لجنة تحكيم المهرجان من شيخ المسرحيين العراقيين سامي عبد الحميد كرئيس للجنة والاعضاء سامح مهران من مصر، وزهيرة بن عمار من تونس وجواد الاسدي من العراق والدكتور أحمد الغازي من العراق وأحمد عامر من تونس وفؤاد الشطي من الكويت وأكرم اليوسف من سوريا، والفنان أحمد عودة من العراق مقرر للجنة. اما لجنة المشاهدة فتألفت من الدكتور ميمون الخالدي رئيساً، والدكتور هيثم عبد الرزاق عضواً والدكتور حسين علي هارف عضواً والدكتور ياسين إسماعيل عضواً والدكتورة ليلى محمد عضواً والأستاذ سهيل البياتي عضواً ومقرراً. جوائز وانطباعات وسط تصفيق جماهيري كبير تحصلت مسرحية «طواسين» من تونس على جائزتين: جائزة لجنة التحكيم وأسندت الى المخرج حافظ خليفة. جائزة أفضل ممثل فأسندت الى الممثل نادر بلعيد عن دوره «السهروردي». وكان للمسرح العراقي نصيب الأسد، إذ تحصلت مسرحية «باسبورت» للمخرج الشاب علاء قحطان على أحسن إخراج وأحسن عمل متكامل، فيما تحصلت مسرحية «تذكر أيها الجسد» للمخرج محمد مؤيد على أحسن عمل جماعي وأفضل سينوغرافيا للفنان انس عبد الصمد. من جهتهم عبّر الفنانون المسرحيون العرب عن سعادتهم بنجاح هذا المهرجان في دورته الأولى، وبيّن الفنان المغربي عبد العزيز أن نجاح المهرجان يفتح آفاق التواصل باستضافة نشاطات كبرى ويطمئن الدول العربية على وضع العراق، مضيفاً أن العروض والدراسات النقدية كانت منظمة وكانت فرصة مهمة بالتعرف على نتاج الشباب العربي والعراقي على وجه الخصوص. (شفيق المهدي رئيس المهرجان) «لا بد من القول بأن العراق مر بفترة صعبة وشاقة، فمنذ 2003 لم تنظم اي من هذه المهرجانات في العراق كله سواء على مستوى المسرح او غيره ولنقول بفخر وثقة ان هذا المهرجان بوابة (لبغداد عاصمة الثقافة العربية للعام 2013) ومشاركة الجمهور بهذا الشكل الواسع هو الكسب الأعظم للمهرجان الذي أعاد الروح الوثابة للعراقيين والتي تمثلت في مشاركة فناني المحافظات مع الفنانين المغتربين مع أشقائهم العرب في منافسة جادة وشريفة ليعزز فكرة ان الثقافة والفن هما رسالة محبة ورسالة تفاهم بين الشعوب منعاً للموت والدمار الذي أحاط مدننا وعواصمنا فمن هنا نعمل على إعادة البناء المادي لعواصمنا العربية». (أحمد بن عامر تونس) جئت الى بغداد لإحساسي بأنه لابد من كسر حاجز الخوف وان نكذب وسائل الإعلام التي تقول ان العراق فخ لمن يزوره، لكننا زرناه ووجدنا قلباً مفتوحاً وصدراً رحباً». في منتدى المسرح لاحظت ان هناك رغبة في ان يستعيد العراق عافيته المسرحية كبلد منتج للمسرح يضم طاقات مهمة متقدمة جداً في خطابه المسرحي من حيث الطرح والجمال والحدث، وفي هذا المهرجان اكتشفنا ان العافية موجودة وهو مهرجان جمع العرب حول حب بغداد أولا وحب المسرح وان يضخوا دماء جديدة في جسد المسرح العربي فوجدت بغداد كما انا أحبها تحبني». (زهيرة بن عمار تونس) شهد هذا المهرجان عرس المسرح العربي وقد عملت لجنة التحكيم في اجواء ديمقراطية وحاولنا ان نكون موضوعيين في عملية تقييم الاعمال ونحن ننوه بالمشاركات الشبابية رغم انها متفاوتة وهي بادرة لفتح المجالات المستقبلية للتطور ومزيد العمل. (الدكتور سامي عبد الحميد العراق) مهرجان بغداد لشباب المسرح العربي، انطلاقة بعدة اتجاهات الأول هو استضافة عدد من الفرق من دول عربية مختلفة معظمها كان ذا مستوى فكري وفني جديد، والثاني ان المهرجان حرك نشاط المسرحيين الشباب ليس في العراق فحسب انما حتماً ستحرك نشاط المسرحيين الشباب في بلدانهم العربية، فعندما يعودون الى أوطانهم سيتذكرون قيمة هذا المهرجان وأهميته وتنظيمه والمكافأت مجزية جداً، والمحور الاخر ان هذا المهرجان يعطي انطباعاً بأن العراق في طريقه الى الاستقرار فالمهرجان قدم خدمة للوطن اكبر من أي جهة سياسية أخرى أو غير ذلك». (ناصر سيف مصر) ان السبق في هذا المهرجان يأتي من كونه جمع الشباب كلهم حول فكرة واحدة كما أتاح لهم فرصة طرح طموحاتهم وأفكارهم ومشاكلهم بشكل شبابي، وهذه اللقاءات تنتج فكرة حصول تعارف بين ثقافات متعددة فمن هذا الطريق عرفنا الشعب العراقي عن قرب، اين وصل؟ وانا أتمنى ان تكون هناك دورات أخرى للمهرجان».