في إطار الاحتفال بحلول السنة الهجرية الجديدة تشتهر ولاية توزر بإحياء جملة من العادات والتقاليد ترسخ الموروث الثقافي بالجهة ومنها التبرّك بالحناء وإعداد الملوخية والحرص على استقبال السنة الهجرية باللون الأخضر ليكون العام «صابة» إذ لازالت بعض النسوة وخاصة المسنات منهن يتجملن بالحناء ومازالت الكثير من البيوت تستقبل أول أيام السنة الجديدة بإعداد أكلة الملوخية وملء الجرار بروائح العنبر والبخور أملا في ان يكون العام عام خير وبركة. موسم «الدربوكة» هذا ومازالت جهة الجريد تحيي المواسم الدينية بطريقتها الخاصة وتحافظ على عادات وتقاليد تعاقبت عليها الاجيال لسنين فزادتها تجذرا ورسوخا ومن بين هذه العادات والأقوال الشعبية التي تصبح حديث كل لسان ما يتداول قبل حلول شهر رمضان كالمثل القائل «يا فريسة العجب صمتش يوم في رجب، أو يا فريسة الأغبان صمتش يوم في شعبان» أما الاحتفال بالمولد النبوي الشريف فيتميز بطابع خاص في الجريد حيث تحضر العائلات «عصيدة المرق» عوضا عن «عصيدة الزقوقو» المعروفة لدى جل العائلات التونسية والجهة مازالت أيضا تحافظ على عادة طهي الفول وأكلة يوم عيد الفطر وبمناسبة عاشوراء تشهد مختلف الأحياء الشعبية والأنهج والشوارع حركية غير عادية إذ يتهافت الأطفال على شراء «الدرابيك» وتنشط السهرات والأمسيات لتضفي على الأحياء أجواء منعشة فهذا «شايب» عاشوراء يرقص ومن ورائه مجموعة من الصبية يضربون على «الدربوكة» ويغنون وهم يطوفون الشوارع والمنازل فإذا أكرمتهم عائلة ما غنوا لها «هذا حوش سيدنا يعطينا ويزيدنا» أما إذا رفضت إحدى العائلات أن تسمح لهم بالدخول إلى مسكنها فإنهم يغنون لها: «هذا حوش بم..بم..كسارين سبعة برم» إلا أن كل العائلات تقريبا تفتح أمامهم أبواب ديارها وتستقبلهم بحفاوة مرحبة ب: «شايب عاشوراء» وفرقته للاستمتاع بالغناء والرقص وفي مقابل ذلك تمنح إليهم مكافأة تتمثل في مقابل مالي. وهذه العادة كانت ولا تزال سببا في انتعاشة تجارة «الدرابيك» وحتى كبار، السن منهم من يرتدي زي «شايب» عاشوراء ويتنقل بين المنازل وهو متنكر لإحياء هذه العادة التي تنطلق ابتداء من ليلة رأس السنة الهجرية وتتواصل إلى اليوم العاشر من الشهر (محرم) وهذه الأيام هي عبارة عن احتفالات تقليدية تساهم في تنشيط الأحياء والشوارع في مثل هذه الفترة من كل عام. هذا وتشهد محلات بيع «الدرابك» مثلا فترة اكتظاظ حيث يقبل الأطفال على اقتنائها للمساهمة في إحياء احتفالات عاشوراء.