أكدت مصادر إعلامية محلية فتح قبر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "أبو عمار" والانتهاء من أخذ العينات المخبرية من جثمانه، صباح اليوم الثلاثاء (27|11)، وأخذت العينات الطبية التي ستجرى عليها الاختبارات والفحوص للكشف عن الأسباب الحقيقية التي تقف خلف وفاة عرفات. وقالت المصادر ذاتها إن مراسم إعادة دفن الجثمان ألغيت، لأنه لم يتم استخراجه من القبر أصلاً، وأن العينة أخذت من الجثمان عن طريق نزول الفرق الطبية والمخبرية لداخل القبر دون الكشف عن السبب أو المعوقات التي حالت دون إخراج الجثة من القبر. وذكرت أن جميع وسائل التواصل مع الموجودين داخل المقاطعة "مقر الرئاسة" برام الله مقطوعة ولا يمكن الوصول لأي من المسئولين، وأن إجراءات أمنية مشددة وغياب كامل لوسائل الإعلام رافقت عملية فتح القبر وأخذ العينة، فيما أحيط مكان القبر بساتر حجب الرؤية عن القبر. وكان من المقرر، بحسب ما أُعلن عنه رسميًا، أن يتم إخراج الجثمان ودفنه مرة أخرى بمراسيم عسكرية رسمية، بعد أن يقوم فريق طبي فلسطيني مكون من ثلاثة أطباء، وبإشراف من رئيس اللجنة الطبية الفلسطينية الدكتور عبد الله البشير، بأخذ العينات، ومن ثم إيداعها لدى النيابة العامة في فلسطين، قبل تسليم العينات للجان التحقيق الروسية والسويسرية والفرنسية. وقد قضى عرفات سنواته الثلاث الأخيرة في عزلة داخل مقر "المقاطعة"، وسط تهديدات إسرائيلية متواصلة له بالقتل أو النفي، إلى أن تدهورت حالته الصحية بشكل سريع في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) 2004، وسط ملابسات غامضة. وعلى إثر ذلك؛ تم نقله إلى باريس، حيث توفي فيها بعد نحو ثلاث أسابيع، وأُعلن عن الوفاة في مشفى بيرسي العسكري الفرنسي فجر الحادي عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) 2004. إلا أنه وفي عام 2012 تبنت قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية بموافقة أرملته من سهى عرفات، إجراء تحقيق حول كيفية وفاته، ليتبين بعد تسعة أشهر من التحقيق والتدقيق خاصة في مقتنياته الشخصية التي كان يستخدمها قبل موته بوجود مستويات عالية من مادة مشعة وسامة تسمى البولونيوم، بعد فحوصات أجراها مختبر سويسري مرموق بطلب من "الجزيرة" نفسها، الأمر الذي يراه مقربون من عرفات بأنه دليل قاطع على أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مات مسموما، الأمر الذي أسهم في تنشيط التحقيق بموت الرئيس عرفات.