نظم أمس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ملتقى إعلاميا لتسليط الضوء على صندوق الودائع والأمانات والتعريف بآليات تدخلاته خاصة في مجالات البنية التحتية والمشاريع الكبرى وتمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة بحضور رئيسة اتحاد الأعراف «وداد بوشماوي» ومدير عام صندوق الودائع والأمانات جمال بلحاج إضافة إلى مجموعة من المستثمرين ورجال الأعمال التونسيين. وبيّن جمال بلحاج، مدير عام صندوق الودائع والأمانات أن الصندوق مؤسسة مالية تتمتع بهيكل إداري عمومي مستقل ماليا وأن موارده تقدر بحوالي 3٫4 مليار دينار موزعة في شكل إيداعات بالصندوق الوطني للادخار التونسي وأخرى بالخزينة العامة للبلاد التونسية إضافة إلى تمويلات أخرى متأتية من الادخار البريدي. وأضاف بلحاج أنّ الصندوق سيعمل على تمويل المؤسسات والصناعات الصغرى والمتوسطة عبر الاكتتاب في رأسمالها أو إحداث شركات وصناديق رأس مال تنمية ووضع آليات لتسيير المؤسسات الصغرى والمتوسطة. كما أكد بلحاج أنّ صندوق الودائع والضمانات سيكون مستثمرا وليس مقرضا مثل البنوك التجارية وقال في هذا الإطار: «نحن ندعم كافة السياسات التنموية وخاصة الجهوية، كما نعمل على إحداث آليات خاصة لكل نوع من الشركات سعيا منّا للتبسيط، وبالنسبة للمشروع الجديد، يساهم المستثمر بنسبة ٪30 كتمويل ذاتي، وبعد نمو المشروع، يقوم الصندوق ببيع نصيبه من رأس مال الشركة (المشروع المنجز) إما لصاحبها الأصلي أو نقوم بإدراج المؤسسة في البورصة لأنّ هدفنا الرئيسي هو إنجاز المشاريع وليس البقاء فيها أو امتلاك أسهم فيها. وأضاف جمال بلحاج أنّ الصندوق سيعمل على مساعدة كل من يعمل علي توسيع مشروعه وأن لديهم العديد من الأخصائيين في الإحاطة والتصرّف داخل إدارة «الصندوق» يعملون على تأطير المشاريع وإنجاحها، حسب تعبيره. وأشار بلحاج إلى أنّ صندوق الودائع والأمانات صادق على ثلاثة مشاريع شملت ولاية قبلي (مواد غذائية بالجملة) وولاية تونس (مشروع إعلامية) وولاية بنزرت، وأن هذه المشاريع ستوفر 245 موطن شغل، مضيفا أنهم بصدد دراسة حوالي 28 مشروعا وأنّ لهم العديد من اللقاءات مع العديد من مديري الشركات مثل اللقاء الذي تمّ مع الرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز وأثمر مشروع بناء محطة لتوليد الكهرباء، كما صرّح بلحاج أنهم سيعملون على إنشاء محطة «فوتوضوئية» تعمل بالطاقة الشمسية إضافة إلى مشاريع لتحلية المياه، وبعث مشاريع لفائدة الشركة الوطنية لتوزيع المياه ومساعدتها في تكوين خزانات، علاوة على أن إدارة الصندوق بصدد دراسة مشروع سينطلق في ولاية بنزرت بتمويل وشراكة بلجيكية، حسب قوله. التبسيط والاستفادة من جهتها، قالت وداد بوشماوي، رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية إنّ العائق الأساسي في بعث المشاريع الصغرى والمتوسطة يكمن في التمويل الذاتي وأن صندوق الودائع والأمانات جعل لتبسيط العديد من المشاكل والعوائق للمستثمر المبتدئ أو المستثمر الذي يعمل على توسيع مشروعه. وأضافت بوشمّاوي أنّ فكرة بعث صندوق مماثل تكوّنت خارج الحدود التونسية وأنها كانت ناجحة في الخارج. وللتذكير فقد انطلقت أعمال صندوق الودائع والأمانات في سبتمبر 2011، وقامت إدارته بضبط آليات عمله وضبط علاقته بالمستثمرين ابتداء من شهر فيفري 2012، ثم انطلقت محادثات مجلس إدارة الصندوق مع مجموعة من الوزراء لدراسة كيفية دعم سياسات الدولة في التنمية الجهوية بعد ذلك. وقد اختتم اللقاء الإعلامي بحلقة نقاش مفتوحة جمعت مسؤولين من صندوق الودائع والأمانات برجال الأعمال الحاضرين الذين تحدّثوا عن آليات تدخل الصندوق كما كان اللقاء فرصة للبعض منهم لطرح مشاكلهم وبحث سبل التعاون سواء مع صندوق الودائع أو مستثمرين آخرين.