ما تزال تبعات الحوار الذي أجرته قناة «التونسية» مع صهر الرئيس السابق سليم شيبوب تثير الكثير من الجدل وتسيل الكثير من الحبر خاصة بعد المسلسل الهيتشكوكي الذي عايشناه على امتداد الأسبوع الماضي بعد قرار المنع ورفع المنع عن بثّ الحصّة المذكورة... وبعيدا عن جدوى هذه الاستضافة ودون الخوض في أهدافها المعلنة وغير المعلنة زجّ البعض كعادته باسم الترجي التونسي في قلب الرحى كيف لا والحديث هنا يخصّ الرئيس «التاريخي» لشيخ الأندية التونسية سليم شيبوب... شيبوب والترجي كلّ لا يتجزّأ ومن يحاول إنكار هذا فكأنّه يريد أن يحجب عين الشمس بغربال... لكن أن يكون الترجي عنوانا بارزا في فحوى كلّ مداخلة أو مساءلة فهذا هو أًصل الداء. البعض ينبش في أرشيف شيبوب عساه يظفر بما يشفي الغليل ليقيم الحدّ على «دولة» الترجي وعلى أهمّ بطولاته في حقبة تسيّد فيها فريق باب سويقة خارطة كرة القدم التونسية... البعض يريدها بطولات ملعونة لتبرير سنوات من الضياع كان فيها البقيّة مجرد شهود عيان عمّا يدور من حولهم... كان يمكن أن يكون الترجي صناعة «شيبوبية» خالصة كما يهمس البعض بين جنباتهم لو أنّ إنجازاته توقفت حيث توارى شيبوب وكان يمكن أن يكون تغوّل «غول» إفريقيا نتاجا طبيعيا لفلسفة الدولة داخل الدولة التي كان يديرها شيبوب لو أنّ اكتشاف ثنايا القارة اقتصر على حقبته لا غير و هذا لم يحصل بدليل أنّ الترجي زاد في جبروته الكروي بعد زوال شمس «المخلوع»... بمفهوم الثورة الذي يتبنّاه كثيرون ممّن يتلذّذون بعبق الشعارات وحماسة الآهات, وحدهم الطغاة من يولّون الدّبر ولا يتركون سوى الأثر... وهذا ليس حال الترجي الذي ظلّ على العهد وفيّا لتقالديه ولنواميسه فأتى على الأخضر واليابس ونال كلّ البطولات في الداخل والخارج فعن أيّ شيبوب يتحدّثون...؟ بلغة «الكوارجية» الترجي «دولة» شئنا أم أبينا عمادها ثقافة التتويجات وبنيانها بطولات تطرح بطولات ومن يرى عكس هذا فهو يطارد السراب وليأت ب «برهانه» إن كان صادقا... أمّا سليم شيبوب فلم يعد سوى مجرّد ذكرى سيّئة ستتلقفها أجيال وراء أجيال...