تميزت تفاعلات التونسيين خلال الساعات الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي كالعادة بتنوعها وثرائها واختلافها شكلا ومضمونا. عديدة هي المسائل والجزئيات التي تحدث عنها جمهور الانترنات بتونس. بعضهم تفاعل مع تقرير إخباري لقناة «فرانس 24» ولاحظ أن ما تسميه السلطة بالرشّ ليس في الواقع إلاّ رصاصا انشطاريّا محرما دوليّا. آخرون واكبوا مساء السبت بكثافة برنامجي «لاباس» على قناة «التونسية» و«الصراحة راحة» على قناة «حنبعل» وتفننوا في توظيف مقاطع فيديو من البرنامجين لمناقشة علاقة السلفية ب«النهضة» في تونس من جهة ولتوجيه انتقادات حادة لحكومة «الترويكا» في علاقة مع تعاطيها مع الاحتجاجات المستمرة لأهالي سليانة والمتعاطفين مع مطلب إقالة الوالي وتحقيق التنمية بها. في المقابل طفت على سطح الانترنات التونسيّة مواضيع أكثر استقطابا للتونسيين ندعوكم لمطالعة هذه القراءة الفايسبوكية السريعة لمضمونها. المرزوقي في قلب العاصفة كانت المواقف المعلنة من قبل رئيس الجمهورية منصف المرزوقي والتي دعا من خلالها الى تشكيل حكومة كفاءات مصغرة محور اهتمام متواصل من قبل أغلبية غاضبة بين مستعملي شبكات التواصل الاجتماعي بتونس. عاصفة فعليّة من ردود الأفعال المتشنّجة لم تنجح في تهدئتها التوضيحات التي قدّمها لاحقا السيد عدنان منصر الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية والتي بين من خلالها أن الحقائب الوزارية الفنية فقط كانت معنية بنداء المرزوقي لكن أراء تونسيي الفايسبوك وخاصة المحسوبين منهم على التيارات الإسلامية ضلّت غاضبة وعبّرت عن استياء كبير من موقف الرئاسة التونسيّة. وفي هذا الاطار تساءل كثيرون «هل سيعوض بن جعفر المرزوقي في رئاسة الجمهورية ؟ هل تعتقدون أن «النهضة» ستقيل المرزوقي وتعوضه ببن جعفر عقابا له على تصريحاته المنتقدة لأداء الحكومة وأيضا لما صرح به في افتتاح مؤتمر حزبه ؟...» وأجاب آخر «شخصيا لا أعتقد أنهم لن يفعلوها الآن واللي في القلب في القلب». كما تقاسم عدد كبير من التونسيين قائمة نشرتها صفحة «اتحاد صفحات حركة النهضة» على الفايسبوك استعرض فيها مؤلفوها سلسلة مؤاخذاتهم على المرزقي وعدّدوها قائلين : 1- المنصف المرزوقي يخون الثورة ويفتح الباب على مصراعيه لعودة «التجمّع» وينتقم من «النهضة» في الوقت المناسب ويطعنها في الظهر. 2- المرزوقي يعترف بوجود ثورة مُضادّة ثمّ ينبطح لها !!!كان عليه أن يمنح حكومته الثقة ويشُدَّ على يديها ويطالب الشعب بالصبر حتى الانتخابات القادمة لا أن يُحقق مطالب العصابات اليسارية والشيوعية. 3- التجمعيون وضعوا مُخططا مُنظما : إعلام يسُبُّ ويُشوّه ، إهانات للوزراء ، أموال تُدفع للحرق والتخريب ، أموال تُدفع لتنظيم المظاهرات ، رفع صور المخلوع، تمجيد لفترة المخلوع ، تمجيد للتجمّع ، ثم الحلقة الأخيرة من تنفيذ المرزوقي. 4- دعوة المنصف المرزوقي لحكومة على أساس الكفاءة وليس على أساس الولاء الحزبي هي ما يريده التجمّعيون ليدخلوا من خلالها إلى مواقع القرار ويُقْصوا الشرفاء والصادقين. 5- موقف المرزوقي هذا كارثة لأن المعارضة ستطالب بوزارَتَي العدل والداخلية وهما الطريق لتزوير الانتخابات، وتدجين القضاء ، وعودة القبضة الأمنيّة ، ووضع اليد على ثروات البلاد. 6- ما معنى أن يفوز فريق في الانتخابات ثم يُحرم من اختيار الوزراء ؟ 7- ما معنى أن يتمكّن أصحاب الصفر فاصل من تعيين وزراء ؟ 8- كيف نرضخ لمبدإ: «نلعب ولاّ نحرّم» الذي يمارسه التجمّع واليساريون والشيوعيون ؟ لماذا يساهم الرئيس في إنجاح مُخطَّطهم الشيطاني ؟ هل هو خوف منهم أم تنسيق مُسبَق معهم ؟ أم يهددونه بفيديوات فاضحة إذا لم يستجب ؟ ألا يكون قراره هذا تنفيذا للقائه الأخير مع كمال مرجان ؟ 9- لماذا الانتخابات إذن ؟؟؟ هل أفوز أنا ويُعيِّن غيري الوزراء ؟؟؟ 10- لن يفوز «التجمع» واليساريون والشيوعيون في انتخابات نزيهة ، وهذه هي الطريقة الوحيدة لاستمرارهم في الإمساك بدواليب الدولة: نشر الفوضى ثم المُطالَبة بحقائب وزارية ثم تزييف الانتخابات 11- إذا تَوَلَّت حكومة جديدة مقاليد الحُكم وهدأت الأمور فليس بسبب كفاءتها ولكن لأن قادَةَ عصابات الإجرام أصبحوا في الحُكم فأمروا عصاباتهم بالهدوء 12- هل يُعقل أنه بسبب اقتحام بعض الناس لمكتب الوالي ( وكثير منهم مستورد من ولايات أخرى ) يطالِب الرئيس بتغيير الحكومة !!! 13- كيف تتمسك الحكومة بوالٍ ولا تعزله ويطالب المرزوقي بتغيير كل الحكومة ؟