صفاقس: فتح محاضر عدلية ضدّ أشخاص شاركوا في أحداث عنف بمنطقتي العامرة وجبنيانة (مصدر قضائي)    اختتام أشغال الدورة 25 للجنة العسكرية المشتركة لتونس وإيطاليا    هيئة الانتخابات:" التحديد الرسمي لموعد الانتخابات الرئاسية يكون بصدور امر لدعوة الناخبين"    جلسة عمل وزارية حول عودة التونسيين بالخارج    وزيرة الاقتصاد: الحكومة على اتم الاستعداد لمساندة ودعم قطاع صناعة مكونات الطائرات في تونس    الإقامات السياحية البديلة تمثل 9 بالمائة من معدل إختراق السوق وفق دراسة حديثة    مصر.. موقف صادم في الجامعة الأمريكية بالقاهرة    البطولة الافريقية للاندية البطلة للكرة الطائرة - مولدية بوسالم تنهزم امام الاهلي المصري 0-3 في الدور النهائي    رابطة الأبطال الافريقية - الترجي الرياضي يتحول الى بريتوريا للقاء صان داونز    الناشرون يدعون إلى التمديد في فترة معرض الكتاب ويطالبون بتكثيف الحملات الدعائية لاستقطاب الزوار    وزارة المرأة تنظم ندوة علميّة حول دور الكتاب في فك العزلة عن المسن    فيلم "إلى ابني" لظافر العابدين يتوج بجائزتين في مهرجان "هوليوود للفيلم العربي"    الاتحاد الجزائري يصدر بيانا رسميا بشأن مباراة نهضة بركان    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    الألعاب الأولمبية في باريس: برنامج ترويجي للسياحة بمناسبة المشاركة التونسية    فازا ب «الدربي وال«سكوديتو» انتر بطل مبكّرا وإنزاغي يتخطى مورينيو    المهدية .. للمُطالبة بتفعيل أمر إحداث محكمة استئناف ..المُحامون يُضربون عن العمل ويُقرّرون يوم غضب    أولا وأخيرا .. الله الله الله الله    بنزرت .. شملت مندوبية السياحة والبلديات ..استعدادات كبيرة للموسم السياحي الصيفي    فيروسات ، جوع وتصحّر .. كيف سنواجه بيئتنا «المريضة»؟    رمادة: حجز كميات من السجائر المهربة إثر كمين    نابل: السيطرة على حريق بشاحنة محملة بأطنان من مواد التنظيف    توزر.. يوم مفتوح احتفاء باليوم العالمي للكتاب    الليلة: أمطار متفرقة والحرارة تتراجع إلى 8 درجات    حنان قداس.. قرار منع التداول الإعلامي في قضية التآمر مازال ساريا    التضامن.. الإحتفاظ بشخص من أجل " خيانة مؤتمن "    النادي الصفاقسي : تربّص تحضيري بالحمامات استعدادا للقاء الترجّي الرياضي    أي تداعيات لاستقالة المبعوث الأممي على المشهد الليبي ؟    إكتشاف مُرعب.. بكتيريا جديدة قادرة على محو البشرية جمعاء!    ليبيا: ضبط 4 أشخاص حاولوا التسلل إلى تونس    عاجل/ إنتشال 7 جثث من شواطئ مختلفة في قابس    عاجل/ تلميذ يعتدي على زميلته بآلة حادة داخل القسم    يراكم السموم ويؤثر على القلب: تحذيرات من الباراسيتامول    طبرقة: فلاحو المنطقة السقوية طبرقة يوجهون نداء استغاثة    عاجل : الإفراج عن لاعب الاتحاد الرياضي المنستيري لكرة القدم عامر بلغيث    سيدي بوزيد: وفاة شخص واصابة 8 أشخاص في حادثي مرور    إنطلاق فعاليات الاجتماع ال4 لوزراء الشباب والرياضة لتجمع دول الساحل والصحراء    طلاق بالتراضي بين النادي الصفاقسي واللاعب الايفواري ستيفان قانالي    عاجل : مبروك كرشيد يخرج بهذا التصريح بعد مغادرته تونس    الجامعة تنجح في تأهيل لاعبة مزدوجة الجنسية لتقمص زي المنتخب الوطني لكرة اليد    جربة: إحتراق ''حافلة'' تابعة لجمعية لينا بن مهنّى    جندوبة: السيطرة على إصابات بمرض الجرب في صفوف تلاميذ    وزير الدفاع الايطالي في تونس    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    جرايات في حدود 950 مليون دينار تُصرف شهريا.. مدير الضمان الإجتماعي يوضح    تونس : 94 سائحًا أمريكيًّا وبريطانيًّا يصلون الى ميناء سوسة اليوم    المرصد التونسي للمناخ يكشف تفاصيل التقلّبات الجوّية    بعد الاعتزال : لطفي العبدلي يعلن عودته لمهرجان قرطاج    نابل: الاحتفاظ بعنصر تكفيري مفتش عنه    بسبب فضيحة جنسية: استقالة هذا الاعلامي المشهور..!!    فظيع/ جريمة قتل تلميذ على يد زميله: تفاصيل ومعطيات صادمة..    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس..    عاجل : وفيات في سقوط طائرتي هليكوبتر للبحرية الماليزية    جمعية منتجي بيض الاستهلاك تحذّر من بيض مهرّب قد يحمل انفلونزا الطيور    حادثة سقوط السور في القيروان: هذا ما قرره القضاء في حق المقاول والمهندس    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التعليق
نعيش "سكتة قلبية" سياسية.. نزيهة رجيبة ل"الأسبوعي"
نشر في الصباح يوم 01 - 12 - 2011

صوتوا للنهضة للحد من "العرا والڤرا" لكن هل استطاع حسن نصر الله أن يغطي هيفاء وهبي"
أنا ضد ترشيح حمادي الجبالي رئيسا للحكومة لأنه ليس من الأجنحة المرنة في النهضة
أنا ضد إئتلاف النهضة والتكتل والمؤتمر
لا يجب على النهضة أن تتعامل مع فوزها بمنطق الفرصة الأخيرة
لا نريد إعلاما "يلعق" أحذية السيد...
أجرت الحوار منية العرفاوي - وصفت نزيهة رجيبة (أم زياد) الأحداث التي حصلت مؤخرا في كلية الآداب بمنوبة أنها تنم عن تصرفات "أهل الكهف" الذين سعوا الى تعطيل الدروس في حين كانت ترهبهم بالأمس عصا بن علي
ودعت الى تطبيق القانون بكل صرامة... كما أبدت مساندتها لاعتصام باردو1 ودعت الاحزاب السياسية «الكبرى» الى تحمل مسؤولياتها وخاصة النهضة التي دعتها الى التعامل «بمواقف حدّية» مع الاشكالات المطروحة.. حول الوضع السياسي الراهن... وموقفها من «فوز» النهضة وترشيح حمادي الجبالي لمنصب الوزير الأول وحقيقة العرض الوزاري الذي تلقته... ورأيها في بعض القوى والشخصيات السياسية... "الأسبوعي" التقت نزيهة رجيبة وأجرت معها الحوار التالي:
لنبدأ من الأحداث الاخيرة التي سارت بشكل سريع ومتصاعد ولعل أخطرها «انتهاك» الحرم الجامعي وما أثاره من ردود فعل متباينة... فما هو ردّ فعلك أنت على هذه الأحداث؟
- الانتهاكات والأفراد التي تريد فرض وجهة نظرها في تأويل الاسلام.. وجهات نظر غريبة عن الزمان وغريبة عن المكان.. تونس حداثية وستبقى كذلك كما كانت دوما كذلك لم تكن قطّ في تاريخها متطرفة ولم تخضع للتطرف.. المجتمع المنفتح لا يستطيع أحد أن يغلقه.. أعتقد أن هذه الظواهر هي ثمار كبت في العالم الاسلامي كله..ثمار شعور بالإهانة جراء الهيمنة الغربية وجراء الهزائم المتكررة التي عرفها تاريخنا الحديث.. إذن أكاد أقول إنها ظواهر طبيعية لكن كونها طبيعية لا يعني السكوت عنها يجب مواجهتها.. فهؤلاء الفتية عندما شاهدتهم في التلفزيون حزنت قليلا أني رأيت صورا لشباب تونس كأنه لا يتشرف بوجهه الحقيقي ويريد أن يبحث على وجه آخر مع الأسف هذا الوجه لا يعجبني أحترم حرية الجميع ولكن هذا الوجه لا يعجبني.
أنا لا ألوم هؤلاء الشباب الذين يخلقون الفتنة ويربكون مؤسسات مريضة بالدكتاتورية فلا ننسى أن بن علي ذهب الى الجامعة ليتحكم في المجتمع والآن هناك أطراف أخرى تريد تدجين المجتمع عبر الجامعة ..لأنها كانت مدخلا للمجتمع وكانت مهد تيارات سياسية عديدة.. والآن من الإيجابي أن تتفاعل الآراء والاطروحات لكن دون مسّ من حرمة المؤسسة وبدون تعطيل لسير عملها.. وأنا عندما أنظر الى هذه الظواهر أقول هل يستفيد منها أحد.. ظني أنه لا أحد يستفيد منها.
ولكني أتعجب كثيرا أن يسكت الحزب الإسلامي الفائز في الانتخابات على هذه الظواهر وكأنه يعتقد أنه يمكن أن يستفيد منها.. أقول كأنه حتى لا أتجنى على أحد..
على كل حال النهضة لا تدعو الى النقاب وقالت أنها لا تدعو حتى الى الحجاب ..تترك حرية اللباس ولكني أستغرب أن أراها لا تتباين بصفة واضحة مع هذه الدعاوى لان هذه الدعاوى شئنا أم أبينا محسوبة عليها قليلا يعني هؤلاء الذين يشوشون في الجامعة لا يمكن أن تحسبهم على حزب العمال الشيوعي مثلا.. أو على الوطد أو على التكتل أو على أي حزب من الأحزاب العلمانية هم يعني أقرب الى النهضة.. وربما كان للنهضة عند هؤلاء الناس بعض التأثير أقول إذ يبدو أنهم يكفرّون حتى النهضة .. فمقاعد النهضة وتأثيرها في الحكم يعطيها مسؤولية إضافية لكي تقف مواقف «حدّية» مما يحدث لأن ما يحدث خطير وأربك الجامعة وحتى الشارع وأثاره أيضا.
بصراحة أنا أعتقد أن لا مستقبل لهؤلاء الناس الذين يأتون بأصوات غريبة حتى على الإسلام ولكن هذا لا يمنع من أن نكون حريصين على إيقاف النزيف لان الوضع العام هشّ وليس منيعا بحيث يمكن لمثل هذه القلاقل أن تتواجد الى جانب القلاقل الاجتماعية.. ومرة أخرى تبرز مسؤولية أهل السياسة والاحزاب التي ستباشر الحكم عليها الآن ان تقف مواقف واضحة وصارمة حتى تنقذ الجامعة في المقام الأول والمجتمع بصورة عامة من أي شكل من أشكال التطرف مع الحرص أن تكفل حقوق الناس..
فيما يتعلق بمسألة النقاب، العميد كان واضحا... للمنقبات الحق في التنقب داخل الحرم الجامعي باستثناء قاعات الدرس وعند الامتحانات بحيث يمنع النقاب ..القرار المذكور كيف تقيّمينه هل هو منطقي أم فيه انتهاك للحرية الشخصية؟
- والله هو موقف «سمح» ومتسامح للغاية..ارتداء النقاب هو شيء غريب على مجتمعنا ويبدو لي أن «شهوة» هذا الموقف استقيظت مع الانفلات وضعف السلطة..
وعموما أنا كأم زياد لن أتنقب ولن أسمح لأحد بأن يفرض النقاب على حفيداتي..
فللمرأة الحق في ارتداء ما تشاء وإخفاء وجهها لكن عندما تكون في مؤسسة تعليمية تحكمها قوانين.. يتعين الالتزام بها .. فالأستاذ يجب أن يرى طلبته.. أنا مارست التدريس لعقود وما كنت لأقبل لحظة واحدة بأن أكلم «عينين» فقط.. أنا بحاجة لرؤية وجه تلميذي.. لرؤية تفاعل قسماته مع الدرس الذي ألقيه.. وقد أعجبني موقف أحد شيوخ السلفية الذي أفتى للمنقبات ..«إذا أردت أن تحتفظي بنقابك فابقي في بيتك وادرسي عن بعد» وأنا أعتبر هذا الموقف موقف انسان عاقل ومسؤول يعرف أن الاشتراك في الفضاء العام يفرض على الناس سلوكا ينزع بعض حرياتهم.. أنت حرّ متى كنت وحدك لكن أنت مع الناس في فضاء مشترك تحكمه ضوابط أخرى.. وبالتالي عليك القبول بالضوابط الأخرى أو ابقي في فضائك الخاص.. فأنتِ حكمتِ على نفسك بالعزلة فمارسيها بمفردك.. الجامعة مؤسسة تخضع لقوانين كسائر المؤسسات فضلا عن وجود جانب أمني وبيداغوجي في المسألة فأنا عندما تأتيني طالبة لتخضع للامتحان ما أدراني ماذا تخفي تحت جلبابها وتحت نقابها..
فيما يتعلق بالمشهد السياسي الحالي وبعد الولادة الناجحة انتخابيا للمجلس التأسيسي الذي عوّل عليه السواد الاعظم من الناس لجني ثمار ثورتهم سرعان ما تلبدت الغيوم .. أنت كناشطة سياسية كيف تقرئين الوضع الراهن؟
- المشهد بعد أسبوعين من إنبعاث المجلس التأسيسي غير مطمئن لكن دعيني أبدأ من اللحظة التي كانت مطمئنة ثم ذهبت سريعا.. فعندما رأيتهم يجتمعون في الجلسة الافتتاحية نزلت دموعي من التأثر لأني رأيت وجوها أعرفها.. وجوها كانت مضطهدة وكانت ملاحقة ومهجرة ومشردة رأيتها تجلس في أعزّ الأماكن في البلاد فقلت والله هذه هي الثورة وهذا هو الانصاف فالزمن أنصف هؤلاء.. لكن سرعان ما تبخّر فرحي وحماسي..
فلا يخفى عنك ولا على أحد أني من مؤسسي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وكنت كاتبته العامة وكنت الشخصية الثالثة في هذا الحزب ولما غادرته أخذ مكاني محمد عبو.. غير خاف على أحد أن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية كان من أكبر المدافعين عن حركة النهضة لاننا جمهوريون وساحة الجمهورية يلتقي فيها الجميع وهي لا تلفظ أحدا من أبنائها وأنا شخصيا تربطني بالكثير من زعماء النهضة علاقة طيبة من الاحترام والود وقبل أن أقول ما سأقوله أريد أن أشكرهم على لطفهم تجاهي فهم يبدون لي الكثير من الاحترام.
ولكن الاعتبارات السياسية اعتبارات أخرى والاختلاف لا يفسد للود قضية وأنا من اليوم على خلاف مع النهضة وليس اختلاف ..فأنا لو بقيت في المؤتمر لما قبلت بهذا الائتلاف.. لأن النهضة والحزبين اللذين تحالفا معها ليسوا من نفس العائلة الفكرية.. يعني بيننا خلافات كثيرة أنا كان بودي لو بحث المؤتمر والتكتل عن إئتلاف آخر لأن النهضة عندها 40 بالمائة أو حتى ال 50 بالمائة المتبقية كان يمكن أن يحدث توازن داخل المجلس..فلماذا أخذ ائتلاف النهضة كأنه ائتلاف منزّل» أو قدر محتوم يعني كان ائتلافا منافيا «للطبيعة» السياسية لهذه الاحزاب.. ولابد من التذكير اليوم وفي إطار سياسة «خوذ وهات» المتداولة حاليا والتي تبقى مشروعة في لعبة السياسة..أننا اليوم لسنا في حاجة الى هذه اللعبة في هذه الفترة بالذات فترة إنقاذ بلاد منتصرة لكن منكوبة اقتصاديا واجتماعيا ومنكوبة في الروح المعنوية لمجتمعها ومهددة بالفوضى. .
كان من المفروض أن لا تكون النهضة طمّاعة الى هذا الحد.. وبصراحة أنا نزيهة رجيبة الكاتبة العامة السابقة لملؤتمر والأخت المحبة لجميع أعضائه ومن ضمنهم الأخ المنصف المرزوقي صدمت كثيرا وانتابني غضب شديد عندما رأيت النهضة تقزّم صلاحيات المرزوقي حتى من ناحية التعامل بين الأخوة والعشرة القديمة... لم أحب هذا وقلت في نفسي اذا قبل المرزوقي هذا فأنا سأعود للمؤتمر وسأنازعه فيه لأني لا أرضى للمؤتمر بتاريخه وتضحيات أعضائه أن يهان بهذه الكيفية من طرف شريك سياسي ليس أكثر نضالية منه ولا تاريخه أفضل وبالعكس أنا أرى العكس..
تاريخ المؤتمر هو حقا تاريخ النضال من أجل الديموقراطية والحرية وحقوق الانسان، والنهضة في مسارها قدمت تضحيات ونضالات ولكن ليس من أجل الحرية بل من أجل مشروعها الاسلامي.. من أجل مشروع دولة إسلامية بعد ذلك وقعت مراجعات وصارت النهضة صوتا من الأصوات المنادية بالحرية وهذا شيء جيد ولكن ما كان عليها أن «تحقّر» أصواتا أكثر منها عراقة في المطالبة بالحرية وتلقت النقد اللاذع من أجلها فقد كان يقال لي أم زياد «خوانجية» والمنصف المرزوقي «الإسلامي - الملحد» وعندما كان التكاري يريد تضييع حق عبد الرؤوف العيادي كان يقول عنه للمجتمعات والمنظمات الدولية أنه إسلامي متطرف وكل هذه الشبهة جاءت من نصرتنا للحركة الاسلامية من منطلق ايماننا بحق جميع التونسيين في التشكل الوطني.
وقابلتُ تصريح المرزوقي الأخير بكثير من الارتياح لما قال:« لن أرضى برئاسة صورية» وأنا لا أرضى بها البتة من أجل تاريخ هذه المجموعة الشجاعة ومن أجل تاريخ المنصف المرزوقي فلم أقبل إهانة النهضة له.
آراء كثيرة اتفقت على أن المرزوقي المنادي بمدنية الدولة لن يسمح بأن يكون «بيدقا» في يد النهضة ويسمح بصلاحيات صورية
- هذا لا يجعلني أتراجع عن فكرتي الأولى وهي أنه كان من الأجدى البحث عن إئتلاف آخر.. ف 50 أو 60 بالمائة كان من الممكن أن تقف كقوة تحدث توازنا في المجلس.. وأقرّ الآن أن الاتئلاف الذي أتحدث عنه كان صعبا لان هناك الكثير من العداوات داخل المجلس.. فالعريضة كانت خصما سياسيا مازال دون «هوية» داخل المجلس وكان يمكن استجلابها.. وبين قوسين كان يمكن لانتصار العريضة أن يعلّم جميع هذه الاحزاب قليلا من التواضع..
وفي الائتلاف الذي لم يتحقق كان من الممكن حتى التحالف مع العريضة.. بدل ذمّها ومهما كان الموقف من الهاشمي الحامدي..
هل يعني ذلك أن العريضة قوة «مهدورة» في التأسيسي؟
- نعم هذا صحيح ويمكن لأي طرف الاستفادة من ذلك.. ولكن أرجو من الشارع سواء كان هناك انتخاب أو ليس هناك انتخاب.. يجب أن يبقى حاضرا ليقول «ديقاج» لكل من يحيد على الطريق.. الطريق معروفة الآن وهي دستور ديمقراطي..
أبدى الكثيرون خيبة ظن من فوز النهضة لكنهم تقبلوا المسألة بمنطق احترام الديمقراطية وإرادة الناخب؟
- أنا مع احترامي لحركة النهضة وقد خاب ظني إثر فوزها.. فقد كنت أود أن تحصل على 20 بالمائة التي تحدث عنها قائد السبسي أو 25 بالمائة التي يقال أنها حصلت عليها في انتخاب القائمات البنفسجية في 1989 ولكن هذا لم يحدث وأيضا وطبيعي جدا النهضة فازت ..وبقية الأحزاب الإسلامية تفوز في باقي الاقطار العربية لان التاريخ والجغرافيا.. خدماها وتخدمها أرضية اجتماعية.. «أمية سياسية» وأنا هنا لا أفتري على الشعب ولا أسبّ الناخبين كما يسارع البعض ليتهم...يكفيك أن تعودي الى التصريحات في القنوات الإذاعية والتلفزية أو في الجرائد في فترة الإعداد للانتخابات.. فلا تسمعين من التونسي إلا «ما فهمنا شيء..ما عرفنا شيء.. ما نعرفوش شكون باش ننتخبو..» هذه هي الأمية السياسية لأن هذا مجتمع خام.. لم يُشتغل عليه من الناحية السياسية.. فلم تكن لدينا جمعيات تفسر للناخب التونسي كيف يكون ناخبا؟ وكيف يبني اختياره على اعتبارات عقلانية.. يقيني أن بعض الناخبين التونسيين صوّتوا ليذهبوا الى الجنة!! وطلبا للثواب.. كذلك منهم من صوّتّ - وأثبتي هذا - سألت البعض منهم - لماذا صوّت للنضهة فقال لي «بالكشي ينقصّوا شوية من العرا والڤرا»..
صوّت لهم لأن لباس التونسيات لا يعجبه أنذاك ضحكت وقلت له «هل استطاع حسن نصر الله أن يغطي هيفاء وهبي؟ يجب أن نعترف بهذا فنحن أول مرة ننتخب في تاريخنا فمن الطبيعي أن يتحكم الوجدان في النتيجة..كما أن هناك من صوّت للنهضة لانها هي الحزب الذي يعرفه وكيف عرفها ؟ عرفها لأن نجيب الشابي كان يسبّ النهضة فيقوم بالإشهار للنهضة ..وقناة نسمة كانت تسب النهضة وتمرر الافلام المستفزة للمشاعر الدينية فهذه الحملة المضادة أتت في صالح النهضة فالتكرار ومطرقة الكلمات المتكررة تحدث تأثيرا.. فصاحب حزب «توّة» حصل على معقعد لانه كرّر توه... توه... توّه ...بينما بعض الأحزاب العريقة بقيت خارج التأسيسي ولكن لابد أن نؤكد أن عدم الرضا على النتائج لا يعني عدم القبول بها.. يجب أن نتقبلها وهذه هي الديمقراطية وعلينا في أقرب فرصة انتخابية أن نتدارك هذا.. على المجتمع المدني أن يستغل الإعلام وخاصة على الجماهير ليعينها على فهم المشهد السياسي وخلق مقاييس موضوعية للتصويت وليس مقاييس وجدانية وأخلاقية بالمعنى المتحجر للكملة... فالنهضة لا يجب أن نعتقد مثلا أنها الوحيدة التي تحتكر الدفاع عن الهوية...
اليوم هناك معطى خطير تحدث عنه بعض المتتبعين للشأن السياسي مفاده أن النهضة أرادت استغلال فرصة فوزها -وكأنها الاخيرة- لذلك فهي تسارع لاقتناصها بوضع يدها على الحكم.. ما رأيك؟
- ..ففي السابق كانت النهضة تقول أنها لن تتقلد أي منصب لكنها تراجعت ومن حقها ذلك فحتى تراجعها عن ذلك إهانة لبقية الاحزاب وكأنها تتصدق عليها بالمناصب.. وكأنهم مصابون بالكساح وهي تجري أقوى منهم.. ولكن -وأرجو أن لا أكون على صواب في ظنّي- اعتبرت ان هذه الفرصة لا تعاد فتريد أن تبسط هيمنتها وتريد أن تجعل السيد حمادي الجبالي هو الذي له اليد الطولى في الحكم.. مع الإشارة إلى أني ضد ترشيح السيد حمادي الجبالي..
لماذا أنت ضدّ ترشيح حمادي الجبالي؟
- السيد الجبالي لمن لا يعرفه عاش محنة حقيقية في عهد بن علي فقد وضعه في السجن وبعد خروجه من السجن وضعه في سجن أكبر فكان مقطوعا عن العالم بالإضافة إلى أني من خلال تصريحه الذي اعتبر زلّة لسان.. وما هو بزلة لسان وأقصد الخلافة.. فأنا كنت أخاف من قواعد النهضة واعتبر بعضها متشددا.. لكن بعد تصريح السيد الجبالي تفاجأت مفاجأة غير سارة بأن هذا التشدد موجود في القيادات أيضا.. أنا أرى أن السيد الجبالي ليس من الاجنحة المرنة في النهضة.. فالمشهد الذي رأيته عليه في ذلك الفيديو المتعلق بالخلافة ذكرني ب «حماس» وغزة والاسلام المتشدد.
بصراحة هذا الرأي شاطرك فيه الكثيرون وأكدوا أن ترشح حمادي الجبالي لمنصبه كان بضغط من الجناح المتشدد داخل النهضة فإلى أي مدى يمكن ان نقرّ بصحة ذلك؟
- في الحقيقة أنا توقعت زياد الدولاتلي.. ورغم أني أحترمهم كلهم غير أني الآن أختلف معهم وبدأت أخاف منهم بصراحة.. وفي هذا الظرف كان على النهضة أن تقدم وجها أكثر مرونة وألا تجمّع عندها السلطات بالكيفية التي اقترحتها في البداية حول مشروع تنظيم السلطات ولكن لا أدري هذا شأنهم الداخلي.. وماذا وضعوا في اعتبارهم لاختيارهم؟ ..الشرعية السّجنية أم ماذا؟
ذهبت آراء أن مردّ هذا الاختيار هو الجناح المتشدد داخل النهضة والذي يمسك بيده زمام القواعد الشابة منها خاصة والتي لها مرجعية سلفية
- هم كان اسمهم الاتجاه الاسلامي وكانوا يناضلون من أجل الخلافة.. وكان عندهم توزيع المهام الأمير والوالي.. يعني ماضيهم ماض سلفي بالضرورة.. وأنا والله قلت لبعضهم وأعتقد أني كتبت ذلك أيضا.. قلت لماذا لا يتقدم الاسلاميون للناخب التونسي بمشروعهم الحقيقي..
وما هو هذا المشروع؟
- هو إمارة وخلافة وديوان زكاة والشعب يختار.. يعني أنا كنت أفضل ذلك على تقديم وجه ديمقراطي على خلفية سلفية.. هذا لا يعني أني حسمت أمري في النهضة فمازلت أصدق ما يقوله النهضويون وما يبدونه من حماس من أجل إرساء الديمقراطية ودولة القانون وليس دولة دينية.. ولكني بعد هذه الانتخابات وبعد رحيل بن علي خاصة بدأت أكتشف الوجه المتشدد لبعض النهضويين فقد حصلت لي واقعة جعلتني أراجع الكثير من قناعاتي ففي المدة الاخيرة زرت بعض جرحى الثورة المعتصمين بمقر جمعية «نواة» ووجدت أحد قيادات النهضة الذي لن أذكره بالاسم وما راعاني حقا هو أنه أدار لي ظهره حتى لا ينظر لي.. وأنا تعجبت من ذلك لأن منهم من يدير ظهره لمناضل حقوقي لمجرد أنه امرأة وأرجو أن لا أكون متجنية في هذا الحكم.
وعموما لا يوجد حزب ليست له أجنحة ولكن على الأحزاب جميعها وحتى المؤتمر فرض سيطرة مبادئ الحزب العامة على المجموعة التي يمكن أن تنحرف به عن مساره أو أن تجعله يتنكر لتعهداته.
نعيش في هذه الايام نوعا من الجمود السياسي مع مؤشرات خطيرة على التدهور الاقتصادي.. والطرف الاسلامي بائتلافه مازال لم يحسم أمره بعد فيما يتعلق بتوزيع الحقائب وطرح الملفات العاجلة.. كيف تقرئين المشهد؟
- ما نعيشه اليوم ليس جمودا سياسيا لكن هناك طريق سدّت ووقعت عرقلة مسار الحكومة والمجلس التأسيسي..أنا أطلب من الجميع أن يتكاتفوا ليتجاوزوا هذه «السكتة» السياسية على وزن «سكتة قلبية» لأنه كما في السكتة القلبية يهدد طول التوقف يهدد بأن لا يضخ الدم في العروق ويشل التفكير والقلب.. ولكي يتجاوزوا هذا الظرف الخطير أدعو إخواني في حركة النهضة الى أن لا يظنوا أن هذه فرصتهم الأخيرة للاستحواذ على الحكم.. لانهم اذا أبدوا من المرونة ومن «القلب الكبير» فإنهم سوف تكون لهم مواعيد أخرى مع المجتمع ..يعني أن لا يتعاملوا مع هذا الفوز بمنطق الفرصة الاخيرة.. ومنطق الآن أو لا يكون أبدا فهذا غير صحيح وحتى إذا كانت بينهم أجنحة فعليها أن تفهم أن تونس ليست للأخذ من الآن فصاعدا. فالآن نحن إزاء شعب خرج من كبوته وتعلم لغة «ديقاج» ..والشعب التونسي شعب مسلم ولكنه أيضا شعب متوسطي متفتح فمنذ فجر التاريخ ..لم يكن الشعب التونسي شعبا زمّيتا إذن فمن تحدثه نفسه كي يرتب الامور ليغير طبيعة هذا الشعب عليه أن ييأس من ذلك.. بل عليه أن يشتغل لجعل دواليب الدولة تعود للعمل ودورة الاقتصاد للدوران.. وكل الأطراف مسؤولة عن ذلك؟
الأطراف الاخرى إلى الآن لم يبرز تأثيرها في المشهد السياسي حتى رئيس المجلس التأسيسي المنتخب مصطفى بن جعفر
- بن جعفر تقريبا هو الوحيد الذي فهم مهمته الى حد الآن وأظن أنه تحصل على المكان الأوضح الى حد الآن.. وبالنسبة للاطراف الاخرى يجب أن يصلوا سريعا الى توافق في تشكيل هذه الحكومة وبالنسبة للاقتصاد وأنت ذكرت السياحة كقطاع فبالله عليك ماذا تريدين من سائحة فرنسية وهي تأتي لتونس «للبرونزاج» أن تفعل بعد أن سمعت تصريح أمير المؤمنين.. هذا ليس تشنيعا.. فإيران بلد جميل.. بلد سياحي عظيم لكن السياح لا يذهبون اليه لأن فيه الملالي هذا لا يعني أن أقول أن السيد الجبالي سوف يغلق النزل ولكن تصريحه أضرّ بالسلعة السياحية التي تباع بشعارات..
وما هو رأيك في الحكومة التي طال تشكيلها خصوصا أن هناك تسريبات حول تقلدك منصبا في حكومة تسيرها النهضة؟
- مبدئيا والظروف عادية.. لا أستبعد المشاركة في حكومة تسيرها النهضة.. هذا طبعا لو كنت أقبل الوزارات ..ووزارة التربية «تواتيني» لكن هذا لم يحدث ولم تقترح علي حقيبة التربية وأنا أتساءل عن مصدر الخبر... ولكن ذات يوم وأنا أنشر الغسيل في فناء داري اتصل بي أحدهم وعرض علي حقيبة وزارة المرأة إذا رضيت النهضة.. يعني أنا صرت وزيرة مع وقف التنفيذ !! أنا لا أشك في أن من كلمني يحبني كثيرا وأراد أن «يكرّمني» بهذه الوزارة.. لكن أنا لا أؤمن بوزارة المرأة وأعتبرها من الوزارات التي يضحك بها رجال السياسة على عقول نساء السياسة.. ولكن شعرت بنوع من الإهانة فأنا لم أبحث يوما عن وزارة أو مناصب.. ولكن لي رأي في الحقائب الوزارية بصفة عامة فأنا لا أوافق أصدقائي كثيرا بما فيهم النهضة والمؤتمر والتكتل على اسراعهم في تسلم الحكم وكان بودي أن اقترح عليهم اقتراحا آخر..
نحن مناضلون تنقصنا الخبرة ولا تنقصنا الوطنية ولا التصورات المستقبلية فعمليا تنقصنا الخبرة فليس فينا من تمرس بالحياة الإدارية.. لذلك كنت أود أن أقترح عليهم إما أن يتركوا الحكومة الحالية تشتغل ويهتموا بالدستور وفي الأثناء يتعودون على الممارسة في غير مقاومة الدكتاتورية وسلخ ثوب المقاوم ولبس ثوب المتصرف في الحكم وهو ما يفترض صفات أخرى أو يكونون حكومة تصريف أعمال من الخبراء القادرين بأسهل الطرق على إخراج البلاد من المأزق الاقتصادي والاجتماعي على أن يتكفلوا هم داخل المجلس التأسيسي بإخراج البلاد من المأزق السياسي وبمراقبة الحكومة لكني لم أقدم هذا المقترح لسببين الأول هو أن زوجي كان في الوزارة المستقيلة حتى لا أتهم بأني أريد أن يبقى زوجي وزيرا وهذا ما لا أريده طبعا.. لكن استغل الفرصة لأشكر الحكومة المستقيلة..
وثانيا أنا رأيت لهفة على ممارسة الحكم وتعجبت من ذلك رغم أن هؤلاء المناضلين لديهم الحق في ذلك فلا تنقصهم الوطنية ولا الكفاءة السياسية ولكن تنقصهم الكفاءة التقنية وكان بإمكانهم الانتظار قليلا لأخذ الحكم بكل استحقاق لكن مع ذلك أرجو لهم حظا سعيدا.. وأرجو من الإدارة التونسية أن تساعدهم على القيام بمهامهم.
سؤال أخير.. كيف تقيّم أم زياد المشهد الإعلامي الآن؟
- أنا لم أخطئ عندما قلت أن إعلامنا مريض وبعيد عن الشفاء.. فالكثير من الاعلاميين اعتادوا لعق حذاء السيد... وحتى «الانتعاشة» التي عشناها في الشهور الماضية كانت لانهم لم يروا السيد بعد.. ويبقى الاعلام متورطا في كثير من التبعية للحزب الفائز فمن أطرف ما قرأت قصة مؤثرة على طريقة فيكتور هيغو حول كيف كان راشد الغنوشي وهو صغير يقطع عشرات الكيلومترات ليصل الى المدرسة ولا أدري ما المشكلة في ذلك فصغارنا اليوم وفي القرن الواحد العشرين يقطعون كيلومترات أكثر للوصول الى المدرسة!! أو تسمية منصف المرزوقي اليوم بأنه غاندي تونس في حين كانوا أمس يسبون غاندي تونس!!! الخطير هو أن أقلام العبيد صنعت في الأمس بورقيبة وبن علي وقد تصنع اليوم دكتاتورا جديدا.. أعتقد أن الثورة لم تصل بعد للاعلام وللعقليات والمقاربات.. فتغيب بالتالي الكفاءات ويتفشى إقصاء الكفاءات.. فالاعلام اعتبره «طايح» قبل الضربة ومستعدا للسير وراء سيّده... فهل يعقل أن تذيع التلفزة الوطنية حصّة دينية يؤثثها سجين سياسي سابق من الوعاظ الجدد ومعه شيخ وكلاهما يروّج لفتاوى سلفية كالأخذ بالكفالة وترك التبني وبالتالي ضرب قوانيننا المدنية أو الإفتاء بعدم جواز الموسيقى... وهنا أؤكد أننا دافعنا على هؤلاء الناس في الماضي ورفضنا أن يكون الاسلاميون ضحايا.. لكن سنرفض بقوة أكبر أن نكون نحن اليوم ضحايا أو أن تكون البلاد ضحية وهي لن تكون الا دولة مدنية وحداثية... دولة كان ولايزال رأس مالها بشريا ورأسمال المال هذا لن يكون إلا معتدلا ومتسامحا.
كلمة أخيرة يمكن أن توجهها أم زياد للقراء؟
- في الحقيقة أنا ليست لي كلمة أخيرة.. فالكلمات الاخيرة تحرجني.. لكن أريد أن أوجه رسالة تخصني فأنا ظننت أني تركت بلادي بين أياد أمينة.. وظننت أني سأستريح وسأتفرغ للكتابة الأدبية والتمتع بتقاعد مريح ولكن يبدو أن ما يطرأ الآن يجعلني أراجع موقفي هذا وأحسّ أن مهمتي لن تنتهي عند هذا الحد وسأمسك بقلمي وأنظر في نشاط إعلامي آخر وأحاول أن أدفع في اتجاه تحقيق أهداف هذه الثورة التي تبين أنه مازال ينقصها الكثير لتصبح ثورة والتي تهددها مخاطر كثيرة وأبقى.. متفائلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.