أشرف أمس الدكتور أبو يعرب المرزوقي الوزير المستشار لدى رئيس الحكومة المكلف بالثقافة والتربية على تدشين القبة الفلكية بمدينة العلوم بعد رقمنة تجهيزاتها. وأكد أبو يعرب المرزوقي على أهمية البحث العلمي في الاستجابة لحاجيات الانسان ومعالجة قضاياه الخلقية والاقتصادية. وقال أبو يعرب: «إن أهم شيء عند الانسان هو معرفة الحقيقة ومن غير بحث علمي ومن دون أدواته لا يمكن للإنسان أن يصل الى الحقيقة». وأشار أبو يعرب الى أنه من غير الرياضيات التي تبحث في قضايا القطوع المخروطية وغيرها من قضايا الرياضيات العالية لا يمكن للعقل البشري أن يفهم ما يجري في العالم. وأكد أبو يعرب على أن الانسان الذي لا يفهم ما يجري في العالم لا يستطيع تلبية حاجيات من هم في سليانة أو سيدي بوزيد أو من هم في الريف المصري أو الجزائري وقال: «يجب أن نفهم أن البحث العلمي يتطلب ميزانية ضخمة» وأشار الى أن ميزانية الدولة التونسية مجمعة غير كافية للقيام ببحث علمي جدّي، فمابال المواطن بميزانية صغيرة يتم تخصيصها بعد اقتطاع أجور الأساتذة والعاملين في مجال البحث العلمي. وأكد أن مشروع رقمنة تجهيزات القبة الفلكية يعتبر معجزة وأن تمويل مثل هذا المشروع لم يكن ليتم لولا تضحيات الشباب التونسي ولولا العقل التونسي المتطور. من نظام ميكانيكي الى نظام رقمي وكانت مدينة العلوم قد شرعت منذ أشهر في تغيير تجهيزات القبة الفلكية من نظام عرض بصري ميكانيكي الى نظام رقمي حتى تمكن زوارها من مشاهدة أفلام ذات جودة عالية وبامكانيات تكنولوجية تفوق بكثير امكانيات النظام الميكانيكي وهو ما يجعلها ترتقي الى صنف القباب الفلكية المتطورة والأكثر انتشارا في البلدان المتقدمة وتطمح مدينة العلوم من خلال تركيز نظام عرض رقمي في القبة الفلكية الى نشر فكر المزج بين التكنولوجيا والترفيه وطرق التعليم المعاصرة المعتمدة على التكنولوجيات الحديثة. وللإشارة فإن القبة السماوية (البلا ناتاريوم) المعروفة في مدينة العلوم بالقبة الفلكية هي قاعة سينما فريدة من حيث التصميم حيث أن شاشتها في شكل نصف كرة أرضية وذلك لتحاكي السماء وهدفها هو مشاهدة النجوم والكواكب وغيرها من الأجسام السماوية وتعتبر القبة الفلكية أهم الفضاءات بمدينة العلوم ذلك أنها تستقطب سنويا حوالي 20 ألف زائر.