لم ينجح الميركاتو الصيفي الذي فتحته الحكومة بقيادة حركة «النهضة»، قصد توسيع الائتلاف الحاكم والخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية، في استقطاب أي حزب... لكن يبدو أن «الميركاتو» الشتوي قد يحمل بين طياته أحزابا من الوزن الثقيل، على غرار «الجمهوري» و«الجبهة الشعبية» و«حركة الشعب»، التي تحاول حركة «النهضة» استمالتها من خلال جملة من المشاورات و«المغازلات» للنظر في مسألة توسيع قاعدة الحكم. فهل ينجح الميركاتو الشتوي في التوصل الى اتفاقات قد تحفظ وحدة البلاد وتجانسها. «التونسية» رصدت آراء قياديي هذه الأحزاب في الريبورتاج التالي: أكد المولدي الفاهم، قيادي في الحزب الجمهوري ، أن الميركاتو الشتوي الذي فتحته «حركة النهضة» مع الاحزاب من المفروض ان يدور حول حكومة كفاءات مصغرة وقليلة العدد وخارطة طريق واضحة المعالم للمشهد السياسي واستحقاقاته القادمة وتحييد وزارات السيادة وإخراجها من قبضة «النهضة» لا مجرد تحوير لأسماء وأشخاص وعملية توسيع في الائتلاف مضيفا ان «ميركاتو» «النهضة» مطالب بإخراج البلاد من عنق الزجاجة وإرساء تهدئة شاملة في البلاد وأن هذا لا يتم سوى بوضوح برنامج وطني شامل وخارطة طريق مكتملة المعالم مؤكدا ان تحويرا على هذه الشاكلة قد ينهي الأزمة وحالة الريبة والشك وتبادل التهم بين الحكومة والمعارضة. وأكد الفاهم ان «الحزب الجمهوري» لن يدخل في ائتلاف حكومي اذا لم يتم الاتفاق على النقاط المذكورة وأنه في هذه الحالة فقط يمكنه المشاركة في الحكومة المقبلة مشيرا في ذات الصدد الى ان مطالب الحزب الجمهوري وشروطه واضحة للانضمام الى الائتلاف الحاكم مشددا على أن لا تفاوض علني او سري مع «حركة النهضة» خارج هذه النقاط معرجا في نفس السياق على تواصل واستمرار المفاوضات مع «نداء تونس» في اطار «الاتحاد من اجل تونس»، الممتد من «النداء» الى «الجبهة الشعبية»، مضيفا ان لا وجود لقطيعة بين «الجمهوري» وحركة «نداء تونس» كما يروّج لذلك البعض لكن فقط بعض المد والجزر كما يحدث في جميع المفاوضات مؤكدا أن ذلك لا يفسد للود قضية. الخروج من عنق الزجاجة في المقابل، قال زهير المغزاوي قيادي بحركة الشعب إن من حق حركة «النهضة» التفاوض والتحاور مع بعض الأحزاب المزمع دخولها في الحكومة المرتقبة التي سيقع تشكيلها بمناسبة التحوير الوزاري القادم مضيفا أن هذا التفاوض لن يحلّ الإشكال الحاصل ولن يحلّ الأزمة التي تمر بها البلاد لأن حكومة «الترويكا» لم تتشكل منذ البداية على أساس برنامج وطني واضح بل على أساس محاصصة حزبية ضيقة مشيرا الى أن حركة «النهضة» تسعى حاليا الى نفس المسعى عندما تدعو الى انضواء الأحزاب الأخرى تحت لواء الحكومة المرتقبة مؤكدا في هذا الصدد أن «النهضة» تريد توسيع الحكومة في إطار المحاصصة الحزبية نفسها لا على أساس برنامج أو تصورات. وشدّد زهير المغزاوي على أن حركة «النهضة» تسعى الى الخروج من عنق الزجاجة وتبحث عن حلول لأزمتها هي لا لأزمة البلاد موضحا أن الائتلاف الحكومي المتحدث عنه لا يحلّ الأزمة الخانقة التي تمرّ بها الحكومة لأن تغيير الأسماء وتغيير الأشخاص وإضافة أسماء جديدة لن يكون الحلّ الأمثل في غياب برنامج إنقاذ وطني يجمع كل الأطراف على حدّ قوله. وأكد المغزاوي أنه لا توجد أي مفاوضات بين «النهضة» و«حركة الشعب» حول الانضمام الى الحكومة المرتقبة حتى وإن «كانت تحت الطاولة» مضيفا أن حركة الشعب نادت ولازالت بحكومة وفاق وطني تكون على أساس برنامج سياسي واجتماعي واضح المعالم لأجل تحقيق أهداف الثورة. لن يلدغ من الجحر مرتين أما عبد المؤمن بالعانس نائب الأمين العام لحزب «العمال» وقيادي بالجبهة الشعبية، فقد اكد من جانبه ان ميركاتو «حركة النهضة» لأجل توسيع الائتلاف الحكومي لا يخدم مصلحة اي حزب سوى حركة «النهضة» وذلك من أجل تثبيت اقدامها اكثر في الحكم مؤكدا ان ذلك هدفها الحقيقي وأن ذلك كل ما يهمها من التحوير الوزاري المنتظر مضيفا ان حكومة «الترويكا» فشلت فشلا ذريعا في تحقيق اهداف الثورة وعلى جميع الأصعدة وأنه لهذا السبب تسعى «حركة النهضة» الى التفاوض مع الأحزاب لأجل تحوير وزاري مرتقب بغية ايجاد متنفس جديد مؤكدا ان الإشكال يكمن في غياب برنامج وطني واضح لا في وزراء او أشخاص في حكومة «الترويكا» التي تقوم على المحاصصة الحزبية ومنطق الغنيمة لا منطق الكفاءة مضيفا ان الحكومة الحالية تفتقد الى وجود كفاءات وطنية لذلك تسعى الى توسيع الائتلاف لفك الاختناق وايجاد متنفس جديد ل «حركة النهضة». وعن امكانية انضمام «الجبهة الشعبية» الى الائتلاف الحاكم في التحوير الوزاري المرتقب سيما أن بعض التسريبات تقول ان هناك جزء من «الجبهة» مع الانضمام الى الائتلاف، أكد عبد المؤمن بالعانس ان الانضمام الى حكومة ائتلافية غير وارد في قاموس «الجبهة الشعبية» وأنه لا توجد أية مشاورات جارية علنية أو سرية للدخول في حكومة «الترويكا» مضيفا أن برنامج «الجبهة الشعبية» يختلف تماما عن توجهات حركة «النهضة» في عديد النقاط منها تحييد وزارات السيادة وحكومة كفاءات لا تتجاوز 15 وزيرا وتحقيق أهداف الثورة وغيرها من النقاط الجوهرية مشيرا الى أن الانضمام الى الائتلاف أمر غير وارد. أما عن المفاوضات الجارية بين حركة «النهضة» والحزب الجمهوري التي يقول البعض إنها صارت «ناضجة ومتقدمة»، فقد أوضح نائب الأمين العام لحزب العمال أن نجيب الشابي لن يلدغ من الجحر مرتين ولن يخطئ مرة أخرى في الانضمام الى الحكومة بعدما أخطأ سابقا حين انضم الى حكومة محمد الغنوشي مضيفا أن الضربة هذه المرة قد تكون قاضية وقد تنهي مستقبله السياسي لو غامر وانضم الى حركة «النهضة» وحكومة «الترويكا».