مازالت الجماهير التونسية تعيش على وقع المصاب الجلل الذي أًصاب جسد كرة القدم التونسية برحيل قلب الأسد الأسعد الورتاني بعد حادث مرور أليم حجب عنه نور الحياة وخطفه على غفلة من بين أحبابه... الأسعد الورتاني رحل لكنّه سيظل ذكرى جميلة في قلوبنا لأنّه كان لاعبا فريدا من نوعه وإنسانا من معدن خاص... فاجعة رحيل «الزقو» لم تلق بظلالها محليّا فحسب بل امتد صداها على كامل المشهد الرياضي العربي خاصة وأنّ الفقيد كان يشغل خطّة مدرّب مساعد بفريق النهضة السعودي كما أنّ بعثة المنتخب التونسي المتواجدة في قطر بلغها الخبر بشكل أثّر سلبا على معنويات اللاعبين وخاصة أولئك الذين خبروا جيّدا وعن قرب لسعد الورتاني... تلك هي سنّة الحياة ولا راد لقضاء الله لكن أحيانا تجدنا مجبورين على التعاطي مع طبيعة الحدث بشكل يدفعنا قسرا إلى التخلّي عن النواميس والأدبيات المتعارف عليها... زملاء المرحوم الموجودون على ذمّة المنتخب ونخصّ بالذكر وسام بن يحيى ووليد الهيشري وزهيّر الذوّادي وأنيس البوسعايدي تأُثّروا كثيرا لمغيب شمس «الزقو» لذلك حرصوا على حضور جنازته وإلقاء النظرة الأخيرة عليه قبل تشييعه إلى مثواه الأخير لكن مدرّب المنتخب وهذا من حقّه عارض المقترح وغلبّ المصلحة العليا للمنتخب ورفض تسريح لاعبيه وهذا مفهوم لعدّة اعتبارات أهمّها حساسية الظرف الذي يستعدّ فيه المنتخب لخوض غمار النهائيات الإفريقية وكذلك وهذا الأهمّ حتى لا يقع المزايدة على بقيّة اللاعبين بما أنّ الورتاني حبيب الجميع وكامل الوفد التونسي تأثّر بخبر وفاته... لكن ما يعاب على سامي الطرابلسي أنّه فاضل بين الموت والحياة لأنّه كان بمقدوره أنّ يفرض نواميسه الخاصة على المنتخب وعلى جميع اللاعبين مهما كانت الظروف و التعلاّت وأنّ لا يخصّ طرفا دون غيره بامتيازات حتى لو كانت معنويّة...نقول هذا الكلام لأنّ سامي الطرابلسي منح يوسف المساكني إجازة خاطفة للمشاركة مع فريقه الجديد لخويا القطري في مباراة «بايرن مونيخ» الوديّة بعد أن منحه في وقت سابق ترخيصا لحضور الندوة الصحفية الخاصة بتقديمه إلى الجماهير القطرية... المساكني سواء كان بألوان الترجي أو لخويا القطري أو بأزياء العملاق الكاتالوني هو على ذمّة المنتخب وملك له ومصلحة المنتخب تقتضي على الأرجح أن يوظّف كلّ طاقاته لصالح المنتخب بعيدا عن قانون التعاقدات والاتفاقات من هذا الجانب وذاك وإذا ما سمح الطرابلسي لنفسه بتفضيل مصلحة لخويا والمساكني على حساب مصلحة المنتخب فكان لزاما عليه أن يتفهّم مطلب «يحيى» وزملاءه وأن يمكّنهم من إلقاء نظرة الوداع على رفيق دربهم ولأنّه «الموت» ما كان عليك أن تفاضل يا سيّدي الفاضل...