في المفهوم العادي والطبيعي للصفقات يعد الميركاتو الشتوي بالأساس تكميليا لميركاتو الصيف الذي يعتبر الفرصة والفترة والمناسبة للقيام بأكثر وأكبر الصفقات، فالفيفا سمحت بفترة انتقالات ثانية في السنة لتمكين كل فريق من تقييم مجموعته من نقائص وإيجابيات خلال المرحلة أو بالأحرى الشطر الأول من الموسم وتحديد على ضوء ذلك احتياجاته وبالتالي التعزيزات التي تفرض نفسها لإحداث نقلة نوعية على الآداء الجماعي وذلك بمحاولة القضاء على السلبيات... لذلك فإن ميركاتو النصف الثاني من شهر ديسمبر والشطر الأول من شهر جانفي يقتصر غالبا وعند النوادي المتطورة في العالم على صفقتين أو على أقصى تقدير ثلاثة انتدابات وذلك حسب ما يحتاجه كل فريق وهناك أيضا بعض النوادي التي لا تقوم بأي تعزيزات جديدة خلال هذه الفترة طبعا إذا لا ترى إطاراتها الفنية حاجة لذلك. الأهداف القارية غيرت سياسة الإنتدابات نحن في تونس نعيش عكس ذلك حيث أضحى ميركاتو الشتاء أكثر أهمية من الفترة الصيفية للإنتدابات وذلك لعدة أسباب تتعلق أولا بعدم نجاح التعزيزات الصيفية مما يجبر بعض الفرق على تغيير نحو نصف مجموعتها بحثا عن الإقلاع والخروج من مرحلة النتائج السلبية وهناك عامل ثاني اضطراري في حقيقة الأمر ويهم الأندية التي تمثلنا في الكؤوس الإفريقية والتي تجد نفسها مجبرة على اتباع ومسايرة روزنامة الكنفدرالية ومسابقاتها التي تنطلق في بداية كل سنة وتنتهي في أواخرها ولذلك تكون التعزيزات خلال شهري ديسمبر وجانفي حاسمة لتجهيز القائمة المؤهلة للمشاركة في كؤوس إفريقيا ودخول المغامرة بمجموعة متكاملة وهنا نفهم أسباب قيام أكبر فرقنا بانتدابات هامة وكثيرة نوعا ما خلال هذه الفترة... الترجي الرياضي هو من بين أكثر النوادي التونسية مشاركة في مسابقات الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم وأهدافه الأساسية أصبحت ترتكز على الألقاب القارية وهو بالتالي مضطر إلى إعطاء أكثر أهمية لميركاتو الشتاء ثم القيام بالتعزيزات المفروضة في فترة الصيف في شكل « تروشيك» لتدعيم بعض المراكز وهو ما يفسر توجهه المتمثل في الإستغناء عن بعض لاعبيه في أواخر كل سنة قصد إنهاء التزاماته الإفريقية بكامل مجموعته مثلما حصل مؤخرا مع يوسف المساكني ويانيك نجانغ ... إذن يمكن القول إن أهمية الصفقات في تونس أضحت مغايرة لأوروبا بسبب روزنامة الكنفدرالية الإفريقية ومواعيد كؤوسها ومن هذا المنطلق أصبح ميركاتو الشتاء في غاية من الأهمية بالنسبة لفريق مثل الترجي الرياضي وأيضا للنوادي التونسية الأخرى التي تمثل كرتنا على الصعيد القاري. التعزيزات الدفاعية : اللغز المحير إلى هذه الساعة هذه الوضعية تحتم على فريق باب سويقة التركيز على فترة التنقلات الشتوية والقيام بالإنتدابات الضرورية التي تؤهله إلى لعب الأدوار الأولى قاريا والنجاح في تجهيز مجموعة عتيدة قادرة على التألق وتحقيق الأهداف المأمولة... هذه الإنتدابات الضرورية يجب أن تشمل خط الدفاع قبل أي شيء آخر لأن هذا الخط يعد من أبرز نقاط ضعف الفريق ولا يمكن للترجي الرياضي التألق إفريقيا بدفاع متواضع أكد هشاشته في العديد من المناسبات... الملفت للإنتباه الآن أي قبل حوالي أسبوع من نهاية الميركاتو عدم قيام الترجيين بأي صفقة في هذا الخط وهو ما يطرح تساؤلات كبيرة وكذلك حيرة مفهومة لدى أحبائه... نحن نعلم أن المسؤولين بصدد البحث عن لاعبين في هذا الخط وأنهم أيضا كثفوا ونوعوا اتصالاتهم لهذا الغرض لكن من المفروض وبعد مرور ثلثي الفترة القانونية للميركاتو أن تكون النتائج ملموسة وأن تكون التعاقدات قد تمت فعلا مع ثنائي على الأقل في الخط الخلفي... هناك فعلا تأخير في هذا الموضوع وهذا التأخير يولد التسرع في النهاية والتسرع يفتح أبواب العشوائية والأخطاء في الإختيارات على مصراعيها وهذا ما يجب تجنبه في فريق مثل الترجي الرياضي عانى عبر سنوات عديدة من مشكل وفشل انتدابات اليوم الأخير... صحيح أن هناك تكتما في خصوص قنوات الإتصال المفتوحة مع بعض اللاعبين وصحيح أيضا أن مجهودات كبيرة تبذل من أجل التعاقد مع مدافع أو اثنين ذي مستوى محترم جدا يضمن تقديم الإضافة لكن الثابت كذلك أن الميركاتو يشرف على نهايته ومن المفروض أن تكون التعزيزات قد اتضحت في الخط الخلفي مثلما كان الشأن بالنسبة للهجوم... آخر الأخبار الواردة من حديقة الرياضة «ب» ومن مصادر مسؤولة إداريا وفنيا في فريق الأكابر تشير إلى أن الصفقات على وشك الإتمام وهذا ما يأمله فعلا أحباء الأحمر والأصفر... فلننتظر.