هل تجمع "فرنسا 24" "الغنوشي" و"السبسي" في "بلاتو" واحد؟ علمت «التونسية» أنّ قناة «فرنسا 24» تعتزم بث برنامج حواري خلال الأسبوع القادم من تونس وأنها وجهت الدعوة لعدد من القيادات السياسية من أبرزها الباجي قائد السبسي رئيس حركة «نداء تونس» وراشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» وأحمد نجيب الشابي رئيس الهيئة السياسية العليا ل «الحزب الجمهوري»، وقد علمنا من مصادر قريبة من حركة «النهضة» أنّ «الشيخ» مازال مترددا في قبول الدعوة بإعتبارها ستضعه وجها لوجه أمام خصمه اللدود قائد السبسي ، ويذكر أن «النهضة» قاطعت مؤتمر الحوار الوطني الذي نظمه اتحاد الشغل بسبب مشاركة «نداء تونس» فيه. ويأمل كثيرون أن يتخلى رجال السياسة عندنا عن مواقفهم الشخصية حين يتعلق الأمر بمصلحة تونس ، ولعل هذه اللمة تحت خيمة فرنسا 24 قادرة على إعادة الحرارة القديمة بين الغنوشي وقائد السبسي. وقد صرّح لنا مصدر مطلع من داخل «النهضة» حرفيا «لقد كان قائد السبسي مرشحنا ل «الرئاسية» قبل 23 أكتوبر 2012 وبعده، ولو انتظر قليلا لجاءته الرئاسة تخطب وده إلى مقر سكناه ولكنه استعجل الأمر بتأسيس حزب «نداء تونس»». من جهة أخرى يرجّح أن يكون توفيق مجيّد مهندس هذا البرنامج الحواري، خاصة ان ما انجزه توفيق من برامج عن تونس منذ انطلاق ثورتها وقبل سقوط بن علي يستحق التنويه سيما انه يحسن التعامل مع مختلف الأطياف السياسية بحيادية ومهنية بعيدا عن ثقافة «التجلطيم» التي يريد البعض من ورائها مسح ماضيهم(وهذه تصح على الذكور كما الإناث) والظهور في ثوب المناضلين والمناضلات، وما أيسر النضال اليوم إذ يكفي أن تسبّ «النهضة» و«الترويكا» والإدارة التي تشغلك وتدلي ببعض التصريحات المتلفزة وتستغل «البلاتو متاعك» لتصفية الحسابات لتحظى بدعم صفحات من الفايسبوك تجعلك فارسا مغوارا وقلما لا يفل من أجل حرية التعبير. وقد تساندك منظمة من هنا أو مركز من هناك في ظل زحمة المنظمات الباحثة عن موطئ قدم ولا يسأل أحد عن مهنية هذا الثائر وهل يشفع سبّ «النهضة» أو غيرها ليكون برنامجك ناجحا ومتابعا من طرف الجمهور؟ ولا نعلم كيف سيتصرف مناضلو «الوقت الضائع» لو فازت «الجبهة الشعبية» بالانتخابات القادمة ؟ هل سيتلونون ضدها أيضا محافظة على ما يستر عوراتهم وعوراتهن؟ ثمّ أليس غريبا أن تظل ذات الوجوه الكالحة التي جثمت على أنفاس المشاهدين سنوات طوال قبل 14 جانفي- تنعم من خيرات التلفزة الوطنية الوفيرة مادام الكل ينعم دون رقيب – هي نفسها التي تتقدم الصفوف للحديث بإسم إعلام الثورة؟ ولتقديم البرامج السياسية المستنسخة دون ذوق –بعد أن أفلست برامجهم السابقة- وسبحان مغيّر الأحوال فمن كان منهم يبيع «المخارق والزلابية» غير سلعته ليبيعنا «الملابس الجاهزة» ، و لا عجب فالدار دارهم يصنعون فيها وبها ما أرادوا ، أما جمهور التلفزة فله فرنسا 24 وشقيقاتها.