كل الجامعات الرياضية في مختلف أنحاء وأرجاء العالم تجري وتلهث من أجل إشعاع لعبتها خارج بلدانها وتمهد لنواديها كل ظروف النجاح من أجل حصد الألقاب القارية والإقليمية وتعمل كل ما في وسعها من أجل تشريك أكبر عدد ممكن من الفرق التي تمثلها في المحافل الدولية وذلك لتوفير أكبر نسب النجاح والتتويج بالألقاب الخارجية.. هذه أسمى أهداف الجامعات في العالم لكن ومع الأسف الشديد انقلبت هذه المفاهيم في تونس رأسا على عقب واندثرت هذه الأهداف السامية التي تناضل من أجلها الجامعات والمثال اليوم يأتينا من الجامعة التونسية لكرة اليد.. في شهر مارس القادم تحتضن بلادنا وبالتحديد مدينة الحمامات كأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس ، هذه الدورة وحسب قوانين الكنفدرالية الإفريقية لكرة اليد يمكن لتونس المشاركة فيها بثلاثة فرق فأحد الفصول ينص على إمكانية تشريك فريق ثالث من طرف البلد المنظم لكن بشرط وهو أن يكون صاحب اللقب من نفس البلد، وبما أن النجم الساحلي هو الفائز بالنسخة الفارطة من حق جامعة كرة اليد تشريك فريق ثالث في هذه التظاهرة إلى جانب النجم الساحلي وجمعية الحمامات بوصف الأول صاحب اللقب والثاني الفريق المنظم.. هنا نشير أنه ليس من حق الجامعة فقط تشريك فريقا ثالثا بل أيضا من واجبها ذلك حتى تمهد أكثر فأكثر حظوظ التتويج لتونس وعليها بالتالي تشجيع ناديا آخرا على خوض غمار هذه المسابقة وتمهيد كل ظروف النجاح له.. الغريب في الأمر أن ما يحصل هذه الأيام يشير إلى عكس ذلك فالترجي الرياضي يرغب في تمثيل تونس في هذه الدورة وإضافة نسب النجاح لكرة اليد في بلادنا وأرسل بالمناسبة طلبا في الغرض مصحوبا بالنص القانوني الذي يخوّل لتونس ضم فريق ثالث لهذه الكأس ، وقد قام بهذه الخطوة بعد أن تلقى رئيس فرعه قيس عطية في المغرب بعد نهاية كأس رابطة الأبطال وعدا من رئيس الجامعة بالمشاركة في دورة شهر مارس طبقا للقوانين التي تسمح بذلك.. الترجي الرياضي ينتظر إلى حد الآن الرد من الجامعة التي تتردد في الترخيص لفريق باب سويقة للمشاركة في هذه التظاهرة لأسباب مجهولة وهو تصرف غريب جدا لأن الجامعة من المفروض أن تكون الساعية لتشريك أكبر عدد ممكن من النوادي التي تمثلها لا أن تقوم بالعكس.. القانون يسمح لتونس بالمشاركة بثلاثة فرق في كأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس القادمة وهذا عامل إيجابي يضمن لبلدنا ورياضتنا الشعبية الثانية المحافظة على لقبها خصوصا في ظل وجود عملاقي مصر الأهلي والزمالك في هذه الدورة.. تردد الجامعة في إعطاء الموافقة للترجي الرياضي خلف استياء كبير وغضبا شديدا في الأوساط الترجية ويخلف لدينا تساؤلات هامة عما إذا كانت الجامعة تسعى وتجري من أجل إشعاع كرة اليد التونسية في المحافل القارية والإقليمية وحصدها الألقاب على هذا المستوى أم أن لها أهدافا أخرى؟.. السؤال يفرض نفسه بإلحاح لأن الجامعة مطالبة بمساعدة فريقا تونسيا ثالثا على المشاركة في هذه التظاهرة بما أن القانون يسمح بذلك لا أن تماطل في الإجابة وتتردد في ذلك بتصرف غير مفهوم بالمرة قد تكون حساباته ضيقة بعيدة جدا عن المصلحة الوطنية.. على كل ستكون فترة ما بعد كأس العالم هامة وحاسمة في هذا الموضوع وسنكتشف إن كان المكتب الجامعي الحالي لكرة اليد تهمه فعلا المصلحة الوطنية لهذه الرياضة ويهدف إلى إشعاع كرة اليد خارجيا أم أنه يمرر المصالح الضيقة فوق كل ذلك وستكون لنا عودة لهذا الموضوع الهام بعد القرار الرسمي لهذا الهيكل الذي يشرف على كرة اليد في بلادنا.