اشرف الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي يوم الاحد 20 جانفي 2013 على تجمع عمالي كبير بدار الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس في اطار احياء الذكرى 67 لتاسيس هذه المنظمة النقابية العريقة وكان الى جانبه نور الدين حشاد نجل الزعيم الوطني والنقابي الكبير فرحات حشاد وايضا محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي وعدد من النقابيين والقواعد النقابية حسين العباسي تناول في كلمته الجانبين السياسي والاجتماعي ودور الاتحاد في المعادلة مع توجيه اشارات واضحة لكل من يريد ضرب الاتحاد او تقليص مساحات تحركه انه سيبقى مهتما بالشان الوطني وسيواصل اللعب فيه بامتياز كما انه لا احد قادر على تجاوز الاتحاد وقد تحدث العباسي عن ميلاد المنظمة العريقة مشيدا بالفضل الكبير لصفاقس في ذلك التاسيس وفي بقاء الاتحاد صامدا وشامخا عبر العقود في مواجهة مختلف المحن والتحديات مستعرضا الاثر الكبير لاضراب هذه الجهة ومسيرتها الحاشدة يوم 12 جانفي 2011 والتي كانت المسمار الاخير في نعش حكم المخلوع واضاف الامين العام للاتحاد انه سيركز على السنتين السالفتين والتي خاضت فيها صفاقس نضالات واضرابات اوقدت حماس بقية الجهات موضحا انه لا قدرة لاحد على تحديد المربع الذي ينبغي ان يتحرك فيه الاتحاد ومن يريد ان يفرض ذلك على الاتحاد عليه اولا ان يقرا التاريخ جيدا وقال ان المطلوب تقييم الاداء خلال السنة الاخيرة للوقوف على نقاط القوة وتدعيمها ونقاط الضعف والهنات لتجاوزها حتى تبقى المنظمة قوية وعريقة وتواصل مهامها الريادية على الصعيد الوطني والسياسي وايضا على الصعيد الاجتماعي مذكرا بان الاتحاد كان الحاضن للكثيرين سنوات الجمر بمن فيهم المتواجدين في الحكم الان وقال ان الاتحاد دعا الى خارطة طريق بغاية انهاء المرحلة الانتقالية والوصول الى المرحلة الدائمة وانه حقق بعض النتائج في انتظار مزيد تفعيل مبادرته للوصول الى خارطة طريق جديدة تضبط روزنامة المرحلة القادمة والانتخابات مثلما تضبط قانون الهيئة العليا المستقلة للقضاء العدلي والقانون المنظم للاعلام السمعي البصري الى جانب تجاوز صعوبات تكوين الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ولم يفوت حسين العباسي الفرصة للاشارة الى رابطات حماية الثورة فقال انها تاسست في البداية بشكل وقتي للحفاظ على الثورة والى حين مجيء هيئات اخرى تضطلع بهذا الدور وكان تاسيس الهيئة العليا المستقلة لتحقيق اهداف الثورة والانتقال الديمقراطي وصولا الى اجراء انتخابات 23 اكتوبر 2011 وقال ان الثورة يحميها الاتحاد وانتقد هجوم رابطات حماية الثورة على مقر الاتحاد العام الاتونسي للشغل يوم 4 ديسمبر 2012 في ذكرى استشهاد الزعيم فرحات حشاد والاعتداء على قيادات الاتحاد في دار الاتحاد وقال العباسي انه ينبغي وضع حد وبشكل نهائي للعنف الذي يمارس ضد الاشخاص والمنظمات والاجتماعات والمقرات والاحزاب ونفى حسين العباسي الاتهامات الموجهة للاتحاد بكونه اهتم بالجانب السياسي على حساب دوره الاجتماعي ومطالب نقابييه فقال ان قيادة الاتحاد حددت 4 محاور في سنة 2012 تحقق منها اثنان في حين ان المحورين الاخيرين هما بصدد الانجاز والمتابعة وهذه المحاور الاربعة هي البدء في المفاوضات الاجتماعية للترفيع في الاجور في القطاعات الثلاثة وقد تم ذلك رغم ان المقدرة الشرائية بقيت متدهورة بسبب التهاب الاسعار وايضا الانتهاء من صياغة العقد الاجتماعي وما يتضمنه من تاكيد حقوق العمال والحوار الاجتماعي واما المحور الثالث فهو تقديم مبادرة يتم الاستناد اليها لصياغة الدستور الجديد للبلاد ويكون هذا المشروع رافدا وله اثر في الدستور الذي ينجزه المجلس الوطني التاسيسي خاصة وان مسودة الدستور لم ترتق وفق حسين العباسي الى الامال المعلقة عليها وقال الامين العام للاتحاد انه سينتظم يوم الاربعاء القادم حوار وطني يحضره رؤساء الكتل بالمجلس التاسيسي لتوضيح الحقوق الاقتصادية والاجتماعية واما المحور الرابع الذي تم تحديده لسنة 2012 فهو يتعلق باعادة هيكلة الاتحاد وهذا امر يتم الاشتغال عليه داخليا شارع وساحة لفرحات حشاد بباريس من ناحية اخرى اشار الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الى ان الاتحاد حريص على استرجاع ارشيف اغتيال الزعيم الوطني والنقابي فرحات حشاد من فرنسا وانه تم الاتفاق مع المسؤولين الفرنسيين على اطلاق اسم فرحات حشاد على شارع وساحة بالدائرة 13 بباريس سيتم تدشينهما يوم 30 افريل قبل عيد الشغالين العالمي بيوم واحد ثم تحدث عن القضية المركزية للعرب وهي قضية فلسطين داعيا الفصائل الفلسطينية الى التوحد من اجل تحرير القدسوفلسطين وداعيا كذلك الى التنصيص على تجريم التطبيع في الدستور كما دعا السوريين الى معالجة قضاياهم في اطار داخلي ورفض اي شكل من اشكال التدخلات الاجنبية وختم العباسي كلامه بالتاكيد على امانيه بان تكون سنة 2013 سنة الامن والسلم والتآخي وسنة الانجازات وتحقيق قفزة ولو نسبية لتشغيل الشباب
الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس كانت مداخلته نارية ولاذعة متسائلا : اين التشغيل واين التنمية واين استقلالية الاعلام ؟ وقال ان الثورة لا زالت قائمة ومستمرة واضاف بنبرة التحدي : اذا ارادوا الشارع فنحن له واذا ارادوا المفاوضات فنحن لها وليس من السهل ان يقبل الاتحاد بمن يعتدي عليه او يسعى الى تقزيمه مضيفا ان الثورة يحميها الاتحاد لا عناصر مجالس حماية الثورة واستعرض محمد شعبان ايضا تاريخ الاتحاد منذ التاسيس مشيرا الى التضحيات والشهداء الذين قدمهم الاتحاد في مواجهة الحكم الاستعماري وايضا فترة الحكم البورقيبي وايضا حكم المخلوع واضاف غير ممكن اليوم اقصاء الاتحاد ومن يتحدانا سنتحداه كما ان مبادرة للحوار لا يكون الاتحاد طرفا فيها لن تنجح ...