بعد مقاطعة الاتحاد العام التونسي للشغل الزيارة الرسمية لضريح الزعيم النقابي فرحات حشاد توجه صباح أمس عددا كبيرا من النقابيين الى منزله الكائن بمونفلوري لإحياء ذكراه مثل كل سنة. زيارة منزل الشهيد فرحات حشاد جمعت بين أعداد غفيرة من النقابيين بمختلف القطاعات على رأسهم حسين العباسي الأمين العام للاتحاد الذين رفعوا شعار «على دربك يا حشاد نحن نحمي الاتحاد» و«دستور ديمقراطي دولة مدنية» الى جانب بعض الاحزاب السياسية ممثلة في الجبهة الشعبية (حمة الهمامي وشكري بلعيد ومحمد ابراهيمي) المسار الديمقراطي التقدمي (أحمد براهيم) والحزب الجمهوري (عصام الشابي) وحزب المجد (عبد الوهاب الهاني) وحزب نداء تونس (الطيب البكوش) وحركة البعث (عثمان بلحاج عمر) كما حضر الأمين العام السابق لاتحاد الشغل عبد السلام جراد إضافة الى ممثلين عن المجتمع المدني جميعهم ندّد بأعمال العنف التي شهدتها ساحة محمد علي في يوم الاحتفال بالذكرى 60 لاغتيال النقابي فرحات حشاد واعتبروها هجمة شرسة واجرامية لابدّ من محاسبة متسببيها متوعدين بردّ الفعل بطريقة أرقى من الاعتداءات غير المسؤولة والهمجية التي ارتكبها «خفافيش الظلام» ليغتالوا حشاد مرة ثانية في زمن ما بعد الثورة.
عائلة حشاد تستنكر
منزل حشاد عجّ أمس بضيوفه الذين لقوا أحسن استقبال من قبل زوجته السيدة آمنة حشاد او كما يلقبونها «أم الخير» وأبنائه الذين عبّروا عن استنكارهم لما حدث باتحاد الشغل في الذكرى 60 لاغتيال والدهم حيث أكد نجله نورالدين حشاد أن ما حدث سابقة خطيرة لم تحدث في زمن الاستعمار ولا في العهد البورقيبي او النوفمبري وقال إن هذا التطاول على أعتى منظمة وأعرقها في مثل ذاك اليوم مرفوض أيّا كانت الاسباب والدوافع لأن فرحات حشاد قال «أحبك يا شعب» واغتيل من أجل دفاعه عن هذا الشعب وبالتالي فإن ما وقع هو اعتداء على شعب تونس ككل وليس على مقر الاتحاد في حدّ ذاته وأضاف «إن المعتدين ارتكبوا «غلطة» مبدئية واستراتيجية وتكتيكية ولن يمرّوا موضحا ان التوقيت الذي اعتمدوه في تنفيذ خطتهم خاطئ ونتائج ذلك ستعود عليهم بالسلب.
من جهة أخرى عبّر نور الدين حشاد عن شكره لكل من زار منزل والده وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية مؤكدا انه لم يكن على علم بقدومه بل ان زيارته كانت «مفاجأة».
أما سميرة حشاد (ابنة فرحات حشاد) فقد صرّحت ان العملية الاجرامية التي استهدفت اتحاد الشغل لن تنسي العمال الشهيد فرحات حشاد بل على العكس من ذلك ستزيدهم تعلقا به والمضي قدما على خطاه في الدفاع عن الاتحاد وعن الطبقة الشغيلة عموما.
«لن يمرّوا» عبارة رددها جل مناضلو الاتحاد متوعدين المعتدين عليهم وعلى مقرّهم في يوم كان من المفروض ان ينحني الجميع إحياء لذكرى حشاد لا اغتياله من جديد حيث أكد العباسي انه لا أحد يقدر على تركيع الاتحاد وتكبيل ارادة مناضليه وهي «سابقة خطيرة لن تمر». من جانبه أوضح سمير الشفي الأمين العام المساعد باتحاد الشغل ان المنظمة مستهدفة من قبل «النهضة» وأن مقاطعة الموكب الرسمي لزيارة ضريح الشهيد سببها الاعتداء الجاثم الذي سببته والذي وصل حد محاولة منعنا من تلاوة الفاتحة على روحه.
وقال ان الاتحاد سيظلّ شامخا وان مناضليه سيواصلون الدفاع عن مقراته وعن مبادئه بكل الطرق القانونية المتاحة. من جانبه صرح عبد السلام جراد الأمين العام السابق لاتحاد الشغل ان الاعتداء على الاتحاد هو جريمة نكراء في حق تونس باعتباره منظمة وطنية أعطت الكثير لفائدة الشعب وما حدث هو ضرب واعتداء صارخ على الحقوق الأساسية التي انبنت عليها المنظمة ولابد من فتح تحقيق في الغرض لمحاسبة «المجرمين».
قبل مغادرتهم عائلة الشهيد فرحات تجمع النقابيون ومن معهم من سياسيين وممثلين عن المجتمع المدني أمام المنزل ورددوا معا النشيد الوطني تلاه شعار «على دربك يا حشاد نحن نحمي الاتحاد» وقد شهدت هذه الزيارة حضور لمختلف وسائل الاعلام الوطنية.