قال حسين العباسي «ان الاتحاد العام التونسي للشغل مستعد للعودة الى المفاوضات الاجتماعية قبل ماي 2013 في صورة تواصل ارتفاع الأسعار» مضيفا «ان الاتحاد سيعمل على تضمين حق الاضراب في الدستور الذي لم ترق مسودته الى الآمال المعلقة عليه». كان ذلك صباح يوم أمس الأحد لدى حضوره بصفاقس للاشراف على احتفالات الاتحاد الجهوي للشغل بالذكرى 67 لتأسيس أعرق منظمة شغيلة بالبلاد مرفوقا بعدد من الأمناء العامين المساعدين ونور الدين حشاد نجل الشهيد فرحات حشاد .
وفي حضور جماهيري كبير، ومن شرفة الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس توقف الأمين العام عند الدور النضالي الذي لعبته وتلعبه صفاقس مستحضرا دورها التاريخي لمحاربة المستعمر ودورها الريادي يوم 12 جانفي من خلال الاضراب العام الذي دعا إليه الاتحاد الجهوي بصفاقس فزعزع أركان نظام بن علي منددا بالمناسبة بلجان حماية الثورة واعتداءاتها على النقابيين في احتفالاتهم بالذكرى 60 لاغتيال فرحات حشاد .
وقال العباسي أن الاتحاد العام التونسي للشغل مقر العزم على مواصلة الاضطلاع بدوره الوطني مبينا انه كل من يحاول أن يقزّم دور الاتحاد لم يستوعب الدرس وانه «من يتنكر لتلازم البعدين الوطني والاجتماعي لنشاط الاتحاد عليه أن يقرأ جيدا التاريخ».
وأضاف العباسي إن الاتحاد العام التونسي للشغل حدد خارطة طريق لعمله الاجتماعي منذ مؤتمر طبرقة متضمنة الاستحقاقات العاجلة والآجلة مبينا أن المبادرة الوطنية التي أطلقها الاتحاد هدفها جمع الفرقاء من أجل مصلحة تونس مضيفا انه سيعمل على تحديد الخيارات المستقبلية خلال اليوم الوطني للحوار الموافق ليوم الأربعاء المقبل مع رؤساء الكتل النيابية للمجلس الوطني التأسيسي.
وبين العباسي أن المنظمة ستعمل على تجريم التطبيع في الدستور والنظر في موضوع موعد الانتخابات والهيئة المستقلة للقضاء واصدار القانون الخاص بالقطاع السمعي البصري وغيرها من المسائل . وعن الراحل الشهيد فرحات حشاد وبحضور نجله قال العباسي انه اتفق مع الجهات الفرنسية على استرجاع أرشيف اغتيال الزعيم فرحات حشاد الذي سيتم تدشين ساحة باسمه بالدائرة 13 في العاصمة باريس يوم 30 افريل من السنة الحالية .
وكان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس محمد شعبان افتتح الاحتفالات بكلمة استعرض فيها صعوبات تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل مضيفا ان «البلاد أمانة بيد الاتحاد وان حماية الثورة مسؤولية الشعب والمجتمع المدني وليس رابطات مجالس حماية الثورة التي وصفها ب«المليشيات». وقال شعبان أن الاتحاد سيبقى منظمة صلبة وعتيدة تجمع بين مختلف الأطياف السياسية مستعرضا بالمناسبة الدور الريادي لنقابيي وشغالي صفاقس يوم 12 جانفي وهو ما عجل بالثورة وهروب بن علي خاتما كلمته بالقول: «سنتحدى كل من يتحدانا». بقي أن نشير الى أن زيارة العباسي الى صفاقس كانت مناسبة ليتحادث فيها الأمين العام مع عدد من البحارة من جزيرة قرقنة للنظر في الوسائل الكفيلة بتجاوز الصعوبات والمشاكل التي يعيشها القطاع والعاملون فيه .