يضرب عشية اليوم، عشاق كرة القدم الإفريقية موعدا متجدّدا مع منافسات النسخة 29 لنهائيات العرس القاري في يومه الرابع الذي سيقترح طبقين كرويين دسمين يضع الأول المنتخب التونسي في مواجهة محتدمة مع نظيره الجزائري في دربي مغاربي ذو نكهة إفريقية يعد بتشويق وإثارة بالغتين فيما ستصطدم الفيلة الإيفوارية في المباراة الثانية بالصقور الطوغولية الجارحة في حوار تبدو نتيجته النهائية محسومة نظريا لرفاق «البلدوزر» ديديي دروغبا لكن قد يرجّح واقع المثابرة والاجتهاد والعرق المدرار كفة زملاء العملاق إيمانوال أديبايور على حساب الطابع المهاري للنجوم العاجية. على أرضية درّة «روايال بافوكينغ»، ستسعى «نسور قرطاج» في المواجهة الأولى المبرمجة لكبح جماح «محاربي الصحراء» في مباراة تُعدّ الأولى بين المنتخبين في أرشيف كرنفال «القارة السمراء» لذلك فإنّ نتيجتها النهائية تبدو مفتوحة على كلّ السيناريوهات. وسيستعين أبناء سامي الطرابلسي للإطاحة بالشقيق الجزائري بسلاح «القرينتا» الذي سيمثل حتما كلمة السرّ الدافعة لطموح «النسور» نحو رسم خارطة طريق مضيئة في بداية مغامرة نهائيات ال«ماما أفريكا» قد تنير درب رفاق يوسف المساكني للذهاب بعيدا في هذه النسخة على أمل اقتناص الأميرة الإفريقية في خط النهاية للمرة الثانية بعد مجد الأمس القريب (2004) على أرضنا. من جهته، سيعمل المنتخب الجزائري بطل إفريقيا عام 1990 على تعويض غيابه خلال فعاليات النسخة الفارطة من نهائيات «الكان» بمشاركة نموذجية في منافسات الدورة الحالية المقامة على أرض الزعيم نيلسون مانديلا معوّلا في ذلك على فيلق من نجومه المحترفة في البطولات الأوروبية يتزعمها نجم فالنسيا الإسباني سفيان فغولي وفؤاد قادير الوافد الجديد على قلعة أولمبيك مرسيليا الفرنسي وجمال مصباح الناشط في صفوف جمعية ميلان الإيطالي إضافة إلى خبرة مدرّبه البوسني وحيد خاليلوزيتش بالأجواء الإفريقية بعد تجربة سابقة مع «فيلة» الكوت ديفوار. أما المباراة الثانية التي ستجمع المنتخب الإيفواري بطل القارة السمراء في نسخة السينغال 1992 بنظيره الطوغولي، سيستهلها أبناء صبري اللموشي برغبة معنوية كبيرة للمضي قدما في نهائيات الدورة الحالية ولم لا التتويج بالأميرة الإفريقية بعد أن كانوا على مسافة خطوة واحدة عن معانقة معدن الذهب في النسخة الفارطة على أرض الغابون وغينيا الاستوائية (وصيف البطل). رفاق ديديي زوكورا محترف ترابزونسبور التركي ينطلقون بحظوظ وافرة لاكتساح الشباك الطوغولية في أكثر من مناسبة بالاعتماد على الزخم الهجومي الهائل الذي تعجّ به كتيبة «الفيلة» يتصدّرها ديديي دروغبا المهاجم السابق لتشلسي الأنقليزي وجيرفينيو محترف أرسنال ويايا توري دينامو مانشستر سيتي. من جهتها، ورغم رصيدها الخالي من الإنجازات القارية، ستعمل الصقور الطوغولية على مقارعة الفيلة الإيفوارية الندّ للندّ ومحاولة إيقاف خطورة أبرز مفاتيح لعبها على أمل اقتناص فوز قد يُعدّ مفاجأة كبيرة لخبراء «الساحرة المستديرة» الإفريقية لكنه سيمثل مكافأة قيّمة لعطاء غزير متوقع لرفاق العملاق إيمانوال أديبايور مهاجم توتنهام هوتسبير الأنجليزي ممّا يعبّد طريق آمنة لأبناء ديديي سيكس للمضي قدما في منافسات هذه الدّورة. البرنامج: ملعب «روايال بافوكينغ» 16٫00: الكوت ديفوار الطوغو (الجزيرة الرياضية +9 و+10). التحكيم: أليوم نيانت (الكاميرون) 19٫00: تونسالجزائر (الجزيرة الرياضية +9 و+10). التحكيم: باكاري غاساما (غمبيا).
تصريحات ما قبل المباراتان صبري اللموشي (مدرّب الكوت ديفوار) «مباراتنا أمام الطوغو يُعدّ الفوز بنتيجتها مفتاح العبور إلى الدور القادم نظرا لصعوبة مراس منافسنا رغم المشاكل العديدة التي حفت بقدومه إلى نهائيات العرس القاري الحالي.. نحترم جميع المنتخبات التي تتشكل منها مجموعتنا (تونسوالجزائر والطوغو) وسنعمل على استغلال مهارات لاعبينا للذهاب بعيدا في دورة جنوب إفريقيا». ديديي سيكس (مدرّب الطوغو) «أخذنا بعين الاعتبار قوة المنتخب الإيفواري الهجومية (دروغبا، جيرفينيو، صالومون كالو والبقية...)، وأعددنا الخطة الضرورية لمحاولة إيقاف خطورتها ومن جهة أخرى سنسعى لاستغلال الهشاشة الدفاعية للفيلة لضربها في الصميم عبر سلاح الهجومات المعاكسة بقيادة أديبايور». وحيد خاليلوزيتش (مدرّب الجزائر) «طريقة لعب المنتخب التونسي كتاب مفتوح على مصراعيه بالنسبة لنا وسنسعى لمباغتة «نسور قرطاج» بما نملك من ترسانة هجومية أغلبها ينشط في البطولات الأوروبية لكن هذا لا يعني أننا سنستسهل مأموريتنا في مواجهة التونسيين بل سنحرص على توخّي الحذر من ردّة فعل بعض نجومه المهرة مثل يوسف المساكني وصابر خليفة وحمدي الحرباوي». سامي الطرابلسي (مدرّب المنتخب التونسي) «مواجهتنا المنتخب الجزائري تعدّ دربي مغاربي يرفض التكهنات المسبقة خصوصا وأنها الأولى بين المنتخبين في تاريخ نهائيات «الكان»... الجزائر تعتمد على تركيبة بشرية أغلبها يحترف اللعب في البطولات الأوروبية ونحن سنعوّل كثيرا على لاعبينا الذين ينشطون في البطولة التونسية لقلب الموازين لفائدتنا لا سيما وأن خبرة عناصرنا بالأجواء القارية قد تشكّل قوة دافعة لطموحاتنا للمضي قدما في نهائيات «كان» جنوب إفريقيا». تونسالجزائر عبر التاريخ:اسبقية طفيفة في الرسيمات ما لا يقل عن 41 مباراة على مستوى منتخبات الاكابر وفي العديد من المسابقات الرسمية الودية جمعت تونسوالجزائر من 1963 الى 2011. ولم نعتبر هنا المباريات الثلاث الاولى لسنتي 1958 و1959 التي لم تكن تكتسي أي صبغة بما انها دارت في نطاق عمليات داخلية محلية حيث كانت الجبهة الشعبية الجزائرية انذاك منشغلة بمقاومة الاستعمار الفرنسي. الحصيلة العامة 12 فوزا لتونس و15 للجزائر و14 تعادلا ولم نحتسب لقاء «الشان» (11) الذي دار في نطاق كأس افريقيا للاعبين المحليين. هجوم منتخبنا سجل 34 هدفا مقابل 41 للجزائر للمرة الرابعة يتقابل المنتخبان في ملعب محايد: المرات الثلاث السابقة سجلت فوزا لكل فريق وتعادلا. في اللقاءات الرسمية أسبقية طفيفة لتونس 7 انتصارات مقابل 6 الجزائر و8 تعادلات. آخر لقاء جمع الفريقين دار في «البليدة» فازت الجزائر خلاله (1/0) (ودي).