بعد خروج الجزائر ثمّ المغرب من الدور الأول لنهائيات العرس القاري الذي تستضيف منافساته جنوب إفريقيا حتى العاشر من فيفري القادم، أصبح لزاما على المنتخب التونسي أن يحفظ ماء الوجه العربي المشارك في كأس أمم إفريقيا 2013 عندما يواجه غدا نظيره الطوغولي في الجولة الثالثة والأخيرة من فعاليات الدور الأول للمجموعة الرابعة في ما تلعب الجزائر أوّل المودّعين لنهائيات «الكان» من الباب الضيّق مباراة شكلية أمام الكوت ديفوار المرشحة الأولى لنيل لقب النسخة الحالية. وتتزعّم «الفيلة» الإيفوارية ترتيب المجموعة الرابعة برصيد 6 نقاط مقابل 3 لكل من الطوغو وتونس فيما يتذيّل «محاربو الصحراء» الترتيب العام بصفر من النقاط. على أرضية ملعب «مبومبيلا»، يملك المنتخب التونسي مصيره بين أقدام لاعبيه لتدارك خيبة الكوت ديفوار (0 - 3) والعمل على بذل الغالي والنفيس لمحاولة اقتناص نقاط الفوز ولا شيء سواها على حساب «الصقور» الطوغولية لضمان بطاقة الترشح إلى الدور ربع النهائي. أبناء سامي الطرابلسي الذين استهلّوا المغامرة القارية بفوز قيصري على «الشقيق» الجزائري (1 - 0) رغم الأداء المخيّب للآمال لمّ يتعضوا من درس «الخضر» البليغ ليكون السقوط المدوّي في الجولة الثانية أمام «الفيلة» الإيفوارية بتعريفة ثقيلة (0 - 3) لتسقط معنويات المجموعة في الحضيض خصوصا وأن الطوغو اقتنصت نقاط الفوز في نفس اليوم على حساب الجزائر بثنائية نظيفة لترتفع حظوظ زملاء إيمانوال أديبايور في الترشح لقادم الأدوار لا سيما وأن نتيجة التعادل أمام المنتخب التونسي تكفيهم لتجسيد طموحاتهم على أرض الواقع نظرا لفارق الأهداف المقبولة والمدفوعة التي تلعب لفائدة «الصقور» الطوغولية (+1 للطوغو و-2 لتونس). مأزق حقيقي هو دون شك وضع «نسور قرطاج» أنفسهم فيه لتطال سهام النقد اللاذع سامي الطرابلسي مدرّب المنتخب الوطني بسبب إصراره على تبنّي خطّة تكتيكية حذرة وطابع لعب دفاعي في المباراتين الأوليين كانت عواقبهما وخيمة على رفاق عبد النور خصوصا في مواجهة «الفيلة» العاجية لكن أمال منتخبنا في اقتطاع تذكرة الترشح للدور ربع النهائي مازالت قائمة الذات شريطة أن يتخلّى الطرابلسي عن رسمه التكتيكي الدفاعي العقيم ويدفع بكل الخيارات الهجومية المتاحة له منذ البداية حتى تتعزّزحظوظنا في الإطاحة بالمنتخب الطوغولي وبالتالي التأهّل رسميا إلى قادم الأدوار في المغامرة القارية على أرض الزعيم «نيلسون مانديلا». لاعبو المنتخب الوطني مطالبون بالتركيز التام ومحاولة استغلال أنصاف الفرص وتحويلها إلى أهداف في شباك كوسي أغاسا حتى يتعبّد طريق النجاح لرفاق «النمس» يوسف المساكني بالمرور إلى الدور ربع النهائي أمّا في صورة الفشل في إنجاز هذه المهمّة فإنّ الحساب سيكون عسيرا مع كامل الوفد التونسي دون استثناء وخصوصا مع إطاره الفني بقيادة سامي الطرابلسي. ومن جهة أخرى، شجّع فوز الطوغو على الجزائر (2 - 0) مدربها الفرنسي ديديي سيكس على رفع سقف التطلعات لديه بالترشح إلى الدور ربع النهائي وتكفيه نقطة وحيدة في مباراة الغد لإنجاح مهمته على النحو الأمثل. ولتجسيد مبتغاه على أرض الواقع، سيعمل الفنّي الفرنسي على غلق المنافذ المؤديّة لمرمى حارسه أغاسا وبتعبئة وسط ميدانه بلاعبين يحذقون فنّ الاحتفاظ بالكرة لأطول وقت ممكن مثل دوفي وومّي وكوملان أميفو مع المباغتة بالمرتدات السريعة عبر الثنائي الخطير جوناثان أييتي وإيمانوال أديبايور. أمّا المواجهة الثانية التي سيكون ملعب «روايال بافوكينغ» مسرحا لها، فإنها تخلو من أيّ رهان جدّي بعد ضمان الكوت ديفوار لترشحها لقادم الأدوار منذ الجولة الفارطة فيما تراكمت عوامل عديدة من بينها سوء الطالع وغياب اللمسة الأخيرة عن رفاق إسلام سليماني في مباراتي تونس والطوغو ليتبدّد أمال الجزائر نهائيا في كسب بطاقة العبور إلى الدور ربع النهائي. وسيخوض أبناء صبري اللموشي حوار الغد من أجل تأكيد صدارة المجموعة الرابعة ولن يتجسّد ذلك إلاّ عبر إلحاق «الخضر» إلى عداد ضحاياهم بالتعويل على القدرات الهجومية الرهيبة التي يتزعّمها الثلاثي يايا توري وجيرفينيو وديديي دروغبا المنتقل حديثا إلى قلعة سراي التركي. ومن جهته، سيسعى «محاربو الصحراء» الجزائريون لتسجيل فوز شرفي على حساب «الفيلة» الإيفوارية للتقليل من حجم حالة الإحباط التي خلّفها الانسحاب المرير منذ الدور الأوّل ومحاولة التأسيس لنواة أساسية لمنتخب قادر على الذهاب بعيدا في المحافل القارية والدولية القادمة. البرنامج ملعب «مبومبيلا»: 18٫00: تونس الطوغو (الجزيرة الرياضية +9 ويوروسبورت) تحكيم: دانيال بينيت (جنوب إفريقيا) ملعب «روايال بافوكينغ»: 18٫00: الكوت ديفوار الجزائر (الجزيرة الرياضية +10 ويوروسبورت). تحكيم: أوتوغ كاستان (الغابون).