بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"زياد الأخضر" (حزب الوطنيين الديمقراطيين) ل"التونسية":لا نجاح للمسار الديمقراطي مع وجود ميليشيات
نشر في التونسية يوم 30 - 01 - 2013


الائتلاف الحاكم خان أهداف الشعب
نطمح الى أن نصبح رقما سياسيا مؤثرا
لن نكون جزءا من "الاتحاد من أجل تونس" لكننا قد نتعاطى معه
في ظل ما يخيّم اليوم على الواقع السياسي من تجاذبات سياسية أفرزت قيام عديد التحالفات وأفضت أيضا الى انشقاقات وانقسامات وتصدّع بالعديد من الأحزاب، التقت «التونسية» زياد الأخضر مسؤول التعبئة والتنظيم في حزب «الوطنيين الديمقراطيين الموحّد»، الذي أضحى جزءا مكونا ل«الجبهة الشعبية» فما كان رأيه في التحوير الوزاري الذي لم يتم بعد؟ وما هي قراءته لواقع «النهضة» ومستقبلها؟ وما ردّه على الاتهامات التي طالت «الجبهة الشعبية»، وسرّ ترشيح حمّة الهمامي على رأسها؟ وكيف كان ردّه على التحالفات الأخرى، وإمكانية انضمام الجبهة لإحداها؟ وموقفه من الالتفافات الجارية؟
أجوبة ضيفنا نقرؤها في الحوار التالي:
الجبهة الشعبية» بدأت تكتسح الساحة، ألا تعتقد أن هذا الوصف شعبوي وفيه كثير من النرجسية؟
أنا بطبعي لست ميّالا للتضخيم والتهويل، فالجبهة الشعبية حالة سياسية استجابت لمتطلبات واحتياجات المرحلة الراهنة في بلادنا، وإن رآها البعض جبهة اليسار وآخرون رأوها جبهة اليسار الرديكالي، فإن الناطق الرسمي باسم «الجهبة» فنّد كل هذه التأويلات وقال إنها «جبهة شعبية» بكل بساطة، إذ لما ذهبت شعارات الثورة في مهب الريح وطرحت شعارات بديلة زائفة ومطالب لم يرفعها التونسيون في ديسمبر وحتى في أيام انتفاضة الحوض المنجمي، طرحت الجبهة الشعبية كضرورة سياسية للتعبير بشكل عميق عن الأهداف والشعارات التي نادى بها الشعب، ولذلك سميت بالجبهة الشعبية لسعيها الى تحقيق أهداف الثورة.
والجبهة اليوم باتت تمتد وتجد القبول المحترم لدى الفئات المختلفة المكونة للشعب التونسي وخاصة منها الكادحة والمثقفة، لكنها لم تصبح الى حدّ الآن الرقم الأول في البلاد، وهذا يبقى هدفنا الذي نرنو الى تحقيقه، فنحن نسعى الى أن تضحي الجبهة خيارا واسعا ومنتشرا، وأن تكون البديل عمّا يطرحه الآخرون في الساحة السياسية.
هناك بعض القيادات ضمن «الترويكا» تقول إن «الجبهة الشعبية» صناعة إعلامية، بماذا تردّون على ذلك؟
نعم لقد قيل إنها مجرد ظاهرة صوتية وصناعة إعلامية ونحن نجيب ببساطلة: هل أن الصناعة الإعلامية كانت وراء أحداث سليانة؟... وأنها كانت متواجدة في الحراك الثوري، في سيدي بوزيد في الصيف، فالجبهة الشعبية تتواجد وتتهم وتتهم أطراف منها.
إن هذا يسفه القول بأنها ظاهرة صوتية وصناعة إعلامية صحيح أن الإعلام يخدم الجميع ويساهم في ابراز الجسم السياسي الجديد (الجبهة الشعبية)، وهذا يعتبر دورنا، فالجبهة لديها دائرة إعلامية تعمل على ذلك، فهي تتعاطى مع الإعلاميين وتريدهم أن يستمعوا إليها، وأن يعبروا عنها، وأن يبلغوا صوتها، وهو دور كل حزب سياسي، أن يعمل على الانتشار إعلاميا. أما إذا كان المقصود بصناعة إعلامية، بأنها موجودة فقط في حديث التلفزات والجرائد والاذاعات، فذلك بجانب الصواب، فالجبهة متواجدة بشكل يومي وكل أسبوع تقوم باجتماعاتها من أجل بناء تنسيقياتها الجهوية والمحلية وتستعد لبناء قاعدتها النسائية والشبابية والقطاعية، وهو ما يمنع القول بكونها مجرد صناعة إعلامية.
هل من الممكن تحقيق جبهة شعبية قوية وواسعة، في المرحلة الانتقالية، خاصة ونحن أمام حراك سياسي مضطرب؟
أكيد نستطيع فالجبهة ليست جبهة ايديولوجية بل هي جبهة التقاء على قاعدة جبهة سياسية تجمع مختلف الأطياف (طيف ديمقراطي، طيف تقدمي يساري...) فجميعهم ينصبون في سياق أرضية سياسية ترى نفسها وفيّة ومستجيبة لشعارات ثورة 17 ديسمبر و14 جانفي، ولاحظت أن تلك الشعارات لم تتحقق الى غاية الآن، فالائتلاف الحاكم «الترويكا» خان اليوم أهداف الشعب.
أنتم رشحتم حمّة الهمامي للانتخابات الرئاسية، أم كان ذلك محاولة منكم لمعرفة ردود الفعل الشعبية؟
إن حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد هو من بادر باقتراح ترشيح الرفيق حمّة الهمامي باسم الجبهة الشعبية وهذا الأمر مرده معطيين: المعطى الأول يتمثل في مسيرة الرجل التي لا تشوبها شائبة، فلا أحد يمكنه أن يشكك اليوم في نضالية حمّة، وحتى خصومنا السياسيون، لما تحدثوا عنه لم يستطيعوا مؤاخذته ولن يتمكنوا من ذلك، لأن هذه المؤاخذات غير موجودة بالمرة وحتى لما حاولوا إيجادها لتشويهه عمدوا الى التشويه بأساليب ملتوية في صفحات كتائب «النهضة» على الفايسبوك، التي تتولى هذه المهام القذرة للتشويه والسبّ والاعتداء على أعراض المناضلين بشكل عام وعرض الرفيق حمّة بشكل خاص.
أما المعطى الثاني فيتمثل في كوننا لمسنا أن الرفيق حمّة يحظى اليوم بتأييد شعبي محترم وهو ما يؤهله الى أن نرشحه وهناك شبه اتفاق ضمني خصوصا وأن حمّة يتولى الآن مهمة الناطق الرسمي باسم الجبهة والجميع راض بذلك، وهو ما قادنا الى ترشيحه إذ نراه قادرا على الاضطلاع بذلك المنصب، أي كمرشح باسم الجبهة الشعبية، وللعلم فإن هذا الاقتراح خارج عن نطاق دائرة المناورة السياسية، لأسباب موضوعية تتمثل أساسا في أننا نعتقد أن ذلك سيضيف الى الجبهة وتربح من ورائه، والغالب على الظن أن الرفيق حمّة سيكون مرشح الجبهة.
هناك من يتهم الحزب الموحّد، وحزب العمّال بالهيمنة على قرارات وتوجهات الجبهة. ما رأيكم في هذا؟
هذا الاتهام أنفيه من البداية إذ لا وجود لهيمنة اطلاقا، لأن الجبهة تمكنت بل ونجحت في تشكيل مؤسسات أي إننا اليوم انبثق عنّا مجلس يسمى بمجلس الأمناء العامين يتم فيه النقاش وأحيانا يكون النقاش ماراطونيا ومطولا قد يتواصل على امتداد 8 ساعات أحيانا، ويقع فيه حسم المسائل الهامة، بحضور كل الأمناء العامين أي هناك حوار واقناع وسعي حثيث للخروج بتوافق قائم على الاقتناع بالمصلحة التي من الممكن أن تعود بالإيجاب على الجبهة، فإذا اعتبر ذلك هيمنة فكيف يتم العمل داخل الجبهات الأخرى التي لها عمقها الديمقراطي؟!... فنحن نعتبر أن هذا جزء من إشاعة روح الديمقراطية داخل الجبهة.
من رفض الانضمام ل«الاتحاد من أجل تونس»؟
إن كل مكونات الجبهة لا ترى في الوقت الراهن إمكانية الانضمام الى «الاتحاد من أجل تونس»، وهذا الموضوع لم يطرح بل أكثر من ذلك فإن قيادات «الجبهة الشعبية» جميعهم قالوا «إننا لا نرى هذه المسألة في الوقت الحاضر»، فالجبهة لا تريد عقد تحالف أو أن تكون جزءا من ائتلاف آخر وقد أشرنا سابقا الى أننا نختلف اختلافا جوهريا مع عموده الفقري.
أعتقد أن حلم «المسار» و«الجمهوري» في الانضمام الى «الاتحاد من أجل تونس» لم يأت من فراغ؟
إن «الجبهة» كانت قد طرحت حوارات مع قوى سياسية في تونس، وكنا نعتقد أنه في الإمكان إجراء حوارات مع «الجمهوري» و«المسار» وقد أثمرت تلك الحوارات جملة من التقاطعات من نتائجها أن الجبهة كانت قد نظمت المسيرة الاحتجاجية ليوم 14 جانفي مع «المسار» ومع «الجمهوري» في حين كان الحديث حتى أثناء الجلسات أننا نتقاطع في عديد المحاور، لكن قيادات الجبهة قالوا: «إننا لسنا بصدد بناء جبهات جديدة وإن سارعنا ببناء جبهة كلّما اختلفنا في وجهات النظر. فذلك غير معقول وغير مجد، وهو أمر قد تجاوزناه منذ مدة ونريد السير في هذا المجال خطوة خطوة حتى تكون خطانا ثابتة على قاعدة صلبة لبناء هيكل قوي وصامد «لا يهدّ بين ليلة وضحاها». خصوصا وأننا نشاهد اليوم ما آلت إليه عدة كيانات بنيت على عجل.
هل هناك شروط معينة للالتحاق ب«الاتحاد من أجل تونس»؟
لا، فنحن لا نرى الى حدّ الساعة أنه من الممكن أن ننصهر ضمن هذا الخيار السياسي، لكن من الممكن أن نتعاطى معه على قاعدة ما يجدّ في تونس، والواقع السياسي.
هل «الجبهة» قادرة على منافسة «الترويكا» الحاكمة في الوقت الراهن؟
لا نرى أن هناك «ترويكا» قائمة في الوقت الحاضر، بل هناك حزب حركة «النهضة» مع وجود لأشلاء أحزاب وقوى سياسية انفجرت في خضم المسار الثوري وتوجهاته مثل حزب «المؤتمر» الذي انقسم بالحدّ الأدنى الى جزأين (حركة الوفاء، والمؤتمر)، ومن الممكن أن يتضرر أكثر من ذلك وأن يشهد انقسامات أخرى، كذلك «التكتل» حدث معه نفس الشيء وهو ما يعني أن «الترويكا» التي تكونت عقب انتخابات 23 أكتوبر لم تعد ذاتها الآن، وقد لوحظ بالمكشوف أن هذين الحزبين لا يمارسان دورا في الائتلاف الحاكم وهو ما يتجلّى في تعيينات الولاّة، والمديرين العامين، وعديد المواقف السياسية والاقتصادية... ف«الترويكا» غير فاعلة الآن بل أكثر من ذلك عندما يبدي المؤتمر شيئا من المقاومة يقع التهديد بإقالة رئيس الجمهورية منصف المرزوقي، وكذلك الشأن بالنسبة لرئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر لما يحتد «التكتل» في التعبير عن موقف أو يحتج أو يعترض عليه. وهنا نتأكد أننا لسنا بمواجهة قطب حاليا، وأننا بعد الانتخابات سنواجه حركة «النهضة» ربما مع بعض الحزبيات الصغيرة التي يمكن أن تحلّق حولها.
ف«النهضة» حزب كبير ويمكن أن يحتل حيّزا مهما في الساحة السياسية وقدرنا مواجهته ببرامج ورؤى وخطط عمل نتمنى أن تكون قادرة على الاستجابة للمرحلة وأن تحقق شيئا من التوازن داخل الساحة السياسية في الوقت الحاضر.
ما هو طموحكم في الانتخابات القادمة؟
نصبو الى أن نصبح رقما سياسيا محترما مؤثرا في مجريات الأمور في المرحلة القادمة.
التحوير الوزاري وتصريحات الجبالي. فهل توقعتم فشل التحوير؟
نحن لم يكن لدينا وهم قبل 23 أكتوبر حول حركة «النهضة» ولا حول برنامجها السياسي وللتذكير فالبرنامج مقترح في 1300 نقطة في الوقت الذي كنّا فيه نعتقد في كونها مرحلة تأسيسية جوهرها كتابة الدستور وبناء مؤسسات جديدة لجمهورية جديدة فقد كانت تلك المهمة الأساسية بالنسبة إلينا، أما بالنسبة إليهم فقد كانوا يتحدثون عن توفير مائة ألف موطن شغل واستثمارات رهيبة ولم ينظروا حينها الى المرحلة الانتقالية، بل لم يلتفتوا أصلا الى المسار الثوري فكل تركيزهم كان منصبّا على الانتقال من سلطة بن علي الى سلطة جاءت بعدها أثبت الواقع أنها لا تختلف كثيرا عما سبقتها.
ونحن نتذكر ماذا حدث لما أصدر حزب حركة الوطنيين الديمقراطيين بيانا إثر 23 أكتوبر تحدثنا فيه عن كون هذه الحكومة هي حكومة التفاف على المسار الثوري، فقيل عن كلامنا إنه يثير الاشمئزاز كما غضب البعض وقيل أيضا أنه موقف مبني على مسار ايديولوجي لكنه ليس كذلك في واقع الأمر اذ هو مبني على قراءة تحليلية وعلى قراءة لتوجهات هذه الحركة، وعلى قراءة لارتباطات هذه الحركة إقليميا ودوليا لذلك فنحن اليوم لم نفاجأ بما يحدث، فالحكومة بُنيت على أساس المحاصصة وهو ما لم نكن نريده حيث رفعنا منذ البداية شعارات تعبر عن إرادتنا في إقامة حكومة كفاءات لم تتورط في الفساد السابقة مع النظام البائد تتولى إدارة المرحلة الانتقالية خارج التجاذبات السياسية وأن تكون مهمتها الموالية كتابة الدستور وبناء مؤسسات الدولة، حينها سنمرّ الى استحقاقات حقيقية، لكن الناس لم تكن تفهم الفرق بين المرحلة الانتقالية وبين استحقاقات حكم مرحلة عادية.
ألا تعتقد أن «الترويكا» وإن شئنا «النهضة» حاولت تصدير أزمتها الى المجلس التأسيسي؟
شخصيا أنا أرى أنّ حمادي الجبالي هو الذي يتخبط في أزمة أي أنّ رئيس الحكومة أجرى مشاورات مارطونية جزء منها لم يكن بشكل صحيح لأن المشاورات تجري عادة مع أطراف تحترم قواعد المشاورات، لكن هناك في المقابل مشاورات لا يقع خلالها احترام تلك القواعد مثال: (مع الاعتذار للطرف السياسي المذكور)، لما أكد التحالف الديمقراطي أن قياداته تشاورت وقدمت شروطا، ثم ترقبت ووردت بإجابة تعبّر عن موقف عدم الاعتذار عن المشاركة وفي النهاية تعتمد طرق ملتوية بالتشاور مع شخصيات داخل التحالف دون مشاركة التحالف لاستقطابهم بشكل فردي، فإنّ ذلك لن يضيف شيئا، بل لن يزيد إلاّ في تعميق الأزمة لأن المطروح هو توسيع القاعدة السياسية وبالتالي الاجتماعية للحكم.
فحمادي الجبالي اليوم في أزمة تجاه الأطراف السياسية من ناحية وتجاه حزبه واشتراطاته من ناحية أخرى والمخرج الذي لاح له هو تقديم مقترح ليعود به الى المجلس التأسيسي وسنرى الى أين سيذهب المجلس التأسيسي بأغلبيته النهضوية وأنا متأكد أنه لن تكون هناك مفاجآت كبرى.
ماهو موقفكم كجبهة وقد وقع اقصاؤكم من المشاورات؟
إنّ الجبهة لم تقص، لكن أريد التشاور معها بأساليب متلوية. فالجبهة لديها قياداتها الواضحة وكان من المفترض دعوتها، وهو تفوّض من يتحدث باسمها، حينها ستقدم موقفها، لكن إذا ما تمّ التعامل بذات المبدإ الذي حدث مع التحالف الديمقراطي، فالجبهة كانت متضامنة وموحّدة في موقفها وقد عبرت مرة أخرى عن تكاتفها وصمودها وأنه لا يمكن اختراقها بمثل هذه التصرفات الرديئة، وبذلك قد تمّ طرح امكانيات الحديث مع «الجبهة» لكن على حدّ علمي لم يقع طرح حقائب وزارية.
ما غاية «النهضة» من الالتفاف على أطراف من أحزاب أخرى لاستقطابها مثال التحالف الديمقراطي نرى أنه سائر في اتجاه الانشقاق؟
إنّ «النهضة» تسعى الى تصدير أزمتها الى الأحزاب السياسية وإلى الساحة السياسية، وغايتها تفكيك القوى السياسية التي تقف لها بالمرصاد في الوقت الحاضر. كما أننا شاهدنا في حركة «النهضة» عديد التصريحات المتضاربة مثال ذلك ما يصل الى مسامعنا من قول مفاده أنهم مستعدون للتنازل عن مناصب بعض وزارات السيادة ثم نسمع خلاف ذلك، وهو ما يعكس وجود صراع داخل «النهضة».
هل يمكننا الحديث عن صراع أجنحة داخلها؟
أكيد هناك صراع حسب تقييماتنا السياسية، فلمّا نستمع الى قول الجبالي نلاحظ أنه مختلف تماما عمّا يعبّر عنه الغنوشي.
هل تعتقد أنّ الجبالي حاول الخروج من العباءة الحزبية وسعى الى أن يكون رجل دولة؟
هو يحاول، لكن القيود جدّ محكمة عليه.
لمَ كل هذه التجاذبات بينكم وبين رابطات حماية الثورة؟
هناك مغالطة تاريخية بصدد الحدودث الآن، فرابطات حماية الثورة حاليا لا تمت بصلة الى لجان حماية الثورة التي تكوّنت أثناء المسار الثوري، فرابطات حماية الثورة هم أشخاص يدّعون سهرهم على حماية الثورة، في حين لو محصّنا الأمر. فسنجد أن المكتب الثوري لحماية الثورة كان فيه أشخاص ينتمون الى «التجمّع» بل أعمق من ذلك من بينهم من تربطهم علاقة بمنظومة الفساد، ولا أعتقد أن من كان يهدّد الثورة سابقا سيقوم بحمايتها الآن، فهذه معادلة لا تستقيم هذا من جهة. ومن جهة ثانية فإنّ من يدعو الى اقصاء التجمعين والمتورطين مع النظام البائد، ألا يرى أن «الترويكا» كان ضمنها من كانوا ينتمون الى التجمّع الدستوري الديمقراطي مثل محافظ البنك الذي مجّد بن علي آنذاك في 3 صفحات وبعض المديرين العامين؟ وحتى حركة «النهضة» استخدمت جزءا من التجمعيين في نشاطها وحملتها الانتخابية، وفي المقابدل لا يرى إلاّ النشاط الاحتجاجي لمختلف فئات الشعب واضرابات الاتحاد العام التونسي للشغل والأنشطة السياسية والمواقف السياسية المعادية ل«الترويكا» وحكومتها، فتُوصم بعدائها للثورة.
ومن جهة ثالثة وهو المأخذ الأهم الذي يتمثل في استخدام العنف، فهذه الرابطات أصبحت تمارس العنف ضدّ الأفراد وجمعيات المجتمع المدني والأحزاب، بل وصل بها الأمر الى حدّ قتل مواطن لا يتّفق معهم في مواقفه السياسية ولا أرى أنه من المنطقي بلوغ هذا الحدّ من العنف بين الخصوم السياسيين. وما يلفت الانتباه أنه كلما مارست رابطات حماية الثورة نشاطا عنيفا هرع البعض من داخل «الترويكا» للدفاع عن هذه الممارسات حقا أو باطلا. وما يحزّ في النفس أن الرجل قتل دوسا بالأقدام في حين خرج الناطق الرسمي ليصرح أنه توفي عقب تعرضه الى سكتة قلبية وهو أمر خطير، إذ لا يمكن انجاح المسار الانتقالي للدولة في ظلّ وجود مليشيات سميّت زورا برابطات حماية الثورة، وهي لا علاقة لها بالثورة بل بعالم الجريمة والفساد.
اختار «الجمهوري» و«المسار» الدخول في «التحالف من أجل تونس»، فهل ستواصلون التنسيق معهم؟
نحن كحزب سنواصل دائما الحديث معهم، فنحن نحترم دائما الخصوصيات، ولذلك نطالب دائما الآخرين باحترامها. فنحن نحترم خصوصيات «الحزب الجمهوري» ونتشاور معهم بشكل رسمي وغير رسمي ونحترم خصوصياته، فهم يحتفظون بشكل خاص بأنفسهم كحزب، ونحن نحترم ذلك.
ماهي خارطة الطريق المستعجلة التي تقترحونها؟
أن يستقيل حمادي الجبالي وأن تفعّل مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل وأن تصدر أجندة واضحة للشعب وأن يلتزم المجلس التأسيسي بصياغة دستور جديد لتونس، يكون أرقى من دستور 1959، يرتكز حقيقة على المواثيق والعهود الدولية فيما يخص حقوق الانسان، وأن يكون دستورا مدنيا لجمهورية ديمقراطية لديها بعدها الاجتماعي ويقع التنصيص فيه على الحقوق الاجتماعية والاقتصادية لمختلف فئات الشعب.
علاقتكم ب«النهضة» علاقة متوترة، فهل من الممكن أن تجمعكم طاولة واحدة للحوار؟
نحن ذهبنا إلى مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل ونحن نعتقد أن برنامجه نقيض ل«النهضة»، إلاّ أننا ضدّ مبدإ الاقصاء منذ 14 جانفي ونحن تمنّعنا عن نقدهم في أيام محنتهم في الوقت الذي شنّت فيه عليهم حملة تشويه. وقد كنا حينها نتعرض للدّوس في بداية التسعينات. فنحن نرى أننا مشروع نقيض لهم، وفي المقابل نعتبر أن المرحلة الانتقالية لن تنجح إلاّ بوجودهم، وأنه لا يمكن القضاء عليهم. فمبدأ الاستئصال أثبت قصوره وفشله. ولما ذهبنا الى مبادرة الاتحاد كنا نتمنى أن تكون «النهضة» حاضرة، إلاّ أنهم قاطعوها لأنهم مازالوا يؤمنون بمبدإ الاقصاء علما أنه في حكومة الباجي قائد السبسي وحتى في الأيام الأولى من حلّ «التجمّع» لم يناد بإرساء المسار الديمقراطي غير الجبهة وعلى رأسها حزب العمال والوطنيين الديمقراطيين، وهو ما كنا ننادي به منذ التسعينات، أي مجلس تأسيسي، وحل «التجمّع» ومصادرة أمواله ومحاكمة قياداته. وقلنا كمرحلة أولى يجب تحصين المجلس بإقصاء القيادات التجمعيّة، حين كانت «النهضة» تقول إننا جميعا تونسيون وإخوة، لكن لما تكوّن «نداء تونس» بعد الانتخابات ولاح لهم في حسابهم السياسوي أن «نداء تونس» سيكون خصما عنيدا لهم، عادوا للمناداة بمبدإ الاقصاء بالجملة.
نحن مع محاسبة الأشخاص بشكل فردي، لأنّ حزب «التجمّع» قد انحلّ قضائيا وغير موجود كيانيا الآن لكن يوجد أشخاص وجبت محاسبتهم من منطلق مسؤولياتهم الفردية، لكن ليس من العدل اقصاء شخص لأنه قد يغلبني وينتصر عليّ!!
حزب «الوطد الموحّد» يواصل تركيز رابطاته الجهوية بالتوازي مع العمل داخل الجبهة. فهل توفّقتم في ذلك؟
هو ليس بصدد تركيز رابطاته الجهويّة فقط، بل ويواصل أيضا الاجتماع معها بشكل منفصل عن الجبهة وأعتقد أنه نشاط يصبّ في خانة «الجبهة» كدعامة لها.
كما أنّ تأسيس رابطاتنا الجهوية يتواصل في بن عروس وفي بعض الجهات أيضا، التي لم يتم بعد عقد مؤتمراتها الجهوية، وسوف تعقد في القريب العاجل، لأنّ الحزب يستعدّ الآن لاستكمال تركيبته الرسمية. كما يستعدّ بالتوازي لعقد أول لجنة مركزية بعد المؤتمر التأسيسي الذي سيكون إن شاء اللّه في بداية شهر مارس.
ماذا تقول لهؤلاء؟
الحكومة: لقد ثبت أنها لا تمت للثورة وأهدافها بأي صلة ولذلك فشلت فشلا ذريعا في إدارة المرحلة الانتقالية على كل المستويات. لا فائدة ترجى من إضاعة الوقت في إدارة ملف آخر هو التحوير الوزاري الذي اخطأ أهدافه قبل أن يتم. الحل واضح، تفعيل مبادرة الحوار التي دعا اليها الاتحاد والتوافق على حكومة كفاءات وطنية خارج منطق المحاصصة الحزبية.
نداء تونس: حزب قانوني أختلف معه لكنني ضد إقصائه بالجملة وضد الاعتداء على أنشطته ومناضليه. أنا مع محاسبة الناس بشكل فردي خاصة بعد أن تم حل التجمع الدستوري. رئيس هذا الحزب كان محل تقدير كبير من قبل زعماء النهضة ومن الشخصيات التي رشحتها للرئاسة بعد 23 أكتوبر 2011 ثم اصبح عدوها اللدود بعد ان اسس هذا الحزب والسبب واضح فهم متخوفون من منافسته الانتخابية لهم.
نجيب الشابي: شخصية سياسية هامة يجب ان تلعب دورها في منع عودة الاستبداد الى تونس.
حمّة الهمامي: أشفق عليه من ثقل المهام الملقاة على عاتقه لكنني متأكد ان حمّة الذي صمد وعلّم الصمود لأجيال ضد الديكتاتورية العميلة والتي قهرها سوف يكون جبلا لا تهزه الرياح .اعده ان لا يرى منا الا ما يثلج صدره اي تصليب عود الجبهة وكذلك الدفع نحو توحيد المسار الثوري في نونس.
زهير المغزاوي: المرحلة لا تحتمل التردد.
شكري بلعيد: مع الحب والتقدير احتفظ بما سأقوله له داخل الأطر الحزبية وهويعلم انني لا الوك لساني خاصة اننا حزب يعمل على اشاعة الدبمقراطية داخله.
أنصار الجبهة: أنتم ملح هذه الارض. وحدوا صفوفكم وانتشروا في الارض، خاطبوا ابناء شعبكم وكونوا لهم سندا في كل همومهم. فالجبهة رغم الانتشار الهام الذي حققته لم تصبح بعد القوة الاهم في المجتمع. لا تهنوا نحن قادرون على ذلك شريطةان نعمل بأقصى السرعة وان نفعل الكفاءات التي تزخر بها الجبهة. لايجب ان نعيد أخطاء الماضي، الجبهة يجب ان تتوسع اكثر حتى تكون قادرة على الاستجابة لتحديات المرحلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.