المرأة التي تنهض قبل آذان الفجر وتتحمّل لسعات البرد القاسية لتعمل في الحقول فقط من أجل كسرة خبز وحليب يسدّان باب الرمق والذلّ، ليس في وارد ذهنها لفظة «التحوير»!. عامل البلدية الذي يبدأ في منتصف الليل الممطر تنظيف أوساخنا ونحن نغطّ تحت لحاف دافئ في النوم العميق بعد حديث مطوّل عن كأس إفريقيا، ليس في خاطر عقله ميزان الربح أو الخسارة في«التكوير». الشابّ المجتهد الذي لا يكلّ من اللّهاث وراء عمل يَقِيهِ الخضوع لِوَهْمِ«لامبيدوزا»،ما الذي سيُقْنِع خياله الحالم سوى التبرير تلو التبرير؟. هؤلاء هم الرائعون/المنسيون/المهمَّشون،أحلامهم صغيرة بحجم ضحكة طفل أو أمّ أو بنت أو أب. هؤلاء يتمنون أن تضحك الدنيا «لِيهمْ». وكما غنى بوشناق من كلمات آدم فتحي:«الناس اللي تعاني ونساتهم الأغاني،هاذي غناية ليهم»!