–المغرب- مالك السعيد تشارك تونس في المسابقة الرسمية للفيلم الروائي الطويل لمهرجان الفسباكو ببوركينافاسو بفيلم»ديما براندو» لرضا الباهي (ما زال الفيلم ينتظر إطلاق رصاصة الرحمة عليه من وزارة الثقافة ليحيا لا ليموت بالدم البارد كما يحدث الآن بالإيفاء بتعهد وزير الثقافة السابق باش شاوش بإسناد منحة تكميلية للفيلم قدرها 100 ألف دينار، فالفيلم مهما قيل عنه من سلبيات ولا يخلو فيلم منها، فإنه كلما شارك في تظاهرة سينمائية أحرز جائزة، الإنتاج في أبو ظبي وأفضل مخرج في الإسكندرية وجائزة لجنة التحكيم في وهران...) و«صباط العيد» لأنيس الأسود في مسابقة الأفلام القصيرة وفيلم «Même pas mal» لنادية الفاني و«تونس ما قبل التاريخ» لحمدي بن أحمد في مسابقة الأفلام الوثائقية، في ما تغيب تونس عن مسابقة أفلام المدارس الإفريقية ولا نعلم ما الجدوى إذن من هذه المدارس المتكاثرة بدءا بالمدرسة العليا للسمعي البصري في قمرت إن كانت أفلام الطلبة لا ترشح للمهرجانات أو لا ترتقي إلى المستوى المطلوب حتى على المستوى الإفريقي. أما خارج المسابقة فتشارك تونس بفيلم وليد مطار في بانوراما الفيلم القصير بشريط «offrande القربان» وفيلم «ديقاج» لمحمد الزرن في بانوراما الوثائقيات وهو شريط مرّ عرضه التجاري في تونس قبل أسابيع في ظل لامبالاة عجيبة. أما في لجان التحكيم فتشارك تونس من خلال محمد شلوف مدير ملتقى هرقلة السينمائي ومنظم تظاهرة السينما الإفريقية بميلانو وقد تم إختياره عضوا في لجنة تحكيم الفيلم الروائي الفيديو الرقمي والسلسلات التلفزية، والسيد شلوف هو ذاته الذي تطوع خلال الدورة الأخيرة لأيام قرطاج السينمائية ليحول دوننا ومحاورة وزير الثقافة بتعلة إلتزام السيد الوزير بموعد مع التلفزة المالية ، غير أن سيده الوزير لم يجاره في مسعاه وخصنا بحوار نشرناه على صفحات «التونسية» في الإبان. كان ذلك خلال الندوة الصحفية لمهرجان»الفسباكو» التي تنعقد للمرة الثانية على التوالي بمدينة طنجة ، وقد حضر المندوب العام للمهرجان ميشال وادراغو ومدير المركز السينمائي البوركيني السيد «صوما» وبعثة إعلامية كبيرة العدد، وأعلن المندوب العام للمهرجان أن الدورة ال23 من مهرجان السينما الإفريقية «فيسباكو» الذي يقام من 23 فيفري إلى الثاني من مارس في بوركينافاسو يكرم النساء بترؤسهن كل لجان التحكيم ويبلغ عدد النساء في لجان التحكيم 14 على عدد جملي هو 27 وقد ترشح للمهرجان 750 فيلما. ويعرض الفسباكو هذه السنة حوالي 170 فيلماً من إفريقيا والشتات، من بينها 101 فيلم تشارك في المسابقات في مختلف الأقسام من 35 دولة. وفي فئة الأفلام الطويلة يتنافس 20 فيلماً على جائزة «حصان ينينغا الذهبي» الرئيسية، وخلال الدورة الأخيرة في العام 2011 كانت الجائزة من نصيب «البراق» للمغربي محمد مفتكر الذي حضر الندوة الصحافية صباح السبت وخص بترحيب كبير. أما مسابقة الفيلم الروائي بالفيديو الرقمي فتضم 17 شريطا وتشتمل مسابقة الأفلام القصيرة على 20 فيلما و17 فيلما في مسابقة الأفلام الوثائقية. أما مسابقة أفلام الشتات وتهم الدول غير الإفريقية التي يعود سكانها إلى جذور إفريقية مثل هايتي وغوادلوب ومارتينيك وغيرها فتضم سبعة عشر فيلما و13 شريطا في مسابقة أفلام المدارس وثماني سلسلات تلفزية لا توجد منها بطبيعة الحال أيّة سلسلة تلفزية تونسية لأن تلفزاتنا منشغلة بمداولات المجلس الوطني التأسيسي ، أما الإنتاج الدرامي عندنا فمرتبط بشهر رمضان، والشهر الكريم «مازال بكري عليه» في ما يبدو ... وسترأس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة الفرنسية أوزان بالسي، وهي مخرجة من المارتينيك، وكل نساء لجان التحكيم يأتين من القارة الإفريقية أو الشتات، بحسب ما قال مندوب عام مهرجان فيسباكو ميشال أودراوغو. وأوضح خلال المؤتمر الصحافي أن «النساء دعمن السينما الإفريقية أمام الكاميرا وراءها، لكن إفريقيا لم تكافئهن كما ينبغي. نحن نحاول أن نصحح هذا الخلل». ويتوقع أن يستقبل المهرجان نجوماً من الأوساط الغنائية، مثل الكونغولي «بابا ويمبا» ومسؤولين سياسيين، مثل رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي نكوسازانا دلاميني-زوما. وستكون الغابون ضيفة شرف هذه الدورة التي تأتي تحت عنوان «السينما الإفريقية والسياسات العامة في إفريقيا» ، وخصص حوالي 1,5 مليون يورو لتنظيم المهرجان الذي مولت جزءاً كبيراً منه حكومة بوركينافاسو والاتحاد الأوروبي والحركة الفرنكوفونية، ويستقبل بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف ضيف في كل دورة. سؤال «التونسية» خلال الندوة الصحافية لمندوب عام مهرجان السينما الإفريقية: تنتظم الدورة 23 في مناخ من عدم الإستقرار في المنطقة وخاصة بعد التطورات الأخيرة في مالي، فهل لديكم مخاوف في هذا الشأن خاصة وأنكم خفضتم عدد القاعات من 13 إلى 7؟ - من الواضح أنكم مطلعون جيدا على مستجدات المهرجان، صحيح نحن منشغلون بما يحدث في جارتنا مالي ونحن متضامنون مع الشعب المالي ولكن رسالتنا هي أن الأفارقة لا خيار لهم سوى الحياة والدفاع عن حقهم في الحياة وذلك من خلال حرية التعبير والإبداع ، إجابتنا الوحيدة على دعاة الموت هي أن الحياة متواصلة». والملاحظة التي لا يمكن إغفالها أن الحضور المغربي بات لافتا للنظر في مهرجان الفسباكو حتى أن مدير المركز السينمائي البوركيني وهو المشرف على انتقاء الأفلام صرّح «لا يمكن للفسباكو أن ينتظم دون المغرب» التي رشحت 15 فيلما، وتم الاحتفاظ بتسعة منها بما يمثل عشرة في المائة من أفلام المسابقات، فضلا عن مساهمة المغرب في إنتاج أربعة أشرطة إفريقية مدرجة في المسابقة من نيجيريا وأنغولا ... وقد دعا نور الدين الصايل مدير عام المركز السينمائي المغربي إلى تنظيم الفسباكو سنويا وقال إنه تحدث مع صديقه وزير الثقافة البوركيني في هذا الصدد قبل ثلاثة أشهر وبأنه متحمس للفكرة ولكن هذا الحماس لم يتبلور على أرض الواقع، وأضاف» أنا أعتبر هذا فشلا شخصيا». يحدث هذا في المغرب التي بعثت تنسيقية المراكز السينمائية الإفريقية في خريبقة حيث ينتظم مهرجان السينما الأفريقية وستجتمع هذه التنسيقية في العاصمة البوركينية خلال الدورة 23 للفسباكو ونأمل أن لا يتخلف عدنان خضر مدير عام المركز السينمائي التونسي عن الحضور حتى لا نكون خارج السياق الإفريقي لأننا أفارقة قبل كل شيء.