بعد أيام قليلة من خيبة المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم افريقيا 2013 أطلّ علينا المهاجم حمدي الحرباوي في اذاعة «شمس.اف.ام» بتصريحات «مزلزلة» تجاوزت حدود الأخلاق الحميدة بوصفه لمدربّه سامي الطرابلسي ب«الكارثة» والتشهير به لغاية في نفس يعقوب!! الحرباوي توسّل سلاح التصريحات النارية وتجاوز «الخطوط الحمراء» لتبرير فشله الذريع في تثبيت أقدامه ضمن صفوف المنتخب مصوّبا سهام نقده للطرابلسي وبقية رفاقه للخروج من «مهزلة» «كان» جنوب افريقيا بثوب البطل كما زيّنت له نفسه. محترف لوكاران البلجيكي قد يبدو للبعض أنه أطلق خراطيشه السامة على بعض رفاق الأمس القريب ومدربه الأول متهما إياهم بالتسيّب الفاضح والسهر إلى حدود الرابعة صباحا وإتيان بعض السلوكات المشينة اضافة الى عجز الطرابلسي عن إحكام السيطرة على لاعبيه وقلّة خبرته عن قيادة المنتخب الى برّ الأمان بدافع الحسّ الوطني لكنه تناسى أن الوفد بأكمله يتحمّل مسؤولية الفشل في المونديال الافريقي. كما أن التاريخ يحفظ عن ظهر قلب اخلال الحرباوي في وقت ما بشروط «الاحتراف» الأساسية كأداب الحوار ونظافة «السيرة» المهنية والأخلاقية لاسيما وأن حادثة «بصقه» على خالد فاضل، حارس النادي الصفاقسي في موسم 2003/2004 مازالت راسخة بالأذهان وحكاية هروبه خارج أرض الوطن بسبب حادثة الفتاة الشهيرة تكفي مؤونة التعليق. قنابل الحرباوي الموقوتة ولئن كشفت في جانب خفيّ منها عن حقائق مثيرة لما أتاه البعض من لاعبينا من سلوكات مشينة خلال تربّص المنتخب الوطني في الإمارات العربية المتحدة (خمر ومجون وسهر حتى مطلع الفجر...) في أشهر العلب الليلية ونزل «إيران» بدبي مقر إقامة المنتخب، فإنّ المعني بالأمر لم يكن بمنأى عن هذه التجاوزات الحمراء، بل كان طرفا فاعلا فيها حسب تأكيدات مصادر مطلعة وشهود عيان ليأتي مؤخرا وينصّب نفسه «حكيم زمانه» على أمواج راديو «شمس.اف.ام». ما جاء في تصريحات هذا اللاعب يدعو سلطة الاشراف الى فتح تحقيق جدي في ملابسات وأطوار تحضيرات المنتخب لتبيّن الحقيقة من أكثر من مصدر ومحاسبة الضالعين في التسيّب والمورّطين في التجاوزات... لكن ما يعاب على جرأة الحرباوي ويجعل من تصريحاته «حربائية» أكثر منها «حرباوية» هو امتلاكه لنصف الشجاعة أن نسمّي ما أتاه شجاعة... التساؤل إذا كان الحرباوي حريصا حقا على كشف الحقيقة بدافع الغيرة عن المنتخب لماذا انفكت عقدة لسانة متأخرا؟... ألم يكن الأجدر به وهو الوطني الغيور أن يلفت انتباه المسؤولين هناك إزاء مثل تلك التجاوزات؟ لقد وضع المدرّب ثقته فيه على الميدان لكنه كان غائبا فاشلا وهو الذي لم يسهر ولم يدخن ولم يرقص مع الفتيات لقد فاتتك ليلة الدخول يا «حربولي» والفاهم يفهم!.. لقد تناقلت بعض المواقع صورة للاعب عصام جمعة في أحد الملاهي رفقة فتاتين وتمّ استنكار اللقطة... هذا الاستنكار لا يمكن أن يقضي مباشرة بإتهام عصام جمعة بخيانة الزيّ الوطني إلاّ إذا أثبتت التحقيقات أنّ تلك الصورة التقطت فعلا خلال تحضيرات المنتخب لأن اللاعب له مساحة من الحرية خارج أوقات التمارين والتربصات الرياضية يستطيع خلالهما ممارسة بعض هواياته التي ليس لها تأثير سيّء على مشواره الرياضي. نحن مقبلون على فترة تحضيرات جديدة وهؤلاء اللاعبين المطالبين دوما بأجورهم قبل أن يسيل عرقهم نستطيع الاستغناء عنهم ولا قيمة لأية مشاركة اقليمية أو دولية ولا للألقاب وبطولات بمهارات لا تعرف معنى الوطنية يجب علىالغربال أن يرقص يمينا وشمالا لتتطلع الجماهير على الحقيقة كاملة ويكون الدرس.