بمناسبة الذكرى السنوية لانتصار الثورة الإسلامية في ايران،اشرف امس «بيمان جبلي» سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتونس على الندوة العلمية التي انتظمت بأحد نزل العاصمة تحت عنوان «الثورة والدستور: التجربة الايرانية نموذجا»، وقد تميزت هذه الندوة بحضور عدد كبير من الشخصيات السياسية الوطنية المدعوّة على غرار(العجمي الوريمي وعبد الرؤوف العيادي ومحمد صالح الحدري وآمنة منصور القروي وخالد الكريشي وزهير المغزاوي...) . «التونسية» التقت السفير الإيراني «بيمان جبلي» على هامش هذه الندوة فكان معه هذا الحوار الخاطف: هل لك سعادة السفير أن تثبت لنا مدى صحة الخبر القائل بان الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد اتخذت منذ بضعة أيام قرارا يقضي بإلغاء التأشيرة عن دخول التونسيين لإيران؟ -نعم، إن الخبر صحيح فالقرار الذي تحدثت عنه يتمثل في إلغاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية لقرار فرض التأشيرة على البلد الخارجي(تونس) فأي تونسي اليوم له أن يزور ايران متى شاء ذلك ومن هناك له أن ينال التأشيرة. أيفهم من كلامكم انه قرار أحادي الجانب؟ -نعم ، حدّ اللحظة يظل هذا القرار قرارا احادي الجانب علما واننا نتبع كل الاجراءات القانونية لتطبيق هذا القرار. وما هي انتظاراتكم من الجانب التونسي؟ - نتمنى ان تعمل الجمهورية التونسية على رفع كل الحواجز وتساهم في جعل هذا القرار قرارا ثنائيا بما يضمن تعزيز اواصر التعاون بين البلدين وربط العلاقات المثمرة بين الشعبين الشقيقين. هل من برامج لتنشيط السياحة الاسلامية بين البلدين؟ في الحقيقة كلنا أمل في خلق مشاريع قادرة على تنشيط السياحة الاسلامية بين البلدين،ولكن ذلك يواجه بعض العراقيل وعلى رأسها غياب خط جوي مباشر يربط بين البلاد التونسية والجمهورية الاسلامية الايرانية. من جانبنا لم ندخر جهدا في محاولة اقناع شركات الطيران لاقامة رحلات منتظمة تربط بين البلدين. كما اتخذنا مبادرة برفع التأشيرة حتى ندخل مرحلة التعاون الفعلي وبغاية تدعيم السياحة الاسلامية وإن قلّ عدد السياح من هذا الجانب أو ذاك قليلا . وماذا عن البرامج الاقتصادية؟ بخصوص المشاريع الاقتصادية أبدينا استعدادا كبيرا لتبادل السلع بين كلا الجانبين، وكدليل على ذلك اننا في القمة الحادية عشرة التي انعقدت خلال شهر جويلية الماضي،قد اتفقنا على اصدار تخفيض في المعاليم القمرقية وفي الجباية المسلطة على السلع قصد ارساء تجارة شبه حرة بين الطرفين. كما اتفقنا أيضا على استخراج الفسفاط من المناجم التونسية،بالإضافة إلى تطوير المبادلات التجارية في مجال الأدوية وبالخصوص الأدوية المعالجة للأمراض السرطانية عافانا وعافاكم الله،زد على ذلك اننا سنفتح الباب امام السوق التونسية لاختبار السيارات الايرانية... وما هي الرسالة التي أردتم تبليغها من خلال مشاركتكم في هذه الندوة العلمية؟ أردت أن أقول إننا أحوج ما يكون لهذا التقارب الفكري وهذا التبادل للآراء والخبرات،فنحن كشعوب متقاربة في الثقافة والحضارة والتمدن بحاجة لبعضنا البعض ضمانا لمصالح شعوبنا وهويتنا. وهذه الندوة انتظمت بالأساس لتتناول موضوع الدستور الذي يعتبر الآلية الأساسية المحددة لعلاقة الشعوب بحكامهم، وقد اتخذنا من التجربة الايرانية نموذجا لاحرازها على دستور يستمد هويته من مطالب الشعب والثورة الايرانية فالإمام الخميني صاغ دستورا ممثلا لارادة الشعب الايراني ولذلك نعتبر التجربة الايرانية فريدة من نوعها قد تستأنس بها الثورة التونسية التي تعتبر تجربتها هي الاخرى تجربة فريدة من نوعها لصياغة دستورها مع العلم انه لا ينبغي فرض أية تجربة في أية مكان أو زمان آخر.