احتضنت دار السكن لسفارة الجمهورية الاسلامية الايرانيةبتونس مساء أمس الأول احتفالية مراسم الذكرى الثانية والعشرين لرحيل الإمام الخميني (رحمه اللّه)، حضرها جمع من المشايخ وممثلي الأحزاب التونسية الى جانب مجموعة كبيرة من الشباب المهتم بفكر الإمام الخميني. وأقيمت بالمناسبة ندوة فكرية تحت عنوان «فكر الإمام الخميني، تجربة الثورة الاسلامية الايرانية، الصلح بين الدين والديمقراطية». ساهم بمداخلات في هذه الندوة كل من الدكتور عادل بالكحلة والأستاذ محمد النوري من تونس والمفكر الايراني الدكتور محسن الأراكي. ثورة تونس في بداية الاحتفالية ألقى سعادة سفير الجمهورية الاسلامية الايرانيةبتونس كلمة رحب من خلالها بالحضور، وترحم على شهداء الثورة الايرانية وشهداء الثورة التونسية. وجاء في كلمة سعادة السفير بالخصوص: «نحتفل اليوم بذكرى رحيل الامام الخميني على أرض تونس العزّة والكرامة والحرية، هذه الأرض التي انطلقت منها بداية عصر جديد في العالمين العربي والاسلامي، يبشر بالعزّة والكرامة وتحرير الشعوب من سلاسل وأغلال الاستكبار والصهيونية والأنظمة العميلة لها...». وأضاف الدكتور بيمان جباي: «يجدر بالثورة التونسية التي رفعت رأس الأحرار في كل أرجاء العالم أن تعرف بثورة المستضعفين على المستكبرين والطواغيت». ووصف سعادة سفير الجمهورية الاسلامية الايرانيةبتونس هذه التظاهرة بأنها ثمرة من ثمار الثورة التونسية العظيمة ورمز للتلاحم بين ايران الثورة وتونس الثورة. الأخلاقي والسياسي وفي مداخلته التي كانت تحت عنوان «الأخلاقي والسياسي في فكر الخميني»، شدّد الدكتور عادل بلكحلة على السياسة في منظور الامام الخميني هي أخلاقية بالأساس، وتقوم على تهذيب النفس والرقابة على الذات والصدق في الممارسة. وأشار دكتور بلكحلة الى أن الأركان التي تقوم عليها السياسة بالنسبة للخميني هي الالتزام بالقانون العادل وبالتالي الالتزام بالدستور، وبناء المؤسسات المركزية مثل البرلمان ومجلس الخبراء وكذلك المؤسسات الفرعية مثل مجمع تشخيص مصلحةالثورة ومجمع حماية المستضعفين ووزارة الأمن. ويرى الدكتور عادل بلكحلة أن سياسة الامام الخميني وولاية الفقيه تقوم على مزيج بين المرجعية الاسلامية ومبادئ الديمقراطية وبرّر رأيه بالقول إن الحاكم في الجمهورية الاسلامية الايرانية ليس له مطلق الصلاحيات بل هو يخضع في حكمه الى الدستور. قراء واعية في المقابل جاءت مداخلة المفكر الايراني الدكتور محسن الأراكي مفندة لما ذهب إليه الدكتور بلكحلة. فالمفكر الايراني يرى أن فكر الامام الخميني لا يقوم على مزيج بين الاسلام والديمقراطية، بل هو فكر ناتج عن قراءة معمقة للنص القرآني، وهو كتاب اللّه الذي أتى على كل شيء. ويضيف العلامة الايراني: «الأعداء يحاولون التقليل من أهمية تراثنا، وثراء تجارب أمتنا، في المقابل يتبجحون بتراثهم، يوصوننا بالديمقراطية والحرية وحقوق الانسان وتجربتنا في هذا المجال أكثر ثراء منهم. ويشدّد المتحدث على أنه لا بدّ من العودة الى كتاب اللّه ودراسته دراسة معمقة. ففيه كل الحلول التي تحتاجها شعوبنا. لا بدّ من قراءة واعية للقرآن العظيم والسنة الشريفة فسنجد بعدها كل الحلول لما يشغلنا ويشغل أمتنا». وأكد الدكتور محسن الأراكي أن رؤية الامام الخميني في الحكم مستخلصة كليا من كتاب اللّه. أما الأستاذ محمد النوري فيرى أن أكبر إنجاز حققه الامام الخميني هو تأسيس الدولة الاسلامية وهو إنجاز أول من نوعه في التاريخ الحديث. الفكرة السائدة، يقول الأستاذ محمد النوري أن الاسلام لا يصلح لأن يسوس، لكن الثورة الاسلامية في ايران أقامت الدليل إن ذلك ممكن وإن الاسلام دين الدنيا والآخرة.