هو شاب في العقد الثالث من عمره أصر على ابلاغ صوته عبر «التونسية» لطرح مأساته الاجتماعية عله يجد المساعدة المادية والاجتماعية والنفسية. هشام الطالبي روى لنا قصته ومأساته التي بدأت عندما أجبرته الخصاصة والفقر على الانحراف والضياع وفي لحظة طيش اعتدى بالعنف الشديد على عامل في لجنة التنسيق التابعة ل «التجمع» المحلّ بمدينة القيروان وحكم عليه وقتها بالسجن لمدة 15 سنة سجنا حيث تم اتهامه بمحاولة قتل رغم أنه مظلوم وقتها ونفذ ضده حكم قاس على حد تعبيره. وقد قضى اكثر من عشر سنوات وخرج يوم 18 جانفي 2011 أي بعد الثورة ب 4 أيام اثر تمتعه بالعفو نظرا لسيرته الحسنة في السجن مع الجميع وانضباطه. هشام تحدث إلينا بمرارة وعيون دامعة عن نفسيته المتدهورة وعن معاناته في السجن طيلة هذه السنوات وقال ان الناس مازالوا يلقبونه ب «الوحش» خاصة عند خروجه من السجن وأنه رافض لهذه «الكنية» فهو يريد أن يكون «هشام» فقط بصفحة جديدة وبسلوك مخالف ناهيك وانه تزوج مباشرة بعد خروجه من السجن بشهرين وهو يشتغل عاملا يوميا وان السجن لقنه عدة دروس واصبح يطمح فقط الى اسعاد عائلته وابنه ويريد الاستقرار وراحة البال وهو تائب وأضحى يتحاشى حتى مرافقة الأصدقاء السابقين الذين لم يزوروه ولو مرة في السجن او ساعدوه أو وقفوا إلى جانبه. هشام وجه نداء استغاثة الى المسؤولين بأن يتم النظر في وضعيته الاجتماعية الخاصة وان يسعفوه بشغل يعيل به أسرته ويحميه من الفقر والخصاصة فهو لا يريد ان يعود الى العالم الذي كان يعيش فيه على حد تعبيره بعد ان أصبح رصينا الى أبعد الحدود وغير مستعد لتكرار تجربة السجن المرير. هشام الطالبي طالب السلط الجهوية وفي مقدمتهم والي القيروان بالنظر في وضعيته الخاصة من خلال تشغيله في الحضائر وهو مستعد لبدء صفحة جديدة في حياته من أجل عائلته لأنه يريد الهروب من سجن الماضي التعيس الذي دمر كل شيء' في حياته وقال ان مطلبه شرعي فهو يريد الكرامة والعيش الكريم ولقمة الحلال ولاشيء غير ذلك وينصح كل شاب بالابتعاد عن الانحراف وأصحاب السوء والالتزام والهداية. فمن يصغي اذن الى هشام ويساعده ويتفهم توبته ويرحم معاناته اليومية المريرة؟