يجلس مساء هذا اليوم رئيس الجامعة وديع الجريء بمعية المدير الفني يوسف الزواوي إلى المدربين المترشحين لخلافة سامي الطرابلسي على رأس النخبة الوطنية ويبدو أن الجامعة انتهت بعد مخاض عسير إلى شكل جديد من المناظرات اعتمدت خلالها المرحلية للوصول إلى الأدوار الختامية حتى تدرك في نهاية المطاف اسم الفائز في مسابقة يبقى فيها الرهان من نوع خاص ألا وهو تدريب المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم. ستة أسماء اصطفت في الأدوار التمهيدية سقط نصفها وبقي النصف الآخر إلى المحطة قبل الأخيرة إلى حين إدلاء الترجي بموقفه بشأن الكنزاري بتقديمه لمقترح اعتبرته الجامعة تعجيزيا وهو منح مدربه هذه الفرصة للالتحاق بالمنتخب خلال شهر ماي المقبل بشرط ازدواجية المهام موقف هيئة الترجي هذا جعل من الجريء يصرف النظر عن الكنزاري ليبقى معلول وبن يحي في الدور النهائي. و لئن كان الأول يسير بحظوظ وافرة نحو الصعود على منصة التتويج والظفر بمهمة طالما حلم بها بالنظر إلى قيمته الفنية وتجاربه السابقة مع المنتخب في خطة مدرب مساعد للفرنسي «روجي لومار» في فترة يعتبرها الملاحظون الأفضل في تاريخ كرة القدم التونسية عرفت خلالها تونس أول لقب قاري. تجارب معلول السابقة الفاشلة مع الفرق المحلية سواء مع اولمبيك الكاف أو النادي الإفريقي أو النادي البنزرتي لم تحد من طموحه وإصراره على مواصلة المشوار عله ينال فرصة تدريب الترجي في فترة رفع فيها شيبوب الفيتو في وجهه ليقصيه حتى من دخول حديقة حسان بالخوجة معلول اختار سياسة التمهل والانتظار إلى حين في المقابل لم يبتعد عن أنظار الرأي العام الرياضي وانصرف إلى مهنة التحليل التلفزي في قناة يحظى فيها بالتبجيل من قبل صاحب الأمر والنهي إلى أن مكنه حمدي المؤدب من فرصة طالما انتظرها وهي تدريب الأحمر والأصفر ومنحه كل الصلاحيات ليصبح «الفاتق الناطق» ويدخل التاريخ من الباب الكبير وهكذا أصبحت السيرة الذاتية لمعلول ثرية وهامة لما احتوته من تتويجات افريقية ومحلية جعلت من أسهمه ترتفع في عالم التدريب. المرشح الثاني لمنصب مدرب وطني هو خالد بن يحي سليل أسرة الترجي أيضا ومن أبناء الفريق ممن تبوؤوا مكانة كبيرة في قلوب الأحباء باعتبار وفائه وولائه اللامشروط للاحمر والأصفر وقد عرف بن يحي لدى القاصي والداني بدماثة الأخلاق وحسن السلوك رغم صعوبة التواصل أحيانا مع المحيط الخارجي كل هذا لا يجب أن يحجب إنجازات هذا المدرب مع فريق الترجي الرياضي التونسي وتجاربه مع مختلف النوادي التونسية ومعرفته بخبايا الكرة وما تعيشه من تقلبات وصراعات منها المخفي ومنها المعلن. مسيرة بن يحي في عالم التدريبً ليست بثراء تجارب معلول ولكنه يبقى الأقرب إلى قلوب الجماهير الرياضية ونفوسهم التي ساءتها في أكثر من مناسبة تصريحاته التي مست من مشاعرها وقللت من شأن نواديها. جلسة اليوم تبدو مصيرية لإماطة اللثام نهائيا عن اسم المدرب المرتقب للمنتخب التونسي بالرغم من أن البعض اعتبرها شكلية بالنظر إلى ما يدور في الكواليس وما يروج داخل أروقة الوزارة والجامعة نفسها من أن معلول هو مرشح الجريء وبن يحي هو الصديق المدلل لطارق ذياب وديع الجريء أفاد «التونسية» بأن الإسمين يسيران بنفس الحظوظ ولا وجود لترتيب تفاضلي بينهما وسيكون الفيصل في الاختيار ما سيعرضه معلول وبن يحي من مشاريع وبرامج تستجيب وتطلعات الراي العام وانتظارات المكتب الجامعي مع التأكيد بأن العقد المقدم للناخب الوطني سيكون عقد اهداف يلتزم بموجبه الطرف المقابل بتحقيق الترشح لنهائيات كأس العالم المقبلة وتحسين ترتيب تونس افريقيا من خلال التعهد ببلوغ أشواط متقدمة في النسخة القادمة من كأس أمم افريقيا والحصول على لقب «الشان» مع محافظة الجامعة على بعض البنود التي احتواها عقد سامي الطرابلسي فيما يتعلق بالمسائل المادية على غرار الراتب الشهري الذي لن يتجاوز 25 الف دينار. إن ملف الرجلين على طاولة الجريء المطالب بأن لا يكون وديعا وأن يتحلى بالجرأة المطلوبة في مثل هذه المواقف حتى يتمكن من اتخاذ القرار المناسب الذي من شأنه أن يحمل المنتخب إلى شاطئ الأمان.