بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«محمد البوصيري بوعبدلّي» (رئيس الحزب الجمهوري المغاربي) ل«التونسية»:قلت للغنوشي: «زوز أو 3 من الناس ما ينجمّوش يحكموا البلاد»
نشر في التونسية يوم 14 - 02 - 2013

التعليم مفتاح نجاح أي بلد ... ولا تعليم في غياب هيبة رجل التعليم
«مانيش متاع ««النهضة»» ولكن ما كلّ ما يعرف يقال»...
أملك إمبراطورية تعليم خاص وأدافع عن مجانية التعليم العمومي...
لي ثقة في كمال مرجان..و «سي الباجي» صديق قديم
وزير التربية رجل طيب...جاء في مناخ صعب
ما يحدث في مالي يهدد أمننا القومي
هو صاحب أكبر إمبراطورية تعليم خاصّ في تونس وربّما أشهرها، ولكنه مع ذلك من أشد المدافعين عن مجانية التعليم العمومي، يحسبه كثيرون من «بلدية» الحاضرة تونس، ولكنه ينتمي لأب أصيل قبلّي وأم أصيلة الكاف وولد في غار الدماء في عائلة متواضعة في السنوات الأخيرة للإستعمار الفرنسي لبلادنا.
لا يخفي بوعبدلي حمله للجنسية الفرنسية، ولكنه يخرج عن هدوئه المعتاد ليؤكد لمخاطبه أنه تونسي قبل كل شيء وأن ولاءه لتونس. متزوج من السيدة مادلين بيتو (فرنسية الجنسية تونسية القلب كما يصفها هو ) منذ سنة 1964، أب لولدين مهدي وكريم .
مثل سائر أبناء جيله، إنتمى البوصيري بوعبدلي إلى «الحزب الحرّ الدستوري» و تولّى مسؤوليّة الكاتب العامّ للخليّة الدستوريّة فرحات حشّاد بباريس (الدائرة الثامنة)
وفي سنة 1973 غادر الحزب الدستوري ليلتحق بمؤسسي حركة الديمقراطيين الإشتراكيين التي أسسها أحمد المستيري وترأسها حتى سنة 1989. غادر بوعبدلي الحركة بعد انسحاب المستيري، وتفرّغ للعمل في القطاع التربوي الذي بدأه منذ 1973 .
كان الرجل ينعم بحياة هنيئة يحسدها عليها الكثيرون ويبدو أن «الطرابلسية» كانوا في مقدمة الحاسدين، فبدأت رحلة متاعب بوعبدلي حتى خرج عن صمته في كتاب نشره بفرنسا بعنوان « يوم أدركت أنّ تونس لم تعد بلدا للحرّيّة»، ولم تنته المضايقات المسلطة على الرجل إلاّ بعد سقوط بن علي ...
دخل محمد البوصيري بوعبدلي غمار السياسة بتأسيسه «الحزب الليبرالي المغاربي» الذي أصبح لاحقا الحزب الجمهوري المغاربي ...
عن الحزب والشأن العام تحدث محمد البوصيري بوعبدلي في حوار حضر جانبا منه الشاعر محمد أحمد القابسي الناطق الرسمي بإسم الحزب «الجمهوري المغاربي»...
ما هي التداعيات الممكنة لاغتيال شكري بلعيد؟
ما حدث سابقة لا عهد لنا بها في تونس، «الدنيا تسيّبت» مع الأسف، «وربّي يستر البلاد»
ماذا تعني ب «ربي يستر البلاد»؟
علينا أن نواجه الحقيقة الآن بعيدا عن الديبلوماسية، تونس مهددة بحرب أهلية خاصة إذا لم يتم إلقاء القبض على قتلة الشهيد شكري بلعيد والتعرف على من يقف وراء العملية ، ما نخشاه هو أن تتهالك مؤسسات الدولة
هل بتّ تخشى اليوم على سلامتك الجسدية؟
«مانيش أعز من أي تونسي» ، سلامتي من سلامة التونسيين والحفاظ على أمنهم ، هذا هو الأهم، علينا الحفاظ على مؤسسات الدولة وعلى أمن المواطن.
كيف كانت علاقتك بالشهيد شكري بلعيد؟
كانت علاقتنا ودية خاصة حين كنا معا في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة.
ما موقفكم من إعلان حمادي الجبالي تكوين حكومة كفاءات؟
نحن نقدر شجاعة السيد حمادي الجبالي ونؤيده في خيار تكوين حكومة كفاءات ونعتبر أنها خطوة تمهد لحلحلة الأوضاع والمضي قدما في مسار الانتقال الديمقراطي.
ولكن «النهضة» رفضت مقترح أمينها العام؟
أقولها بصراحة، إن «النهضة» ستضيع فرصة من ذهب على البلاد وعلى نفسها بموقفها هذا، والخوف كل الخوف أن تتعمق الأزمة وتتطور نحو الأسوأ، ونحن فعلا متخوفون مما قد يحدث لأن البعض ينسى أننا لسنا وحدنا في المنطقة
هل تخشى التدخل الأجنبي؟
ذلك هو الخوف الحقيقي، فجيراننا لن يسمحوا بأن تصبح تونس دولة فاشلة لأن أمنهم من أمننا
حتى فرنسا تدخلت في الشأن التونسي؟
علينا أن نفرق بين الإهتمام بالشأن التونسي والتدخل فيه، فرنسا هي شريكنا الاقتصادي الأول، ولا يمكن أن نسقط كسياسيين في فخ الشعبوية والانفعال... علينا ان نكون واقعيين وصرحاء مع أنفسنا ومع الشعب التونسي
«ديقاج فرنسا» رفعها أنصار «النهضة» يوم السبت الماضي في شارع بورقيبة؟
أنصار «النهضة» أرادوا أن يقولوا «نحن هنا» والشعارات ضد فرنسا مجرد تعلة واهية، كان الهدف الحقيقي استعراض القوة، كان عليهم أن يتذكروا ان تونس حزينة وأنه عليهم أن يشاركوننا الحزن ، لم يكن الوقت مناسبا لإستعراض القوة والتلويح بالمليونيات في الشارع ...
هل كنتم معنيين بمشاورات التعديل الحكومي؟
طبعا نحن معنيون بالتعديل الحكومي وفق قراءتنا للوضع الحالي، ولكننا لم نتفاوض مع أي طرف في هذه المرحلة لأن المسألة بالنسبة إلينا لا تتعلق بالكراسي وتوزيعها على هذا الحزب أو ذاك والحكومة تعرف أننا لسنا من هذه الفئة كما أننا نعتقد أن إسناد وزارة لوزير مهما كانت كفاءته لمدة أشهر لن يغير شيئا، نحن مثلا لنا خطة في مجال التربية والتعليم بمختلف فئاته تمتد على خمس سنوات.
طرح إسمك بديلا لوزير التعليم العالي منصف بن سالم؟
بنبرة يشتم منها رائحة التهرب من الرد المباشر- في تقديري لا جدوى من تعيين مسؤول لا يترك أثرا بعد مغادرته المنصب.
الناس ينادون بالتداول على المناصب وانت تنظر لديمومة الوزراء؟
حين يتعلق الأمر بتنفيذ مشروع إصلاحي حقيقي فلا بد من الوقت الضروري ، ما الجدوى من وزير يغادر الوزارة بعد عام أو عامين وخاصة في مجال مثل التعليم».
كل الوزراء الذين مروا بالتربية او بالتعليم العالي قالوا إن لديهم مشاريع؟
ومن منهم إستمر؟ «ما قعد حد» سواء من كان له مشروع أو من لم يكن له غير الولاء لسيده الإستثناء الوحيد كان مع المرحوم محمد الشرفي، «كل وزير يجرب ويمشي على روحو «، أنا كشخص لا يعنيني ان اكون وزيرا للديكور او للوجاهة
هل تراه أمرا عاديا أن يكون خطاب «الحزب الجمهوري المغاربي» مركزا على التعليم دون غيره ؟ هل هذا بتأثير من تجربتك الخاصة في القطاع؟
لا أعتقد أن خطابنا مقتصر على التعليم، ولكن ما ينقصنا في تونس هو غياب الثقافة السياسية وعلينا أن نملك الجرأة لمصارحة أنفسنا، أنا موجود على رأس الحزب ولكني سأغادره نهائيا بعد مدة محددة بخمس سنوات «لازم الواحد يفهم قدرو»
هل سيرثك إبنك العضو في المكتب السياسي؟
لا أظن ذلك، التوريث ليس من خصالنا.
حتى الباجي قائد السبسي جاء بإبنه في المكتب السياسي ل«نداء تونس»؟
أنا سبقت سي الباجي في التعويل على إبني الذي ترشح في إنتخابات الحزب ونجح أي أني لست أنا من نصّبه.
هل تراه امرا عاديا ان يقتحم المرء مجال السياسة في السبعين من عمره كما حدث معك؟
في السبعين تنضج تجربة الفرد ويمكنه أن يفيد.
ما يراه الشاب واقفا لا يراه الشيخ قاعدا؟
أنا معك ولذلك حزبنا ليس ناديا للشيوخ، نحن نحاول تهيئة شبابنا للمستقبل، هذه عقيدتي «مع الأسف كل واحد يخمم على نفسو في الساحة السياسية».
لماذا بقيتم منعزلين عن حركة التحالفات الحزبية والإندماجات؟
نحن لن نظل منعزلين هذا أكيد ، ولكن علينا ألا نتسرع
تنتظرون إتضاح الصورة للمراهنة على الجواد الرابح؟
الجواد الرابح هو الذي يفكر في مصلحة تونس ويعمل من أجلها
لماذا لم تلتحق بالأحزاب الدستورية خاصة وأنك دستوري قديم؟
نعم كنت في الحزب الحر الدستوري ولا أخجل من ذلك ولكن قيم الحزب الذي إنخرطت فيه ليست هي ذاتها قيم الحزب الذي ورث حزب بورقيبة ، هذا هو الفرق الذي يغفل عنه كثيرون.
ما علاقتك ب «حزب المبادرة» لكمال مرجان؟
سي كمال «عندي فيه ثقة» رغم أنه عمل مع بن علي ونحن ضد الإقصاء الجماعي ، ولكن في الوقت الحاضر «نستناو حتى تنظيم الإنتخابات القادمة» التي تظل لغزا فلا احد يعرف على وجه الدقة تاريخ تنظيمها لا من الحكومة ولا من المعارضة.
والباجي قائد السبسي؟
صداقتنا قديمة، منذ أربعين عاما، وحين غادرت تونس لنشر كتابي ضد بن علي سلمته نسخة من الكتاب وقلت له إن سجنني بن علي فستكون محاميّ.
هل من الوارد التحالف مع «نداء تونس»؟
نحن نعطي الأولوية لتركيز هياكلنا الجهوية قبل التفكير في التحالف أو الإندماج مع أي طرف كان، حاليا نحن موجودون في الكاف وجندوبة وباجة وبنزرت ونابل وصفاقس ...
هل تعتقد أن أطروحات «الحزب الجمهوري المغاربي» قادرة على إقناع المواطن التونسي؟
نحن أقرب من كثير من الأحزاب إلى المواطن التونسي لأننا أبناء الشعب «ما جيناش من فوق أو هبطنا من الطيارة».
أنت تملك إمبراطورية تعليم خاص وتقول لي إنك إبن الشعب؟
وهل لأن الله بارك عملي أتنكر لأصلي؟ لقد نشأت في عائلة بسيطة ومتواضعة في غار الدماء «الله يرزق من يشاء دون حساب» المهم الإيمان بالعمل» لا خطفنا لا سرقنا لا عطاونا حاجة بلاش، أنا من عائلة ساعات تبات بلاش ولا نأكل اللحم سوى مرة في الأسبوع،» والدي كان يشتغل خياطا ولكنه تمسك بتعليمي رغم الظروف الصعبة، هناك أيضا البخت ويبدو أن لي نصيبا منه.
ما تعليقك على التأجيل المتتالي للتعديل الوزاري؟
انا اعرف سي حمادي الجبالي كما ان علاقتي طيبة براشد الغنوشي
يقول البعض إنك تهادن حركة «النهضة»؟
لا ليس صحيحا، مواقفنا ليست صدامية وربما طبعي يجعلني بعيدا عن التوتر، لا بد من الإعتراف بأن حمادي الجبالي لا يملك كل الصلاحيات ومن غير المعقول ألا يختار رئيس الحكومة الفريق الذي يعمل معه
من يحكم تونس حاليا؟
«النهضة»
من في «النهضة»؟
أنا إلتقيت راشد الغنموشي وقلت له «زوز من الناس أو ثلاثة ما ينجموش يحكموا البلاد» .
متى كان لقاؤكما؟
في 4سبتمبر 2012 وتحدثنا عن كل شيء ، عن إزدواجية الخطاب وحرية الإعلام وغلاء الأسعار وخارطة طريق مستقبلية لتأمين المرحلة الانتقالية
هل صحيح انك تحمل الجنسية الفرنسية فضلا عن التونسية؟
صحيح.
ألا ينقص ذلك من وطنيتك؟
وحاملو الجنسية الواحدة هل هم دائما مخلصون لأوطانهم؟ أنا عائلتي عائلة وطنية ورضعت حب بلادي منذ الصغر ولولا حبي لوطني لما أسست هذا الحزب، هدفنا أن نساهم في تكريس حياة سياسية تعددية « نحب نموت وضميري مرتاح، نقول ساهمت في تطوير بلادي وترسيخ الديمقراطية وإعطاء الفرصة للشباب لقيادة البلاد».
يراكم البعض ناديا للمترفين فحتى مقر حزبكم في مكان راق؟
«باش يحسدونا حتى على مقر الحزب»؟ مقر الحزب أردناه في مكان قريب من الناس- قبالة ساحة جان دارك غير بعيد عن الإذاعة التونسية في إتجاه حديقة البلفدير- وتتوفر فيه شروط العمل، في رأيك أين ينبغي أن يكون مقر الحزب؟ ولعلمك فمقر الحزب من مالي الخاص ولم نطلب فلسا من أي كان لأننا لا ندين سوى لشعبنا.
هل ترى «الحزب الجمهوري المغاربي» شريكا في الحكم؟
علاش لا؟ القرار يبقى للناخب التونسي فهو الذي سيختار من سيحكمه وسيحدد المعارضة أيضا وإذا إختارنا الشعب فنحن لنا من الكفاءات المؤهلة للمساهمة في تنمية تونس من كل المواقع.
هل مازلت متمسكا برأيك في أن النظام الأصلح لتونس هو البرلماني المختلط؟
نعم، لا بد من التوازن بين رئيس الدولة الذي لديه صلاحية حل البرلمان ، ومجلس النواب بإعتباره منتخبا هو أيضا من الشعب.
هل وجه لكم الرئيس المرزوقي دعوة للحوار كسائر الأحزاب؟
لا ، لم نتلق أية دعوة من الرئاسة لا للحوار ولا لغيره منذ فترة.
كيف هي علاقتك بالمرزوقي؟
يفكر قليلا ... علاقة عادية ما يقلقنيش، اعرفه منذ كان حقوقيا ولكن لا علاقة مباشرة بيننا.
كيف تطالب بمجانية التعليم وأنت تملك إمبراطورية تعليم خاص؟
أنا إبن الشعب، تعلمت في المدارس العمومية ولذلك أدافع عن مجانية التعليم العمومي الشيء ذاته في الصحة، لابد للدولة أن تحافظ على القطاعات الإستراتيجية.
بعض وزراء التربية يدرّسون أبناءهم في المدارس الخاصة؟ لماذا يهرب المواطن من القطاع العام؟
بن علي حين كان رئيسا كان يدرس بناته عندي، المشكل هو غياب برنامج بالمعايير الدولية ، كما يجب تغيير عقلية المعلم للقطع مع الرأي الواحد والتدريب على الحوار مع التلميذ، كما يتعين مراجعة موضوع التجهيزات في المدارس الإبتدائية ، لقد أخذنا زمن بن علي على عاتقنا مدرستين في جهة طبربة وعين غلال، من بينهما مدرسة لا يوجد فيها لا ماء ولا كهرباء ولا طاولات في وقت كان فيه الخطاب الرسمي يتحدث عن تعميم الأنترنت ... يتحدثون عن الأنترنت ودورة مياه التلاميذ بلا ماء فكيف تريدون من التعليم أن يكون في المستوى؟
من يتحمل المسؤولية؟
الدولة بطبيعة الحال، لا يمكن للدولة أن تتخلى عن واجباتها نحو مواطنيها، هل يعقل أن يتناول التلميذ خبزا وهريسة وتطلب منه التركيز؟ التعليم هم مفتاح نجاح أي بلد، وتعليم مترد نتيجته الحتمية بلد في حالة تردّ وإنحطاط
السنة الماضية حدث تسرب في إمتحانات الباكالوريا؟
هذه حادثة لا ينبغي أن تحدث حتى من باب الفرضيات.
حتى وزير التربية بكى تأثرا في المجلس التأسيسي؟
وما نفع بكائه؟ وزير التربية رجل طيب ومثقف ولكنه جاء في مناخ صعب، هل تعرف أن وزارة التربية فيها تسع نقابات، وزير التربية لابد أن يكون رجلا قويا وقادرا على المواجهة أنظر الكتب المدرسية وقارنها بالكتب المدرسية في أوروبا «الكتب التونسية تقطع الشهية».
صدقني نحن نتلقى طلبات توظيف من خريجي جامعات ولو تطلع على تلك المراسلات ستفجع من مستوى الكتابة، إنها ظاهرة خطيرة فضلا عن مصيبة الدروس الخصوصية فحتى التلميذ الجيد أصبح مضطرا لأخذ هذه الدروس.
الناس يأكلون الخبز في ظل جرايات ضعيفة؟
هذا مصير تونس، حتى لو رضيت وزارة التربية بالخراب فمن واجبنا ان ننبه إلى الخطر، هل فهمت لماذا تتسرب إمتحانات الباكالوريا وغير الباكالوريا؟ في غياب الحزم والعدل تسود الفوضى ويصبح كل شيء ممكنا ومبررا ، في البلدان المتقدمة وأعطيك مثالا في الدول الإسكندنافية لا يمكن للمرء أن يصبح معلما إلا حين يكون متميزا في الباكالوريا.
المعلّم عندنا يتدافع هو وتلاميذه لامتطاء الحافلة التي تأتي متأخرة؟
في الدول الإسكندنافية يدوم تكوين المعلم خمس سنوات، و لايتجاوز عدد التلاميذ 15 في الفصل وجراية المعلم مجزية، ولذلك يقدم المعلم عندهم الساعات الإضافية مجانا، لذلك ترى أن تعليمهم في المقدمة دوليا ، اما عندنا فلا بد من إعادة الإعتبار للمعلمين «تعطيه هيبته المعلم، ماعادش تعليم دون هيبة رجل التعليم».
يبدو أنكم الحزب الوحيد في المنطقة الذي يرفع شعار المغرب العربي؟
أنا من جيل أدرك أن مصيرنا واحد، أنظر الى دول الإتحاد الأوروبي ماذا فعلت رغم كل ما يفرقها ورغم جراح الماضي وآلامه، ما الذي يحول دون وحدتنا كما هو معمول به في أوروبا؟
هذه مشكلة مزمنة فهل ستغيرها أنت وحزبك؟
لابد أن تكون هناك بداية، نحن نؤمن بأن الخيار المغاربي قادر على تحسين ظروف عيش المواطن في تونس وفي سائر بلدان المغرب العربي، المسألة ليست ترفا سياسيا أو مضيعة للوقت، نحن قوة بشرية وإقتصادية لو إجتمعنا، فمابالك لو توحّدنا.
المرزوقي فشل في تنظيم القمة المغاربية في أكتوبر الماضي؟
لا بد ان تكون هناك مصداقية لتقنع الآخرين، المرزوقي رئيس مؤقت ، كما حدثت خطوات إرتجالية مثل السماح بدخول الموطنين المغاربيين دون جواز سفر دون أي تنسيق مسبق مع الجزائر التي رفضت المقترح وقد تحدثت مع مسؤول جزائري في الغرض.
هل لديكم علاقات بالأحزاب المغاربية؟
لدينا بداية إتصالات بأحزاب مغربية.
ما موقفكم من الحرب في مالي؟
كنّا أول حزب أعلن موقفه. فقد أصدرنا بيانا دعونا فيه إلى إجتماع قادة دول المغرب العربي للتباحث حول نقطة واحدة هي امن المنطقة لأن ما يحدث في مالي يهدد أمننا القومي، ها انتم تسمعون بالمقاتلين التوانسة في هذه الجبهة وتلك وحرق الزوايا وتهريب السلاح والحديث عن الخلايا النائمة ... على التونسيين ان يدركوا أن أمنهم مهدد وعليهم القيام بواجبات المواطنة لحماية أنفسهم وبلدهم، تونس في خطر.
هناك من يتهم «النهضة» بالتواطؤ مع الحركات المتشددة؟
صحيح
شنوة الصحيح؟ الإتهام أو فحواه؟
يتنهد ... «النهضة» مرنة مع هذه التيارات، برشة ناس يتهمونني بأني «متاع النهضة»، ما يغيب عنهم أني لا أريد أن أشعل النار وأسكب الزيت على النار، هناك ما يقال علنا وهناك ما يقال بشكل مباشر لمن هم في السلطة للمساعدة على تجاوز العقبات.
ما موقفكم من ركود العلاقات التونسية الليبية؟
موقفنا مبدئي وواضح، لا بد من فتح معبر راس جدير بشكل مستمر ولكن نحن نعي أن الوضع في ليبيا غير مستقر أكثر منّا ولكن علينا أن نبحث عن حلول أخرى لتنمية المناطق الحدودية بالتعاون مع ليبيا والجزائر. هل تعلم انه تم إغلاق خمسة مصانع جزائرية في جندوبة؟ علينا أن نختصر المرحلة الإنتقالية وتوطيد علاقات الثقة بين مسؤولي بلدان المغرب العربي بعيدا عن الشعارات والخطب الرنانة، أهم شيء المصداقية والثقة المتبادلة
لا بد للمسؤول السياسي ان يستشرف المستقبل، ولا يمكن الحديث عن مصيرنا منفردين، قدرنا أن نكون ضمن قطب مغاربي قوي في زمن التكتلات الكبرى، لن يكون لنا أي وزن منفصلين مشتتين ، ولا بد من العمل على إعادة ثقة الحكومات الأجنبية في السلطة القائمة حتى نتمكن من تجاوز الصعوبات الحالية، « ماعادش عندهم ثقة فينا»
هل يعني ذلك أن هذه الحكومات فقدت ثقتها في الحكومة الحالية؟
نعم، وما أقوله ليس إستنتاجا فرديا بل يستند إلى معلومات مؤكدة من مصادرها ، ما يحدث في تونس من تجاوز للقانون بعث برسائل سلبية للعالم.
لماذا غادرت حزب بورقيبة؟
انا درست في فرنسا «عشت في بلاد ديمقراطية» ، كنت ناشطا في الخلية الدستورية كما نشطت في ودادية التونسيين بالخارج وإلتقيت بورقيبة مرتين او ثلاثة بإعتباري أمين مال الودادية، مع الأسف رأيت أشياء لا تنسجم مع قناعاتي فغادرت الحزب بعد مؤتمر المنستير 1974 ، ثم كنت من مؤسسي حركة الديمقراطيين الإشتراكيين التي غادرتها بعد إنسحاب أحمد المستيري، كانت مواقفي تنادي بالمشاركة الإيجابية في الإنتخابات وكان هناك شق في الحركة لا تسمع منهم سوى كلمة «لا»، كما أني لم أقبل كيف يهتف البعض بالدم بالروح نفديك يا مستيري «كنت نعرف موش صحيح «، بعد إنسحابي من الحركة، إلتحق بنا مصطفى بن جعفر وعمر بن محمود-شغل لاحقا خطة والي تونس في عهد بن علي وكاتب دولة لصندوق 26-26
كيف هي علاقتك بمصطفى بن جعفر؟
نتبادل التحية حين نلتقي
لو يعرض عليك منصب وزاري في التعديل المرتقب؟
ما نقبلوش
لو يوجه العرض إلى الحزب؟
المكتب السياسي هو الذي يقرر آنذاك ، موقفي الشخصي هو الرفض، إنت شنوة رأيك؟ أنا شخصيا ما نقبلش؟
هل ستنتظم الإنتخابات؟
عندي أمل في ذلك.
هل تدار السياسة بالأمل؟
وما معنى السياسة دون الإيمان بغد أفضل؟ ذلك هو الأمل
إخترتم الشاعر محمد أحمد القابسي ناطقا رسميا بإسم الحزب فهل يصلح الشعراء لممارسة السياسة؟
يصلحون لممارسة السياسة خاصة إذا تعلق الأمر بشاعر له مواقف سياسية مثل محمد أحمد القابسي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.