اختار السيد محمد البوصيري بوعبدلي ذكرى احداث 9 أفريل وعيد الشهداء لتقديم برنامج حزبه، الحزب اللبيرالي المغاربي الذي تحصل مؤخرا على التأشيرة القانونية. ويعرف البوعبدلي رجل الأعمال المعروف ومؤسس مدرسة البوعبدلي الشهيرة ومؤلف الكتاب المحظور في عهد النظام البائد "يوم ادركت أن تونس لم تعد بلد حرية"، حزبه بأنه "وسطي لبرالي اجتماعي، ضد البرالية "المتوحشة" وهو امتداد سياسي لروح ثورة جانفي 2011". وواضح أن مؤسس الحزب واعضاء هيأته التاسيسية اعدوا جيدا للندوة الصحفية التي عقدت يوم أمس بمقر الحزب بشارع لوي براي بالعاصمة ولكن ايضا كل ما يلزم من الخطوات السياسية والدعائية المقبلة للانتشار والتوسع واستقطاب المنخرطين وكسب الناخبين. وتجلى ذلك من خلال رمزية اختيار يوم تقديم برنامج الحزب، اعدادا جيدا للخطوط العريضة لبرنامج الحزب، ضمنت في مطوية دعائية بالألوان تضمنت تعريفا للحزب وأهدافه باللغتين الفرنسية والعربية مع تأثيثها بصور مؤسس الحزب وأعضاء المكتب السياسي..فضلا عن استغلال شبكة المواقع الاجتماعية الالكترونية والإختيار مبكرا على شعار الحزب "لنتحد لبناء تونس الغد". الملفت للانتباه أن مؤسسي الحزب تفطنوا إلى اهمية البعد الاتصالي والإعلامي للدعاية للحزب، و"حسبوها" جيدا من خلال الاستعداد للذهاب بعيدا في طموحهم السياسي واستغلال الوسائط الاتصالية المتنوعة بغرض الانتشار والتعريف ببرنامج الحزب سياسيا واقتصاديا. وهو ما أكده بوعبدلي اجابة على اسئلة "الصباح" بخصوص ما تضمنته الوثيقة الدعائية للحزب من أنه "يعتزم أن يبرهن على قدرته تولي مقاليد الحكم اعتمادا على تقييم سليم وهادئ لوضعية البلاد في ماضيها وحاضرها ومستقبلها"، وما اذا كان هذا الهدف يحمل ثقة زائدة في النجاح والانتشار.؟، فكانت اجابته واضحة: "نعم سنعمل على الانتشار بشكل واسع جهويا ومحليا". وأضاف داحضا عنه فكرة التوجه البرجوازي للحزب وسعيه لاستقطاب النخبة من رجال المال الأعمال والنخبة اللبرالية والدفاع عن مصالحها قائلا :" نحن اولاد الشعب، نريد ان نعمل من أجل تونس وابنائها لا نستثني احدا ونعطي اهمية بالغة لتنمية الجهات المحرومة والرهان على التعليم والتكوين والبحث والتشغيل ودعم البنية التحتية في جميع الجهات". وكشف أن حزبه أعد برنامجا مفصلا دقيقا وشاملا عن أهداف الحزب وبرامجه سيكون جاهزا قبل نهاية ماي المقبل". وأشار إلى أن المهم ليس في ما يضعه من برامج اصلاحية اقتصادية، او سياسية او تنموية واجتماعية بل في نظافة يد من سيصل إلى السلطة، ودرجة مصداقيته أمام الناس. ويبدو أن البوصيري بوعبدلي وهو عضو بالهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة، يعمل على استغلال "نضاله" ضد النظام السابق، لاستثماره سياسيا وهو أمر يلتقي فيه مع عدد كبير من النشطاء السياسيين الحاليين وزعماء الأحزاب والمنظمات الحقوقية الوطنية..لكنه قد يختلف معهم في طريقة استغلال الرصيد النضالي وكسب ثقة الناس والناخبين ومنخرطي الحزب والمتعاطفين معه. علما ان شبكة علاقات الرجل مع رجال المال والأعمال والنخبة المثقفة ورجال السياسة في الداخل والخارج وطيدة للغاية، كما ان فترة "كفاحه" ضد دكتاتورية بن علي الذي حاول جاهدا بكل السبل الاستيلاء على مؤسساته التربوية والجامعية، لا يمكن الطعن فيها. وردا على تساؤلات "الصباح" تبين أن مؤسس الحزب ينتصر لفكرة احياء حلم الوحدة المغاربية والاندماج الاقتصادي المغاربي، كما يؤمن بمجانية التعليم والحفاظ على المكاسب المحققة في جميع المجالات مع دعمها وتطويرها. وبخصوص نظرته لفكرة التخصيص، يرى البوعبدلي أنه مع التخصيص لكن مع مراقبة شاملة من قبل الدولة. ويساند بوعبدلي فكرة تأسيس ميثاق جمهوري او وثيقة إلتزام ديمقراطي توقع عليه جميع الأطراف السياسية تكرس الحفاظ على الحقوق والحريات الأساسية والفردية الكونية، والدولة المدنية، وفصل الدين عن العمل السياسي.. ولا يرى بوعبدلي سببا في اقصاء من انخرط سابقا في التجمع من نظيفي اليد ولم يتورطوا في قضايا فساد مالي او سياسي من العمل السياسي، ولا يرى مانعا في استقطاب "الشرفاء" منهم. وقال "انا ضد من يقول أن كل من خدم التجمع هو فاسد، بالعكس هناك من أجبر على الانخراط وهو لا يعني انه موافق على سياسة بن علي وفساده وفساد أفراد عائلته واصهاره والمقربين منهم.."