هو مهندس يدعى «يوسف بن تومي» ،فقد زوجته إثر حادث مرور أليم(طالع التونسية عدد409 مقال بعنوان من قتل نبيلة ولماذا ؟)، محدثنا لديه طفلان محمد عزيز مولود في جانفي 2004 وياسمين في جويلية 2008 ، خيوط مأساته إنطلقت منذ حوالي سنتين إثر خلافات عائلية تطورت شرارتها وأصبح من الصعب احتواؤها وبدأت القضية تلو الأخرى وإجراءات الطلاق والتراشق بالتهم بين محدثنا وزوجته وحتى عائلتها (حسب قوله)... ثم إختار القدر أن تنتهي الصراعات العائلية التي كانت تتأجج لأتفه الأسباب ب «سيناريو» لم يتوقعه أحد وربما قد يكون الأشد قساوة وقتامة. فجأة إنهارت الأسرة بأكملها وتفرق شملها وبعد الحادث إختارت الجدة من الأم رعاية الطفلين علّها تضّمد جراحها وتلملم نار الألم والحزن على فراق فلذة كبدها ولكن في المقابل بقي الأب يتلظى بنار الفرقة والبعاد وبدأت خيوط مأساة عائلية زادتها الأحقاد والخلافات العائلية تأججا.. فلا القلوب لانت ولا الجراح ضمدت ..ولكن الى متى؟ يقول محدّثنا: « المرحومة نبيلة من مواليد 1973 ومتحصلة على الإجازة في التاريخ والجغرافيا ،عملت كأستاذة مساعدة وكذلك في تعليم الكبار ،تعرفت عليها عن طريق شقيقتي وتزّوجنا في 2002 وبحكم عملي كمهندس كانت ظروفنا المادية ميسورة والحمد لله حيث لدي شقة في بومهل وكنت بصدد إتمام تشييد فيلا في منطقة «برج السدرية» ،وكنت تقريبا لا أتوانى في تلبية رغبات العائلة والترفيه عنها متى دعت الحاجة إلى ذلك،وكان إبني يدرس بالقرب من المنزل ويتمرن في رياضة «التنس» ،لكن في السنوات الأخيرة حصلت داخل العائلة كما يحدث في بقية العائلات بعض المناوشات ولكنها سرعان ما تطورت إلى خلافات حادة ،وفوجئت بمغادرة زوجتي محل الزوجية ونقل طفلنا إلى مدرسة أخرى ثم عرفت لاحقا انها قررت الإستقرار عند عائلتها بجهة «الكبارية» ومن هناك بدأت إجراءات الطلاق و كانت القضايا تلو الأخرى لا يتسع المجال لسرد تفاصيلها ّ». وأضاف: «كانت زوجتي تشتكي من آلام في رأسها ولذلك «تثور» لأتفه الأسباب ثم غادرت البيت في أوت2011 وكان لديها حق حضانة الطفلين وكان لدي حق الإصطحاب أي مرافقتهما نهاية الأسبوع، ونظرا للخلافات الحادة التي كانت تطرأ بيننا فقد كانت زيارة الطفلين شبه مستحيلة وتعقدت الأمور من شهر إلى آخر. في الأثناء قمت بتغيير طبيعة القضية من طلاق للضرر إلى طلاق إنشاء ،ولكن المرحومة فارقت الحياة ولم تتم اجراءات الطلاق». ويضيف محدثنا: «لم أعلم بخبر وفاة زوجتي ولم أكن أعرف حتى قبرها ،حيث سمعت صدفة أن شقيقتها مختفية والحقيقة ان زوجتي هي التي كانت مختفية ثم علمت ان زوجتي تعرضت إلى حادث مرور في منطقة «برج السدرية» على بعد امتار من الفيلا المغلقة التي نملكها ،واضاف : «ان المرحومة لم تكن تحمل أي هوية لذلك أحيلت الجثّة إلى مستشفى نابل وبقيت هناك شهرا كاملا إلى أن تعرفت عليها العائلة إثر بلاغ بث على القناة الوطنية» وقال : «لا أقبل التشكيك في سيرة المرحومة فهي شرعا زوجتي، واضاف : «لازلت حائرا في لغز إختفاءها وكذلك وفاتها المسترابة وما يؤلمني أكثر انها لو طلبت مني المساعدة أو المشورة لكنت مددت لها يد المساعدة لكن تلك مشيئة الله». ويقول محدثنا ان شكوكه كانت كثيرة لكن تقرير الطبيب الشرعي بدّدها خاصة بعد أن أكد ان الوفاة ناتجة عن حادث مرور. وأضاف : «ما يهمني الآن طفلاي فقد فقدا والدتهما ،ولا أريد ان يفقدا والدهما وهو حي يرزق». وأضاف : «لم اتمكن من رؤية إبنتي منذ سنة تقريبا وإنقطعت علاقتي بإبني ورغم انه لدي حكما قضائيا في رعاية الطفلين بعد وفاة والدتهما فإني لم أتمكن من تطبيق القانون،وما أطلبه اليوم هو أن ننسى الأحقاد ويعود أولادي إلى حضني خاصة أن غرفتهما في إنتظارهما، وأرغب فعلا في تعويضهما ما حرما منه،»وقال أؤكدّ كما أكدت للقاضية سابقا أني لن أحرم جدتهما من رؤيتهما طبعا متى شاءت ذلك وحتى لو رغبت في قضاء ليلة معهما سواء في بيتي أو في بيتها فلن أبخل عليها بذلك» وأضاف : «لا أريد ان يحرم الطفلان من والدهما وسأعمل جاهدا لاستعادتهما ورغم ان القانون يمكنني من هذا الحق فإني أريد حلا يرضي جميع الأطراف». وقال انه مستعد لإعادة النظر في جميع القضايا التي هي الآن محل نزاع بينه وبين جدتهماالتي تظل بمثابة الصدر الحنون لطفليه. واضاف: « لا أريد تفريق الطفلين عن بعضهما اي ان احتضن الولد وتبقى الطفلة عند الجدة» وقال :»أرغب فعلا في ان ينشأ الطفلان معا وان يعودا إلى محيطهما الطبيعي اي أن يدرسا ويترعرعا في جو عائلي طبيعي . وشدّد على انه لن يحرمهما ابدا من عائلة والدتهم، خاصة حضن جدتهما متسائلا: هل هذا بكثير؟