نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية التي تصدر من لندن فحوى وثائق تم الحصول عليها مما كان يعرف ب»وحدة المعلومات السرية» التي كانت تتبع بشكل مباشر مكتب العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، و تشير الوثائق بحسب المصدر ذاته الى أن المخابرات الليبية في النظام السابق عملت ولعدة سنوات على قدم وساق لتنفيذ عمليات تخريبية في السعودية، كما حاولت عن طريق الكثير من العملاء و»الإرهابيين» والمرتزقة، وضخ ملايين الدولارات، تنفيذ مخططات ضد المملكة. وورد في المستندات اقتراح بالاستعانة بالقراصنة الصوماليين، واستخدام شركة صيد بحري ليبية، وكذلك مقترح بإنشاء شركة بحرية أخرى على شواطئ الصومال للغرض نفسه. و قالت»الشرق الأوسط» انها اطلعت على مئات المستندات المحفوظة لدى قيادات كتائب عسكرية في طرابلس، وتمكنت من الحصول على صور للعشرات منها، وإجراء تحريات عن المعلومات الواردة فيها من مصادر فرت خارج ليبيا كانت في السابق مقربة من العقيد الراحل الذي ظل في الحكم مدة 42 سنة. و في السنوات الماضية شهدت العلاقات الليبية – السعودية توترا كان جليا خلال القمة العربية التي استضافتها مصر في 2003 حين شتم القذافي ولي العهد السعودي آنذاك الملك عبد الله (العاهل السعودي حاليا) كما بادر عام 2009 في القمة العربية التي استضافتها الدوحة بالتهجم على المملكة العربية السعودية قبل أن يدعو للمصالحة. ويبدو من صور المستندات أن العمليات الكثيرة التي حاولت مخابرات القذافي القيام بها على مدى عدة سنوات، باءت بالفشل. و أضافت «الشرق الاوسط» أنها ستنشر على حلقات، فحوى الوثائق مشيرة الى أن مخابرات القذافي حاولت استخدام جمعيات وصحف وفضائيات وإنترنات، لإستهداف السعودية. وتوجد مجموعات من صور الرسائل، بعضها يكشف العمل المنظم من جانب القذافي ضد السعودية، وبعضها يتحدث عن اختراق المخابرات الأمريكية لأكثر من عشرين ألف مكالمة لكبار رجال النظام الليبي السابق بما في ذلك مكالمات القذافي نفسه، وابنه سيف الإسلام، ورئيس مخابراته عبد الله السنوسي، وغيرهم. وتوجد رسائل أخرى تتعلق بعمليات ضخمة للاتجار في الكوكايين بين عناصر من تنظيم القاعدة ومسؤولين محليين آخرين في مالي وعدة دول افريقية، وبالتعاون مع أطراف من كولومبيا وغيرها.