فندت أمس الجماهيرية الليبية ادعاءات نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» بشأن خطة مزعومة وضعتها المخابرات الليبية لاغتيال ولي العهد السعودي الأمير عبد اللّه بن عبد العزيز السنة الماضية. وتم الترويج لهذه المزاعم في وقت تسعى فيه الدول العربية إلى تجاوز الخلافات فيما بينها. وأكد أمس وزير الخارجية الليبي عبد الرحمان شلقم ان من يقفون وراء هذه الاخبار هم اعداء للجماهيرية الليبية. سموم وأضاف شلقم: «لا شك انهم يريدون تسميم علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية». وتابع الوزير الليبي في سياق نفيه الادعاءات التي وردت في صحيفة ال»نيويورك تايمز»: «أؤكد بشدة ان هذه الأنباء عارية من الصحة كما ان ليبيا ملتزمة بمحاربة الارهاب». من جهته وصف سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي ما ورد في تقرير الصحيفة الأمريكية بالهراء. وجاء الرد الليبي على لسان كل من وزير الخارجية عبد الرحمان شلقم وسيف الاسلام القذافي الذي يرأس «مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية» بعد ساعات من نشر صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرا حول ما وصف ب»مؤامرة» كانت تعد لها المخابرات الليبية وكانت تستهدف اغتيال ولي العهد السعودي الأمير عبد اللّه بن عبد العزيز بموافقة صريحة مزعومة من قائد الثورة الليبية معمر القذافي. لكن الحديث عن المؤامرة المزعومة لم يكن مدعوما بشرح مقبول لدوافع المحاولة المزعومة لاغتيال الأمير عبد اللّه بن عبد العزيز حيث ان الخلاف الذي وقع بين القذافي وولي العهد السعودي في قمة شرم الشيخ التي سبقت غزو العراق لم يكن ليبرّر تنفيذ «مؤامرة» من هذا النوع. ثم ان السعودية وليبيا اقتربتا على ما يبدو من تجاوز هذا الخلاف وفق ما صرح به مسؤولون سعوديون وليبيون في وقت سابق. وتحدثت «نيويورك تايمز» عن رجلين محتجزين في الولاياتالمتحدة والسعودية على ذمة التحقيق في هذه المزاعم. وقالت اليومية الأمريكية ان عبد الرحمان العمودي وهو أمريكي مسلم اعتقل في أكتوبر الماضي بدعوى خرق الحظر الأمريكي على ليبيا، زعم انه التقى الزعيم الليبي معمر القذافي في صيف 2003 لبحث تفاصيل المؤامرة المزعومة. وادعى المعتقل ذاته ان القائد الليبي صرح له أنه يريد ان يموت ولي العهد السعودي اما عن طريق الاغتيال أو بواسطة انقلاب. وحسب المصدر ذاته فإن السعودية تحتجز رجلا يدعى محمد اسماعيل وقد قدم نفسه على انه عقيد في المخابرات الليبية وانه ربما اعترف بأنه الرأس المخطط لعملية الاغتيال المزعومة. وأضافت «نيويورك تايمز» استنادا إلى مصادرها الأمريكية اساسا ان الرجل اعتقل في نوفمبر الماضي بمصر بعد ان «حاول» دفع أموال إلى أربعة رجال كي يغتالوا الأمير عبد اللّه. ووفق الادعاءات ذاتها فإن العقيد معمر القذافي «أقر» خطة الاغتيال المزعومة.