أكد امس «الطاهر العريبي» الرئيس المدير العام الجديد ل ال«ستاغ» خلال اللقاء الدوري لرؤساء الأقاليم، ان الشركة تعاني من وضع مالي حرج مرده «عدم احترام آجال خلاص الفواتير من طرف بعض الحرفاء أو عدم احترام تعهدات الخلاص عند التقسيط وحتى رفض دفع معلوم الاستهلاك جملة وتفصيلا، بالإضافة إلى تعرض بعض أعوان الشركة للعنف اللفظي والمادي من قبل بعض الحرفاء». على حد تعبيره ، منوها إلى ضرورة استخلاص الشركة للديون والمستحقات المتخلدة بذمة حرفائها والتي قدّرها بحوالي407 ملايين دينار لسنة 2012 بغية الخروج من الضائقة المالية التي تمر بها الشركة. كما تعرّض «العريبي» الى استعدادات الشركة وتحضيراتها لمجابهة الطلب على الطاقة الكهربائية خلال الصائفة القادمة وتلافيا للعجز الذي تكبدته الشركة في الصيف الماضي. و بين «العريبي» خلال هذه الندوة التي تميزت بمشاركة عدد كبير من القائمين على الأقاليم والإدارات الجهوية والمركزية للشركة، أن ال«ستاغ» اتخذت خلال السنة الماضية (2012) جملة من الاجراءات المحفزة للحرفاء على تسديد الديون المتخلدة بذمتهم ومنها: إلغاء معاليم التنقل والتذكير بالدفع بصفة استثنائية ، توزيع مليون فانوس مقتصد للطاقة مجانا لترشيد استهلاك الطاقة ولحث الحرفاء على خلاص الفواتير في الآجال، إحداث خدمة الإعلام بإصدار فاتورة والتذكير للخلاص عبر الإرساليات القصيرة (sms)، تركيز 20 وكالة تقنية تجارية جديدة لتقريب الخدمات للمواطنين خاصة بالمناطق الداخلية، القيام بحملات تحسيسية مباشرة عبر وسائل الإعلام وداخل المؤسسة... وأوضح «العريبي» أنه وبالرغم من كل الاجراءات التحفيزية التي تحمّلتها الشركة، فإن مستحقات الشركة زادت في سنة 2012 بحوالي 103 ملايين دينار (من 303 مليارات سنة 2011 الى 407 مليارات سنة 2012) مقابل الزيادة في معلوم الاستهلاك (+285 مليارا) اي بنسبة ارتفاع في عدم سداد المعاليم تقدر ب 34 %. وأكد «العريبي» ان نسبة المستحقات المتخلدة بذمة الحرفاء الخواص وبالاخص منهم الحرفاء العاديين تقدر ب 66.4% من اجمالي المستحقات لسنة 2012 (اي بفارق زيادة في المستحقات بين سنتي 2011 و2012 يقدر ب 71.5 مليارا). أما بخصوص مستحقات الشركة لدى الحرفاء العموميين (من ادارات وجماعات عمومية وشركات قومية ودواوين..)، فقد اوضح «العريبي» انها تقدر بحوالي 33.6% من إجمالي المستحقات،مشيرا الى ان المقابيض تطورت ب 20.65% من سنة 2011 الى سنة 2012. توجهات الشركة في 2013 وشدد «العريبي» خلال هذه الندوة على ان الشركة لن تتراجع عما انطلقت فيه من تشجيع وتحفيز للحرفاء حتى يسددوا الديون المتخلدة بذمتهم بالاضافة الى تشجيع اعوان الشركة على مزيد البذل والعطاء لضمان عملية الاستخلاص على احسن وجه، مضيفا: «ولضمان ذلك وجب علينا مواصلة فتح وكالات جديدة لتقريب الخدمات للمواطن والعمل على تطوير الخدمات المسدات للحريف وذلك بدعم نشاط قراءة العدادات وتوزيع الفواتير». هذه استعداداتنا لصائفة 2013 و قال «العريبي» بشأن استعدادات الشركة لصائفة 2013: «وحيث ان الطلب في الصيف الماضي لم يكن عاديا بالمرة جراء الاستعمال المكثف للمكيفات كلفنا عجزا دام حوالي 8 أيام وقدر يوم 11 جويلية بالاخص ب 122 ميقاوات بالاضافة الى حدوث اضطرابات في التزود بالكهرباء في بعض الجهات وتلف بعض المحولات الكهربائية، وحيث انه من المتوقع ان تبلغ الذروة خلال الصائفة القادمة ما يتراوح بين 3500 و3600 ميقاوات مع العلم أن قدرة التوليد في الوقت الحالي تعادل 3214 ميقاوات، فإننا شرعنا في تجهيز توربينتين بمنطقة المشارقة من ولاية زغوان سينطلق العمل بهما انطلاقا من شهر جوان القادم وبادرنا ايضا باستئجار ما يعادل 123 ميقاوات لاستعمالها خلال الذروة. وكشف «العريبي» ان الشركة التونسية للكهرباء والغاز كانت ولا زالت تمد بجسور الحوار مع الجارتين الليبية والجزائرية بخصوص اقامة تبادل في الكهرباء يقدر بين 50 و100 ميقاوات، مؤكدا في الان ذاته ان الطاقم الفني للشركة لم ولن يدخر جهدا للارتقاء بالمردودية والمزيد من عمليات ربط الشبكات الاتصالية بين الشركة وحرفائها.