الجميع لازال يذكر كيف انهزمت الشبيبة القيروانية أمام الترجي التونسي في العاصمة بنتيجة ثقيلة رغم تقديمها لأداء مرضي متكامل أنسى الأنصار وقع الهزيمة.. وتكرّرت الصورة أخيرا لما انهزم أبناء العقبي على ميدان ملعب المنزه بنتيجة 2 - 1 مع مردود أثنى عليه كل من تابع المواجهة على اعتبار أن زملاء «الدريدي» وقفوا الند للند أمام فريق يعج بالنجوم ويلعب على ميدان تعود عليه.. فالشبيبة القيروانية لم تلعب الدفاع ولم يتأخر مدافعوها ولاعبو الوسط إلى الخط الخلفي كما تلعب أكثر الفرق خارج ميادينها.. فالإطار الفني لعب كعادته حسب لوك صارت الشبيبة تتميّز به ألا وهو اللعب الفرجوي بما فيه من فن ومتعة.. وفي أذهان اللاعبين أن النتيجة الإيجابية ستحصل يوما وفي وقتها لأن الفنيين يقولون بأن الانتصارات لا تأتي إلاّ لقاء الأداء الرفيع والمميّز. لعب الفريق بمدافع أيمن ثائر ألا وهو «حمزة بن ابراهيم» وبصقر طائر على طوال الرواق الأيسر اسمه «علاء الدين دحنوس».. وسط دفاع ثابت وهادئ ورصين فيه «حسام الزرل» و«معاذ عبّود»... مع خط وسط ميدان متحرّك ومتموّج يشكّله نجم بخمسة رؤوس وهّاجة ينتصب فيها كل من الدريدي والشطبري والبركي والعويشي والشيخ.. ثم أمام الجميع كرأس حربة حركي وثائر المهاجم «حسام الحمزاوي»... وقدم أبناء العقبي والقضامي مقابلة محترمة أمام الإفريقي بوجهه الجديد.. إذ رأينا زملاء «دحنوس» ينوّعون من التمريرات القصيرة والطويلة... يتبادلون الكرة في أشكال ثنائية وثلاثية ورباعية.. يكونون المرتدات ويصنعون الهجومات يمينا عن طريق العويشي ويسارا بواسطة الشيخ وتمكنوا في عديد المرات من إحداث الخطر على مرمى الحارس «الدخيلي» وتوصّلوا إلى التعديل ثم دخلوا في فترة سلبية وكأن همّهم الوحيد الأداء على حساب النتيجة.. وهي من خاصيات المدرسة القيروانية على مرّ الأجيال.. جيل السرياطي والريماني والشهايبي ووادة... ثم جيل النابلي والهواربي والدندان وشريّط... فجيل الدرعي والسلامي والذوّادي والشرميطي.. وهذا من شيم المدارس الكبيرة من ترى أن الكرة سحر أو لا تكون..